حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون البوسنة يوم الثلاثاء من أنها ستتخلف عن جيرانها في الاندماج مع أوروبا وحثت صربيا على اجراء محادثات بناءة مع اقليم كوسوفو الذي استقل عنها. وقالت كلينتون أثناء زيارة لسراييفو بعد أسبوع من انتخابات عامة سلطت الضوء على وجود انقسام عرقي عميق ان الاندماج مع أوروبا هو أفضل طريق للاستقرار والنمو الاقتصادي. وقالت "الاحقاد قلت ولكن النزعة القومية مستمرة. في الوقت نفسه فان وعد زيادة الاستقرار والفرصة التي يمثلها الاندماج في أوروبا ما زال بعيد المنال." وأضافت "جيرانكم قطعوا أشواطا في هذا الاتجاه." ومضت تقول "والان حان الوقت لمواطني هذه الدولة لجعل اصواتكم مسموعة." ولم تقدم البوسنة بعد طلبا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي لانها لا تزال خاضعة لحماية دولية. وتقدمت صربيا بطلب العام الماضي لكن تقدمها أبطأ حتى من دول مثل ألبانيا والجبل الاسود. وتحدثت كلينتون في سراييفو الى جمهور من الطلبة لا يكادون يتذكرون الحرب التي دارت فيما بين عامي 1992 و1995 والتي قتل فيها نحو 100 الف شخص وحثتهم على النظر الى المستقبل. وفي جولة لم تكن مدرجة في برنامج الزيارة مشت كلينتون في شارع رئيسي في سراييفو لتتبادل التحية مع الناس في علامة على الرنين الذي لا يزال اسم كلينتون يحمله في المدينة التي ما زالت تعاني من اثار الحرب. ولكن في بلجراد لا يزال كثيرون يتذكرون اسم زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون باعتباره الزعيم الذي أيد في عام 1999 حملة حلف شمال الاطلسي للقصف التي دفعت صربيا للانسحاب من اقليم كوسوفو. وقال ايفان رادوفيتش "اتمنى الافضل للشعب الامريكي الذي احترمه كثيرا. ولكن شخصا مثل هيلاري كلينتون لا يجب بسبب اسمها الثاني أن يسمح لها بدخول الاراضي الصربية." وظهرت كلينتون الى جوار الرئيس الصربي بوريس تاديتش وظهر الاثنان يبتسمان ويعدان بمرحلة جديدة من التعاون الثنائي. وقال تاديتش "نريد أن تكون صربيا شريكا موثوقا به. ولن نعيد بناء الثقة الا بهذه الطريقة." وحثت كلينتون صربيا على احراز تقدم في المحادثات مع كوسوفو الاقليم الصربي السابق الذي لا تعترف بلجراد باستقلاله. ووافق تاديتش في الشهر الماضي للمرة الاولى على اجراء محادثات مباشرة مع بريشتينا كما طالب الاتحاد الاوروبي وقالت كلينتون ان هذه الخطوة قد تحسن الحياة على جانبي الحدود. وقال يوم الثلاثاء ان حكومته تريد اجراء المحادثات قريبا ولكنه شدد على أن بلجراد لن تعترف أبدا بكوسوفو مستقلة وستستمر في الدفاع عن حقوق صريبا في المجتمع الدولي. ووعد بالقبض على مجرمي الحرب الهاربين بما في ذلك الجنرال راتكو ملاديتش القائد الصربي البوسني وقت حرب البوسنة وبأن يحمي حقوق الانسان ورفض تعصب مثيري الشغب الذين احتجوا بعنف على استعراض للمثليين في بلجراد يوم الاحد الماضي.