اكد رئيس اركان الجيش البري الاميركي الجنرال جورج كايسي الاثنين ان الولاياتالمتحدة عملت على منع السلطات العراقية من ممارسة التعذيب، نافيا المعلومات الواردة في وثائق نشرها موقع ويكيليكس وتحدثت عن تستر واشنطن على اعمال تعذيب. وقال الجنرال كايسي الذي قاد القوات في العراق لنحو ثلاث سنوات "هناك في التقارير الصحافية ما يوحي باننا غضضنا الطرف عن الاساءة للسجناء العراقيين". واضاف في تصريح للصحافيين "هذا غير دقيق. سياستنا كانت على الدوام انه عندما يلحظ الجنود الاميركيون وجود اساءة للسجناء، عليهم ان يوقفوا ذلك وان يرفعوا على الفور تقريرا بذلك عبر التسلسل التراتبي الى القيادة الاميركية والى القيادة العراقية". واكد مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج ان الوثائق السرية التي نشرها الموقع وعددها 400 الف كتبها جنود اميركيون بين 2004 و2009، تتحدث عن حالات تعذيب ارتكبتها القوات العراقية وغض الاميركيون الطرف عنها، بالاضافة الى "اكثر من 300 حالة تعذيب ارتكبتها قوات التحالف". كما كشفت الوثائق ان 109 الاف شخص قتلوا في العراق 63% منهم مدنيون اي 66,081 شخصا. وقال موقع ويكيليكس ان بين القتلى 15 الف مدني لم يعلن سابقا عن مقتلهم. ونفى الجنرال جورج كايسي وجود سياسة تهدف الى التقليل من عدد القتلى المدنيين مشيرا الى ان القوات الاميركية كانت على اتصال مع المشارح لتصويب سجلاتها. وقال "الامر ليس صحيحا. لقد بذلنا جهدنا لفهم تأثير نشاطنا ونشاط المتمردين على المدنيين". واخفى ويكيليكس اسماء اكثر من 300 شخص كان يمكن ان يشكل نشرها خطرا على حياة اصحابها. لكن الكولونيل ديف لابان، المتحدث باسم البنتاغون قال انه "تم ابقاء بعض المعلومات التي تتيح التعرف على هؤلاء الافراد" مثل وظيفتهم. ورفضت وزارة الخارجية الاميركية كذلك اتهامات ويكيليكس، موضحة ان الولاياتالمتحدة دربت القوات العراقية على احترام حقوق الانسان. وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي "انه احد الاسباب التي تجعلنا نبقي قوات في العراق: للمساعدة في تدريب القوات العراقية. ونعتقد ان سلوكهم يتحسن مع الوقت". وتعرضت صورة الولاياتالمتحدة للاساءة عندما تم نشر صور لجنود اميركيين يسيئون معاملة سجناء في معتقل ابو غريب. وظهر بعض السجناء في اوضاع مهينة في حين وقف الجنود الاميركيون متباهين بانفسهم بالقرب من سجناء عراة في وضعية اذلال. ودانت المحاكم العسكرية الاميركية 11 جنديا بتهمة اساءة المعاملة، وانزلت بهم عقوبات تصل الى السجن عشر سنوات. وتوالت في العالم ردود الفعل على نشر الوثائق، حيث قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاثنين ان "اساءة معاملة المعتقلين غير مسموح بها". واضاف في تصريح مقتضب "بالطبع نحن نحقق في هذه الادعاءات" بحدوث تعذيب. ودعت منظمات حقوقية دولية الجيش الاميركي الى التحقيق في المعلومات المتعلقة بالتعذيب.