قبل ساعات من انتهاء مهلة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية عقد بنيامين نيتانياهو سلسلة مشاورات مع كبار مستشاريه لبحث تمديد قرار تجميد البناء بمستوطنات الضفة, وأجري نيتانياهو سلسلة اتصالات مع ايهود باراك وزير الدفاع خلال رحلة عودته من نيويورك التي غادرها أمس بعد أن أجري محادثات مع ممثلي الادارة الأمريكية بشأن هذا الأمر. في حين تبذل الادارة الأمريكية جهودا مضنية لمنع انهيار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول هذه القضية. وقال باراك في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية إن فرصة التوصل لاتفاق بشأن قضية المستوطنات الشائكة متساوية حتي الآن بنسبة50% لتمديد القرار و50% لإستئناف أعمال البناء. وكان الرئيس الفلسطيني قد خير اسرائيل مابين السلام والاستيطان في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاول. وأضاف أن مطالبة الفلسطينيين بوقف الاستيطان ورفع الحصار ووقف ممارسات اسرائيلية غير شرعية أخري ليست شروطا مسبقة بل هي استحقاقات كان يجب علي اسرائيل الوفاء بها بناء علي اتفاقات سابقة, وأن وفاء اسرائيل بتلك الاستحقاقات سيخلق مناخا ملائما لنجاح المفاوضات. وطالب عباس اسرائيل بالتوقف عن تجاهل قرارات الأممالمتحدة وتدمير الهوية التاريخية لمدينة القدس.بينما وضع سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير تطوير النقب والجليل أمس حجر الأساس لإقامة مدرسة دينية يهودية في الحي الاستيطاني اليهودي في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. ومن جهة أخري, تجول العشرات من أعضاء الكنيست الإسرائيلي اليمينيين في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية وأبلغوا المستوطنين بأن فترة تجميد الاستيطان قد انتهت اليوم وعليهم استئناف البناء في هذه المستوطنات. وكان المستوطنون قد دعوا إلي مشاركة واسعة في بناء عشرات البؤر الاستيطانية. ومن جانبه, قال حاييم رامون رئيس مجلس حزب كاديما إذا ما اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي قرارا بأن تقتصر أعمال البناء علي الكتل الاستيطانية الكبري فقط فسيحظي بدعم غالبية الجمهور وتأييد الفلسطينيين. ودعا رامون نيتانياهو إلي عدم تفضيل بقائه السياسي علي مصلحة دولة إسرائيل. وتعهد بأن يمنع حزب كاديما سقوط نيتانياهو إذا ما هدد اليمين المتطرف حكومته. وأقامت حركة( السلام الآن) الإسرائيلية المناهضة للاستيطان صباح أمس ما وصفته ب بنقطة إستيطانية إحتجاجية أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو وذلك تعبيرا عن معارضتها لنية الحكومة عدم تمديد تجميد بناء المستوطنات. وعلي صعيد المواجهات وقعت صباح أمس مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وبين وجنود الاحتلال الاسرائيلي في بلدة سلوان الواقعة مباشرة الي الجهة الجنوبية من المسجد الاقصي المبارك وفي بلدة العيسوية الواقعة في وسط القدسالمحتلة. وما زالت قوات الاحتلال تحاصرسلوان والعيسوية وتفرض طوقا عسكريا محكما علي مداخل البلدتين وتضع متاريس وحواجز للتدقيق في بطاقات المواطنين بحثا عمن تسميهم مطلوبين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية بزعم مشاركتهم في المواجهات الأخيرة ضد جنود الاحتلال. وذكر شهود عيان أن مواجهات متفرقة وقعت أمس بين الشبان الغاضبين وجنود الاحتلال في بلدة سلوان وبخاصة في محيط خيمة اعتصام النواب المقدسيين المهددين بالابعاد في حي البستان وفي منطقة بئر أيوب وعين اللوزة. وأوضحت لجنة الدفاع عن سلوان أن البلدة شهدت مساء أمس الاول مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال الاسرائيلي مما أسفرعن إصابة عدد من المواطنين وبخاصة من كبار السن والأطفال والمرضي باختناقات نتيجة استنشاقهم للدخان المنبعث من الغاز السام المسيل للدموع والذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة علي الشبان وعلي منازل المواطنين في كافة أحياء البلدة. وفي بلدة العيسوية تدور مواجهات منذ ساعات الصباح بشكل متقطع وتتركز بالقرب من مدخلي البلدة اللذين يخضعان لحصار عسكري مشدد. وأشارت مصادر محلية الي إصابة سيدة فلسطينية في الثلاثينيات من عمرها وهي تعمل معلمة برصاصة مطاطية اخترقت منزلها.. وتم نقلها إلي مستشفي هداسا الواقع علي أراضي العيسوية.