الامم المتحدة (رويترز) - منيت كندا بهزيمة مذلة يوم الثلاثاء حينما اضطرت للانسحاب من السباق على مقاعد مجلس الامن متنازلة للبرتغال عن المقعد الذي كان البلدان يتنافسان عليه في انتخابات أجريت في الجمعية العامة للامم المتحدة. وبالاضافة الى البرتغال انتخبت الجمعية المؤلفة من 192 عضوا ألمانيا والهند وجنوب أفريقيا وكولومبيا لشغل مقاعد في المجلس لمدة عامين. وتنافست كندا مع ألمانيا والبرتغال لشغل مقعدين في المجموعة الجغرافية التي تنتمي اليها هذه البلدان ولكن بدا واضحا أنها لا تتمتع بالتأييد الكافي للفوز. والاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن هم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا. وفي المجلس عشرة أعضاء مؤقتين لا يتمتعون بحق النقض. ولكن الاعضاء المنتخبين يتمتعون ببعض السلطة حيث أن قرارات المجلس لا تصدر الا بموافقة تسعة أعضاء من غير نقض. وستشغل الدول الخمس المنتخبة مقاعد في المجلس لمدة عامين تبدأ في يناير كانون الثاني 2011 وتنتهي في ديسمبر كانون الاول 2012. وشغلت كندا مقعدا في المجلس ست فترات ولم تخسر قط أي انتخابات للفوز بمقعد. وفي أوتاوا ألقى خبراء في الشؤون الخارجية المسؤولية عن الاخفاق على تأخر الحملة الدعائية والسياسات التي من المرجح أن تكون قد استعدت كثيرا من الوفود مثل السياسة التي تؤيد اسرائيل بشدة في الشرق الاوسط وتقليل المعونات الثنائية للدول الافريقية الفقيرة. لكن وزير الخارجية لورانس كانون حمل المعارضة المسؤولية عما وصفه بالهزيمة المحبطة للغاية. وقال للصحفيين في مقر الاممالمتحدة "لا أعتقد أن هذا رفض للسياسة الخارجية الكندية." وأضاف "للاسف صمم زعيم المعارضة هناك في كندا على أن كندا لا تتحدث بصوت واحد.. لقد أشار بوضوح الى أن كندا لا تستحق مقعدا." وكان مايكل اجناتيف زعيم الحزب الليبرالي المعارض قد تساءل علنا عما اذا كانت كندا تستحق في عهد رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر أن تكون عضوا في المجلس. وفي الجولة الاولى من التصويت لم تنجح الا ألمانيا في اجتياز عتبة 127 صوتا في المجموعة التي تعرف باسم "أوروبا الغربية وغيرها" فحصلت على 128 صوتا. وفازت الهند وجنوب أفريقيا وكولومبيا بالتزكية في النطاق الجغرافي الخاص بكل منها. وفي برلين عبرت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل عن سعادتها بالنتيجة قائلة ان بلادها "ستعمل جاهدة خلال فترة عضويتها للدفع باتجاه اجراء اصلاحات في مجلس الامن.. وهذا طموح كثير من الناس في العالم." وقال سفير الهند هارديب سينغ بوري للصحفيين ان اصلاح مجلس الامن سيحتل موقعا متقدما في جدول أعمال الهند أيضا. وألمانيا من أهم المساهمين في الاممالمتحدة وهي واحدة من مجموعة دول تضم الهند واليابان والبرازيل مرشحة بقوة لشغل مقاعد دائمة اذا اتفقت الدول الاعضاء في الاممالمتحدة على صيغة لتوسيع مجلس الامن. وأخفقت المحادثات على مدى عقد من الزمان في الاتفاق على توسيع مجلس الامن بحيث يكون أكثر تمثيلا للعالم. وقالت وزيرة الخارجية في جنوب أفريقيا مايت نكوانا ماشاباني ان من بين القضايا التي سيبذل بلدها فيها جهدا كبيرا مسألة وقف ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم ابادة في دارفور. وهو ما تعارضه الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا. وأضافت الوزيرة "سنبذل قصارى جهدنا." وبذلت جنوب أفريقيا والهند جهودا للحيلولة دون فرض عقوبات على ايران فيما يتعلق ببرنامجها النووي على الرغم من أن بريتوريا أيدت فرض عقوبات على ايران عامي 2007 و2008 حينما كانت عضوا في المجلس. والدول الخمس الاعضاء المتبقية هي البوسنة والبرازيل والجابون ولبنان ونيجيريا وتنتهي عضويتها في نهاية 2011. والدول التي ستغادر المجلس بنهاية العام الحالي هي النمسا وتركيا والمكسيك واليابان وأوغندا.