تنتهي اليوم فترة سريان قرار إسرائيلي بتجميد جزئي للاستيطان بالضفة الغربية كانت قد أعلنته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نوفمبر الماضي. في حين خير الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بين السلام والاستيطان. ولم يصدر حتي الآن ما يوحي بأن الحكومة الإسرائيلية سيمدد تجميدا للاستيطان ترفضه أحزاب يمينية متطرفة تؤيد المستوطنين، وتحكم توازن التحالف الحاكم. وقال مسئولون إسرائيليون وفلسطينيون: إن إسرائيل بدأت فعلا نقل مواد بناء إلي عمق الضفة استعدادا لاستئناف البناء. وتحدث النائب الإسرائيلي داني دانون عن مواد نقلت إلي مستوطنة ريفافا شمالي الضفة، استعدادا لوضع حجر الزاوية لحي جديد، علي أن يبدأ البناء اليوم الاثنين. كما تحدث مسئول فلسطيني محلي رفيع في الضفة عن مواد بناء نُقِلت إلي المنطقة التي وصلها أيضا ما بين 20 و30 منزلا متنقلا في الأيام الأخيرة. وفي الأثناء، قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقريرا لوزراء الخارجية العرب المشاركين في أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لإقناع إسرائيل بتمديد قرار تجميد الاستيطان. وقال عباس قبل اللقاء: إنه سيكون من غير الممكن الاستمرار في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في ظل الاستيطان. كما أشار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي إلي أن المجموعة العربية ستعقد اجتماعا في القاهرة مطلع الشهر المقبل لمناقشة آثار القرار الإسرائيلي. وفي وقت سابق خير الرئيس الفلسطيني إسرائيل بين السلام والاستيطان إذا أُريد للمفاوضات الحالية النجاح، لكنه لم يهدد مباشرة بالانسحاب من المحادثات إذا لم تمدد تل أبيب تجميد أعمال البناء في الضفة الغربية، الذي أنتهي أمس. وأعرب عباس في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك عن استعداده التام للتعاون مع الجهود الأميركية لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم، لكنه دعا إسرائيل إلي توفير "المناخ الضروري لنجاح المفاوضات". وشدد علي أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال تجميد الاستيطان ورفع الحصار ووقف السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية، وهي أمور اعتبرها التزامات وتعهدات سابقة لا شروطا مسبقة. وهاجم عباس "عقلية التوسع والهيمنة" التي تمارسها إسرائيل، بما فيها من "تزوير للحقائق وتدمير للمعالم والمقابر وللهوية الدينية والروحية والتاريخية" في القدسالشرقية التي تريدها السلطة عاصمة للدولة الفلسطينية، لكنه لم يشر إلي تجميد الاستيطان، ولم يكرّر تحذيراته السابقة بمغادرة المفاوضات إذا لم يمدد تجميد بناء المستوطنات. وكانت إسرائيل حثت الفلسطينيين علي عدم ترك المفاوضات بعد انتهاء التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة، وقالت: إن أي مشروعات جديدة ستكون محدودة، وهو ما رفضه مسئولون فلسطينيون بحجة أن ذلك يوفر ثغرات تسمح ببناء آلاف المساكن.ونقل عن مسئول إسرائيلي قوله إن إسرائيل مستعدة لتسوية بين الأطراف جميعاً بشأن تمديد قرار التجميد، لكنه قال أيضا: إن التجميد لا يمكن أن يكون كاملا، وأن أي خطة بناء في الضفة العام المقبل ستكون متواضعة، حتي إنها لن تؤثر مطلقا في عناصر اتفاق سلام.