شدد المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشيل الجمعه في رام الله على ان على الادارة الامريكية تريد تحقيق السلام الشامل في وقت قريب وليس "في مستقبل بعيد وغامض". وفي بيان تلاه ميتشل للصحافيين لدى وصوله الى مقر الرئاسة الفلسطينية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكد المبعوث الاميركي "ان السلام الشامل في منطقة الشرق الاوسط يجب ان لا يكون مجرد حلم بل يجب ان يكون حقيقة" . وتابع ميتشل "نحن نريد ان نجعل هذه الحقيقة في وقت قريب وليس في مستقبل بعيد وغامض وندرك انه كان هناك انتكاسات وصعوبات وندرك ايضا انه سوف يكون المزيد منها في المستقبل لكننا مصممون وسوف نواصل حتى نصل الى الهدف". واكد ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون طلبا منه ان "انقل بشكل شخصي للرئيس عباس والشعب الفلسطيني كله التزامهما بهذا الهدف". وقد وصل ميتشل عصر الجمعة الى رام الله قادما من اسرائيل حيث اجرى مباحثات مع الزعماء الاسرائيليين في اطار محاولته احياء مفاوضات السلام بين الجانبين. كان ميتشل قد اكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان واشنطن ملتزمة بأمن اسرائيل وانها تريد تسوية سلمية تعطي الفلسطينيين دولة. وقال ميتشل لنتنياهو مكررا تعهد الرئيس الامريكي باراك أوباما بالحفاظ على علاقات قوية مع اسرائيل "كانت هذه هي السياسة الامريكية ومازالت هذه هي السياسة الامريكية وهكذا ستظل السياسة الامريكية. ووصل الخلاف بين نتنياهو وأوباما الى أشده بسبب المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية التي ينتظر الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها. ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات المتوقفة منذ ديسمبر كانون الاول 2008 حتى يتوقف الاستيطان. ويسعى ميتشل الى الحصول على رد نتنياهو على مطلب أوباما بضرورة تقديم اسرائيل لمبادرات لبناء الثقة بهدف اقناع عباس بالدخول في مفاوضات غير مباشرة. وسلمت هذه المقترحات الى رئيس الوزراء الاسرائيلي في اجتماع لم يحظ بتغطية اعلامية كبيرة مع أوباما قبل شهر. وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس لميتشل خلال محادثة مجاملة أجراها المبعوث الامريكي مع بيريس ان حل اقامة دولتين "مصلحة حيوية" للفلسطينيين. وقال "كلانا يحتاج الى ذلك." واضاف الرئيس الاسرائيلي أن اسرائيل لا تريد أن تحكم أمة أخرى أو "ترى صراعا يلتهم مستقبلنا." ويحاول نتنياهو حل الخلاف الذي أضر بالعلاقات بين بلاده وبين الولاياتالمتحدة أقرب حلفائها ولكن دون الاذعان الى الولاياتالمتحدة أو الفلسطينيين وهو الاذعان الذي قد يقضي على الائتلاف الحكومي المؤيد للاستيطان. وقال نتنياهو لميتشل "أتطلع الى العمل معك ومع الرئيس أوباما لتعزيز السلام. نحن جادون في ذلك. ونعرف أنكم جادون في ذلك. ونأمل أن يستجيب الفلسطينيون-- علينا أن نحرك هذه العملية الى الامام." وزار ميتشل المنطقة ما يقرب من عشر مرات خلال العام الماضي دون أن يستطيع تحريك عملية السلام المتوقفة منذ 16 شهرا بسبب رفض اسرائيل الاستجابة للمطالب الفلسطينية بتجميد المستوطنات حيث تعتبرها شروطا مسبقة غير مقبولة. ورفض الرئيس الفلسطيني وقفا جزئيا للبناء في المستوطنات لمدة عشرة أشهر كان نتنياهو قد أمر به قبل خمسة أشهر. وكان نتنياهو قد التقى بميتشل في اجتماع دام قرابة الساعتين. وقال المتحدث باسم نتنياهو دون الاعلان عن أي تفاصيل كبيرة "لقد كان اجتماعا جيدا."ومن المتوقع أن يعقد المزيد من المحادثات يوم الاحد. ووكان المبعوث الامريكي قد زيارته لاسرائيل بلقاء مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك زعيم حزب العمل المنتمي الى تيار يسار الوسط الذي حذر يوم الاثنين من تدهورالعلاقات مع الولاياتالمتحدة قائلا ان الائتلاف الحاكم "يجب أن يتصرف لتغيير الامور." وأعلن نتنياهو امس الخميس أنه لن يجمد البناء الاستيطاني في منطقة القدسالشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 حين احتلت الضفة الغربية ثم ضمتها اليها في خطوة لا يقرها المجتمع الدولي.