اكدت سوريا وتركيا على رغبتهما في زيادة ورفع مستوى التعاون بينهما والذي وصفه معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني بانه "مثال يحتذى" به في العلاقات بين الدول وجاذبا للمزيد من التعاون مع دول اخرى في المنطقة. واكد توركماني في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ونقله التلفزيون السوري مباشرة على الهواء "اننا نعبر عن رضانا عن سير تطور هذه العلاقة". واضاف توركماني في المؤتمر الذي عقد عند اختتام اعمال الاجتماع الوزاري الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى السوري التركي "اننا نتطلع الى الامام نحو المزيد من التطور والارتقاء في مجالات التعاون كافة سواء وردت في الاتفاقيات ام لم ترد" وكانت سوريا وتركيا وقعتا اتفاقا لتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي، خلال زيارة قام بها الرئيس السوري بشار الاسد لتركيا في 16 ايلول/سبتمبر الفائت. وانعقد مجلس التعاون على المستوى الوزاري الاول في مدينة غازي عنتاب التركية في 13 تشرين الاول/اكتوبر الفائت، وتم الاتفاق في ختامه على ابرام اكثر من ثلاثين اتفاقا وعشرة بروتوكولات ومذكرة تفاهم تشمل مجالات امنية وعسكرية اضافة الى الدفاع والتعليم والتجارة والاستثمار والصحة والزراعة والطاقة والثقافة والسياحة والبيئة. كما وقعت سوريا وتركيا اتفاقا ينص على الغاء تأشيرة الدخول بين البلدين. واشار المسؤول السوري الى ان "هذه العلاقة تشكل نموذجا يحتذى به في منطقتنا وبلاد اخرى في العالم"، لافتا الى ان هذا النموذج "بدا يجذب اليه العديد من البلاد التي ترغب بالتعاون بشكل مشترك مع سوريا وتركيا او الانضمام الى هذا التعاون المثمر والنموذجي بين بلدين جارين" واشار الى ان هذا الجذب انتهى الى "ايجاد فكرة منطقة تعاون بين سوريا وتركيا ولبنان والاردن"، كاشفا عن اجتماعات لاحقة يتم تحضيرها "لجمع هذه البلاد في منظومة تعاون اقتصادي قد تتطور الى مجلس تعاون". واكد توركماني على وجود "رؤية سياسية متوافقة باتجاه قضايا المنطقة" معتبرا انها "مساهمة جدية في تامين الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط". وعبر توركماني عن ايمانه بان "هذا التعاون سيخلق منطقة امنة ومزدهرة ذات تنمية مستدامة تصنع بايدي شعوب منطقتنا". من جهته عبر داود اوغلو "عن ثقته بالعلاقة القوية التى تجمع شعبي البلدين ودعم كل منهما لقضايا الاخر وان التعاون بين البلدين سيساهم في حل المشكلات التي تعاني منها المنطقة". واشار داود اوغلو الى ان "سوريا وتركيا تسعيان لتحقيق الامن والاستقرار والتعاون في كل الميادين والمجالات لمصلحة البلدين ومنفعة الشعبين الشقيقين". ولفت الى انه "علينا أن نستفيد من التجارب والامكانيات المتوفرة من الصحة الى التعليم والامن والتعاون في كل الميادين ونحن نتطلع الى تحقيق التنمية في هذه المنطقة بواسطة التعاون" واثمر الاجتماع الوزاري الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي الذي عقد في اللاذقية من 2الى 3 تشرين الاول /اكتوبر 2010 عن التوقيع على عدد من البروتوكولات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مجالات حركة المسافرين والبضائع والزراعة والمساعدات الفنية، كما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا). كما رحب اعضاء المجلس بالتفاهم الذي تم التوصل إليه بين الجانب السوري ومصرف اكزيم التركي لتوفير خط ائتماني إلى سورية بقيمة 180 مليون يورو لتمويل مشاريع محددة في سوريا ستنفذها شركات تركية، بحسب الوكالة. كما اشار داود أوغلو الى الاتفاقية التي تم التوقيع عليها "لتنظيف الالغام على الحدود بين البلدين" و"اقامة منطقة تجارية حرة" وتطورت العلاقات السورية التركية في شكل ملحوظ خلال السنوات الاخيرة سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا بعد فترة طويلة من التوتر على خلفية تقاسم مياه الفرات ووضع منطقة لواء اسكندرون (ارض سورية تنازل عنها الانتداب الفرنسي العام 1939 لتركيا). واضطلعت تركيا العام الفائت بدور الوسيط في مفاوضات سلام غير مباشرة بين سوريا واسرائيل.