القدس المحتلة وكالات الأنباء: فور انتهاء مهلة التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة التي دامت عشرة أشهر أمس, سارع مستوطنون يهود يتقدمهم سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بوضع حجر الأساس لبناء مدرسة دينية يهودية في الحي الاستيطاني اليهودي في الخليل متجاهلين دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لهم بضبط النفس. وفيما أكد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما حرص بلاده علي استمرار المفاوضات المباشرة التي انطلقت في2 سبتمبر أحاط نتانياهو موقف حكومته من الاستيطان بالغموض وطالب وزراء حكومته بعدم الإدلاء بتصريحات تتعلق بموقف بلاده الرسمي من هذه القضية, ومن جانبه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) الحكومة الإسرائيلية باغتنام فرصة المفاوضات المباشرة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأكد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ديفيد أكسلرود أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مازالا يبحثان عن حل لخلافهما بشأن رفض إسرائيل تمديد قرارها الخاص بتجميد البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية. ونقل راديو' سوا' الأمريكي أمس عن أكسلورد قوله:' نحن حريصون علي استمرار هذه المحادثات ونحاجها,ونعتقد ان أمامنا فرصة نادرة ولامثيل لها, ولابد لنا من اغتنامها'. وتابع: الإدارة الأمريكية ستواصل حثها الطرفين ودفعهما إلي التوصل لحل بشأن تمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان الإسرائيلي. وأضاف:أن من مصلحة كافة الأطراف تتطلب استمرار المفاوضات المباشرة..مؤكدا علي أنه من الضروري أن يدرك الفلسطينيون والإسرائيليون ان هذه المحادثات مهمة إلي أبعد الحدود. من جانبه قال الرئيس أبومازن: إن' الفرصة الراهنة ثمينة ليست فقط من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين وإنما فرصة لتحقيق السلام الشامل والعام والدائم مع جميع الدول العربية والإسلامية'. وحول الدور الذي تقوم به إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قضية الاستيطان, قال الرئيس الفلسطيني إن' الجانب الأمريكي لم يتلق حتي الآن موقفا محددا من الإسرائيليين بشأن تجديد قرار تجميد الاستيطان'. وأشار عباس إلي أن الإدارة الأمريكية مازالت لديها أمل في أن تصل إلي نتيجة, من خلال اتصالاتها التي تقوم بها حاليا مع الإسرائيليين, بشأن قضية الاستيطان ترضي الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني, داعيا في الوقت نفسه إسرائيل إلي المضي نحو السلام مع فلسطين وسوريا ولبنان. أكد وزير الدولة الفلسطيني لشئون الجدار والاستيطان ماهر غنيم أمس أن استمرار الانتهاكات الاستيطانية في الضفة الغربية يعني وقف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل, واللجوء إلي الأممالمتحدة للمطالبة بالحقوق الفلسطينية. وقال غنيم في مؤتمر صحفي في مقر وزارته في رام الله أمس: طوال فترة العشرة شهور الماضية( فترة التجميد) والتي تنتهي رسميا أمس وفعليا أواخر الشهر الحالي فإن الانتهاكات سواء في الاستيطان أو مصادرة وتجريف الأراضي أو هدم المنازل والاستيلاء عليها لم تتوقف فيما يدل علي توزيع للأدوار بين الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين لإعاقة عملية السلام. وكانت إسرائيل قد أعلنت يوم25 نوفمبر الماضي تجميدا جزئيا للاستيطان لم يشمل القدسالمحتلة وبناء المنشآت العامة كالمدارس والمستشفيات. وفيما يتعلق باعتداءات المستوطنين المتكررة علي المواطنين والتي بلغت( بحسب إحصائيات الوزارة)363 اعتداء, قال غنيم إن ذلك مرده إلي السيطرة الإسرائيلية الكاملة علي المناطق المصنفة( سي) البعيدة عن مناطق نفوذ السلطة الوطنية. من جانبه قال مدير مركز الأبحاث والأراضي( الفلسطيني) جمال طلب إن السعي الإسرائيلي لخلق وقائع علي الأرض خاصة في مناطق القدس والأغوار يدل علي سعي إسرائيل لإيجاد دولة استيطان داخل الأرض الفلسطينية. وأضاف أن الإحصاءات تشير إلي أن الأنشطة الاستيطانية طوال فترة التجميد لم تتوقف حيث أن عدد المستوطنات التي يجري التوسع فيها120 مستوطنة وعدد الوحدات المنفذة أو التي يجري العمل فيها1520 وحدة, بينما بلغ عدد الوحدات التي يجري تجهيز عقود العمل فيها2066, وعدد الوحدات التي خطط لبنائها مستقبلا بلغت37679 وحدة استيطانية. وأشار طلب إلي أن حجم ما صودر من أراض خلال فترة التجميد بلغ5906 دونما بالاضافة الي تجريف920 دونما وهدم280 مسكنا ومنشأة. وبلغ عدد المساكن والمنشآت المهددة بالهدم830, بالاضافة الي الاستيلاء علي13 مسكنا آخر. كما منعت قوات الاحتلال شق10 طرق في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية بينما شق المستوطنون28 طريقا لهم. وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المستوطنين اليهود علي ضبط النفس بمجرد انتهاء تجميد جزئي للبناء في مستوطنات بالضفة الغربية بمنتصف الليلة أمس في نداء يبدو أنه يهدف إلي ابقاء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في مسارها. وقال بيان رسمي' يدعو رئيس الوزراء سكان يهودا والسامرة( الضفة الغربية) والأحزاب السياسية علي ابداء ضبط النفس والمسئولية أمس وفي المستقبل بالضبط كما أبدوا ضبط النفس والمسئولية خلال شهور التجميد.' وصدر البيان قبل ساعات من قيام مستوطنين بوضع حجر أساس لبناء منازل في مستوطنة بالضفة الغربية بمناسبة انتهاء التجميد الجزئي للبناء الذي دام عشرة شهور والذي قال نتانياهو إنه لن يمدد. كما دعا نتانياهو وزرائه إلي عدم الإدلاء بتصريحات تتعلق بموقف الحكومة من قرار تجميد الاستيطان الذي انتهي مفعوله لحين الإعلان عن الموقف الجديد في هذا الصدد. وذكر راديو( إسرائيل) أمس أن نتانياهو يواصل حاليا مشاوراته مع عدد من كبار المسئولين للوصول إلي قرار بشأن مد العمل بقرار تجميد الاستيطان أو استئنافه. وأضاف أن ديوان رئيس الوزراء في إسرائيل طلب من عضو الكنيست داني دانون تقليص حجم النشاطات التي كان ينوي القيام بها احتفالا بانتهاء مفعول قرار تجميد الاستيطان. وفي تطور آخر, أكد صالح أبو سليمة مدير المدرسة الإبراهيمية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أمس أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أمرته بإخلاء المدرسة منذ ساعات الصباح الأولي بهدف توفير الراحة والمتعة للمستوطنين وهم يحتفلون بعيد المظلة اليهودي. وكان عشرات المستوطنين قد قاموا في الأسبوع الماضي بمحاصرة المدرسة الإبراهيمية التي تقع في دائرة السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة في البلدة القديمة في الخليل وذلك بزعم اعتداء أحد تلاميذ المدرسة علي أبناء المستوطنين بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف.