تزايدت المخاوف بشأن الديون الحكومية الثقيلة في أوروبا مرة أخري مع بروز تساؤلات حول قدرة كل من ايرلندا واليونان والبرتغال علي خفض العجز المتزايد في ميزانياتها. وحذر رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي من ان منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي بأكمله "لن يبقيا" اذا لم تحل ازمة الديون الباهظة التي ترزح تحتها ميزانيات بعض الدول الاعضاء في حين تتنامي المخاوف بشأن الوحدة النقدية. وقال فان رومبوي في كلمة في "مركز السياسة الاوروبية" للدراسات في بروكسل "نواجه ازمة تتعلق ببقائنا". واضاف "علينا العمل جميعا بالتشاور لنؤمن بقاء منطقة اليورو لانه اذا لم تبق منطقة اليورو فإن الاتحاد الاوروبي لن يبقي ايضا". وفي ايرلندا, اعلن ديك روش وزير الشئون الاوروبية الايرلندي امس انه لا يوجد ما يدعو لان توقد أيرلندا شرارة عملية انقاذ دولية وانه ينبغي ألا يصاب وزراء المالية الاوروبيون بالفزع.وأعرب روش قبل ساعات من اجتماع وزراء المالية والاقتصاد في بروكسل عن امله في أن يكون هناك مزيد من المنطق في هذا الامر، مضيفا "توجد مشكلة في السيولة لدي البنوك وما من شك في ذلك. لكن لا أعتقد أن رد الفعل المناسب علي ذلك هو أن يصاب وزراء المالية الاوروبيون بالفزع." واكد رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة التعامل باليورو جان كلود يونكر ان "مجموعة دول منطقة اليورو مستعدة للتحرك بسرعة وفي اقرب وقت في حال تبين ان ايرلندا تحتاج مساعدة فورية". وارتفع الدولار الي اعلي مستوي في ستة اسابيع مع تجدد الاقبال علي العملة الامريكية كملاذ آمن بسبب المخاوف بشأن قدرة ايرلندا علي سداد ديونها وبواعث القلق من احتمال انتشار مشاكلها في انحاء منطقة اليورو. وتواجه البرتغال متاعب داخلية شرسة في تمرير حزمة التقشف التي فرضها عليها صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي. ولوح وزير خارجية البرتغال لويس اماديو للمرة الأولي بإمكانية خروج لشبونة طواعية من منطقة اليورو مما زاد من ضغوط المضاربين علي العملة الأوروبية. وفي اليونان, استبعد رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو اي اعادة جدولة لديون بلاده مشيرا الي ان "ذلك سيشكل كارثة علي المواطنين اليونانيين". وقال باباندريو للصحفيين اثناء زيارة لباريس ان فرنسا تؤيد تمديد الجدول الزمني لتسديد القروض التي منحها صندوق النقد الدولي ومنطقة اليورو الي اليونان مضيفا ان هذا سيكون مصدر ارتياح لليونان وسيخلق الثقة في الاسواق.