تباينت ردود فعل الاسرائيليين والفلسطينيين بشأن مستقبل مفاوضات السلام يوم الاحد بعد يوم من إعلان السلطة الفلسطينية بدعم من الجامعة العربية انها منحت الولاياتالمتحدة شهرا لاقناع اسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية أو المخاطرة بانهيار محادثات السلام. وتمثل الرسالة التي أصدرها اجتماع الجامعة العربية في ليبيا مهلة لواشنطن وهي تحاول انقاذ المحادثات التي بدأت منذ خمسة اسابيع وتعثرت بسبب رفض اسرائيل تمديد تجميد البناء في المستوطنات في أراض محتلة يسعى الفلسطينيون إلى اقامة دولتهم عليها. وقال دبلوماسيون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء الخارجية العرب بحثوا في جلسة مغلقة "بدائل" لاستئناف المفاوضات المباشرة في المستقبل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال دبلوماسيون ان اقتراحات عباس تشمل السعي للحصول على تعهدات من الولاياتالمتحدة والامم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين في المستقبل تضم كل الضفة الغربية وتهديد من الرئيس بالتنحي اذا وصلت الامور الى طريق مسدود. وفي اول رد فعل اسرائيلي قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان " قدمت اسرائيل للفلسطينيين لفتة لمرة واحدة (بوقف الاستيطان) لمدة عشرة أشهر. لقد اختاروا اهدار معظم الوقت .. تسعة من الاشهر العشرة .. ومن ثم يتعين عليهم تقديم ردود. نحن مستعدون لمواصلة المحادثات المباشرة فورا." أما وزير الاقليات الاسرائيلي أفيشاي برافيرمان فقال "يؤسفني للغاية ان الجامعة العربية فعلت ما كان يتعين علينا أن نفعله من قبل. لفترة طويلة كان يجب أن نمدد تجميد الاستيطان لمدة شهر. كان يتعين علينا أن نفعله من قبل .. وليس الجامعة العربية .. يجب علينا ذلك. لذا بعد الثاني من نوفمبر تشرين الثاني .. بعد الانتخابات الامريكية يجب أن نعمد الى تجميد (الاستيطان) لبضعة أشهر والمضي قدما نحو القضايا الجوهرية .. الامن والحدود .. هذا سوف يضمن اسرائيل كديمقراطية يهودية." ورحبت واشنطن ببيان الجامعة العربية الذي صدر يوم الجمعة والذي يقول دبلوماسيون انه يسعى الى تمديد مدته 60 يوما لوقف البناء في المستوطنات ويقدم لاسرائيل حوافز مختلفة. لكن المحلل السياسي الاسرائيلي جوناثان رينولد الخبير في العلاقات الامريكية الاسرائيلية قال لتلفزيون رويترز "أعتقد انها لن يكون لها رد فعل جيد على الادارة. لانها تبدو كما لو كانوا يقحمون أنفسهم فيما لا يعنيهم في هذا الامر. من خلال الضغط على قضية الاستيطان فانهم يخلقون بالفعل عقبة أخرى أمام المفاوضات التي يحتاجون اليها بشدة. لذا أنا أخشى أن يكون ذلك خطأ تكتيكيا .." واضاف رينولد "ادارة أوباما والمجتمع الدولي على نطاق أوسع مثل أوروبا الغربية وغيرها كلهم يريدون المفاوضات .. انهم يريدون التوصل لاتفاقات. انهم يخشون أن تؤدي الاعمال الاحادية الى العنف وهز الاستقرار ويجعلهم يظهرون وكأنهم عاجزين عن التأثير على الامور بشكل ايجابي خاصة وأن نتنياهو وافق علنا على تأييد حل الدولتين ووافق على تجميد الاستيطان عشرة أشهر. الفلسطينيون ليسوا في وضع جيد كي يذهبوا ويقولوا للعالم كله ان اسرائيل لا تريد السلام والحكومة ليست مهتمة (بالسلام)." وفي رام الله بالضفة الغربية عبر فلسطينين مثل كامل صالحة وتيسير سمارة عن تشاؤمهم تجاه مستقبل مفاوضات السلام. ويريد الفلسطينيون اقامة دولة في الضفة الغربية تشمل القدسالشرقية وقطاع غزة وهي الاراضي التي احتلتها اسرائيل من الاردن ومصر في حرب عام 1967 . وكانت اسرائيل انسحبت من قطاع غزة عام 2005 ولكنها تصر على الاحتفاظ بكامل القدس ومساحات كبيرة من الارض التي اقامت عليها مستوطنات في الضفة الغربية في ظل اي اتفاق سلام يجري التوصل اليه.