يتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى الولاياتالمتحدة في نهاية الاسبوع بعد تحقيق الجمهوريين انتصارا في الانتخابات التشريعية يرى المحللون انه من غير المرجح ان يخفف الضغط الاميركي على اسرائيل في عملية السلام المتعثرة. وقد رحب الناشطون المؤيدون لاسرائيل في الولاياتالمتحدة واماكن اخرى بفوز الجمهوريين الذين نالوا الغالبية في مجلس النواب وقلصوا الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ. لكن المحللين يرون ان فوز الجمهوريين لن يؤثر بشكل كبير على النهج الاميركي في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين التي اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما استئنافها في 2 ايلول/سبتمبر في واشنطن. الا ان المفاوضات توقفت بعد اسابيع فقط اثر رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس العودة الى طاولة المفاوضات قبل ان تمدد اسرائيل قرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة الذي انتهى العمل به في نهاية ايلول/سبتمبر الماضي. وحثت الولاياتالمتحدة نتانياهو على تمديد قرار التجميد الذي لا يحظى بتاييد واسع في اسرائيل ويعارضه ائتلافه المتشدد، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض حتى الان هذا الطلب. وتكهن كثيرون بانه كان يماطل الى ما بعد الانتخابات الاميركية آملا في فوز الجمهوريين الذين غالبا ما يعتبرون اكثر تعاطفا من نظرائهم الديموقراطيين مع اسرائيل، وبالتالي ان تخف ضغوط البيت الابيض. لكن المحللين شددوا على ان الكونغرس يلعب دورا ضئيلا نسبيا في السياسة الخارجية الاميركية. وقال جوناثان رينهولد احد ابرز الباحثين في معهد بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس ان "الكونغرس لديه تأثير ضئيل جدا على رسم واتجاه الدبلوماسية الاميركية". واضاف "اقصى ما يمكنه القيام به هو تقييد عمل الرئيس وممارسة ضغط". وفيما تترك الهزيمة الانتخابية اوباما يتعايش مع كونغرس منقسم، فانه لن يكون اول رئيس ديموقراطي يحاول دفع عملية السلام في الشرق الاوسط قدما في ظل وجود جمهوري قوي في الكونغرس. واضاف رينهولد "يمكن ان نتذكر انه خلال عهد ادارة بيل كلينتون، ومع وجود مجلسين جمهوريين في الكونغرس انحازا علنا الى جانب نتانياهو، انتهى به الامر بتوقيع اتفاق واي ريفر" في اشارة الى الاتفاق الموقع في العام 1998 والذي ادى الى انسحاب اسرائيل من معظم انحاء مدينة الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة. من جهته يقول هلال شينكر المشارك في نشر مجلة فلسطين-اسرائيل للسياسة والاقتصاد والثقافة ان هزيمة الديموقراطيين تسببت ببعض "الضعف الداخلي" للرئاسة الاميركية. لكنه قال ان اوباما سيحتفظ "بسلطة ومسؤولية كاملتين لمواصلة الدفع في اتجاه اعتماد سياسته" وقد اوضح ان عملية السلام في الشرق الاوسط تشكل اهم اولوياته. وبالنسبة لنتانياهو فان زيارته التي تبدأ الاحد ستشكل فرصة لمعرفة ما اذا كان موقفه التفاوضي قد تغير وما اذا كان البيت الابيض الذي اضعف موقفه من جراء نتيجة الانتخابات، سيقدم محفزات اضافية مقابل تنازلات اسرائيل. وكتب الوف بن الصحافي الاسرائيلي في صحيفة "هآرتس" ان "لا شيء يستهويه اكثر من المناورة في السياسة الاميركية ومواجهة طريق مسدود في الكونغرس". وسيبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي زيارته في نيو اورلينز خلال تجمع مجموعات يهودية. ولن يلتقي اوباما الذي سيكون في آسيا في تلك الفترة. ويتوقع ان يلتقي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. والخميس اجرى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات محادثات جديدة مع المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل في واشنطن. وقال عريقات في اتصال مع وكالة فرانس برس من واشنطن "سيكون هناك رد اميركي في المستقبل القريب للقيادة الفلسطينية بخصوص الجهود الاميركية مع اسرائيل والاطراف في المنطقة بخصوص وقف الاستيطان لاطلاق المفاوضات". واضاف "لقد التقيت اليوم (الخميس) مع عدد من المسؤوليين الاميركيين في مقر وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن، وضم الاجتماع السناتور ميتشل ودنيس روس وديفيد هيل، ولقاء آخر مع مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان". وتاتي هذه المحادثات وزيارة نتانياهو قبل ايام من اجتماع للجامعة العربية لبحث عملية السلام المتعثرة. وتوقعت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان يعرض نتانياهو على الولاياتالمتحدة خطته الخاصة لدفع المحادثات قدما. والاسبوع الماضي افادت صحيفة "معاريف" ان نتانياهو سيعرض تجميدا للاستيطان لمدة ثلاثة اشهر تتبعه تسعة اشهر من القيود على اعمال البناء. وقال التقرير ايضا انه يستعد لتوسيع ائتلافه الحكومي لضم حزب كاديما الوسطي اليه لكن مكتب نتانياهو نفى ان يكون يتفاوض حاليا مع هذا الحزب. وقالت "معاريف" الجمعة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يمكن ايضا ان يحث الادارة الاميركية على تقديم حوافز وضمانات جديدة مقابل اعلان تجميد جديد للاستيطان. لكن المحللين يرون ان نتانياهو حذر ازاء تقديم الكثير من المطالب للادارة الاميركية او لعب ورقة تاليب الكونغرس الجمهوري ضد الرئيس، وهو الخطأ الذي ارتكبه خلال عهد بيل كلينتون. وقال رينهولد ان "استراتيجيته في منتصف التسعينيات كانت تقضي باستخدام الكونغرس لمواجهة الرئيس كلينتون ولم ينجح الامر".