بعد شهر من انطلاقها تواجه المحادثات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين صعوبات خطيرة. وتبحث الولاياتالمتحدة عن سبل لدفع المفاوضات قدما لكن ليست هناك حلول سهلة متاحة. فيما يلي لمحة عن بعض المشاكل والقضايا: ما هو وضع المحادثات؟ كان من المنتظر أن يجتمع الزعيمان الاسرائيلي والفلسطيني كل أسبوعين لاجراء محادثات مباشرة. وكان اخر لقاء من هذا النوع في 15 سبتمبر ايلول ولم يتم تحديد موعد جديد للاجتماع. وتقول القيادة الفلسطينية ان المحادثات المباشرة لن تستأنف ما لم توقف اسرائيل النشاط الاستيطاني على الاراضي المحتلة. ويرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الان تمديد تجميد جزئي للبناء استمر عشرة اشهر وانتهي في 26 سبتمبر ايلول. لماذا يرفض نتنياهو تمديد التجميد؟ يعتقد نتنياهو أن تمديد التجميد سيؤدي إلى اسقاط حكومته الائتلافية التي تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للمستوطنين. ويقول حلفاء انه يتطلع الى تجنب تكرار ولايته الاخيرة كرئيس للوزراء من عام 1996 الى عام 1999 حين وافق على تسليم أجزاء من الضفة الغربية للفلسطينيين بموجب مذكرة واي ريفر. وعارض بعض الشركاء السياسيين الاتفاق وانهارت حكومته وفقد رئاسة الوزراء في الانتخابات التي تلت هذا. هل هناك أي شيء يمكن أن يؤدي الى كسب تأييد حلفائه؟ أكد مسؤول اسرائيلي كبير تقارير اعلامية أفادت بأن الولاياتالمتحدة عرضت على نتنياهو حزمة حوافز ليطرحها على حكومته لمساعدته في اقناعها بتمديد التجميد لمدة 60 يوما بما في ذلك ضمانات أمنية وزيادة المساعدات العسكرية. وقال المسؤول ان رئيس الوزراء رفضها في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل اعلام اسرائيلية اليوم الاحد أن نتنياهو يأمل الحصول على مزيد من التنازلات من واشنطن. لماذا لا يحاول نتنياهو التواصل مع أحزاب المعارضة؟ ثارت تكهنات كثيرة في الاشهر الاخيرة حول ما اذا كان نتنياهو سيتخلص من الحلفاء المتشددين ويشكل حكومة وحدة وطنية مع حزب كديما الوسطي الذي يدعم تجميد النشاط الاستيطاني ويؤيد محادثات السلام. وتقول شخصيات كبيرة في حزب ليكود الذي يقوده رئيس الوزراء ان اتفاقا من هذا النوع في هذه المرحلة المبكرة من عملية التفاوض في الوقت الذي ما زال فيه التوصل الى اتفاق سلام شامل حلما بعيدا سيبعد أنصار حزب ليكود الرئيسيين. غير أنه اذا تقدمت المحادثات مع الفلسطينيين وبدأت تظهر ملامح اتفاق فان من شبه المؤكد أن يعود هذا الخيار الى المقدمة مجددا. لماذا يصر الفلسطينيون على استمرار التجميد؟ يقول الفلسطينيون ان النشاط الاستيطاني يقوض فكرة اتفاق السلام قائلين ان كل منزل يقام في الضفة الغربية لاسر يهودية يحرمهم من أراض يريدونها لاقامة دولة ذات مقومات البقاء. ويقول نتنياهو انه لم ترغم أي قيادة اسرائيلية سابقة على وقف البناء اثناء محادثات السلام. ويقول الفلسطينيون ان البناء الان واسع النطاق وان الوضع بات خطيرا. ودعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى تجميد النشاط الاستيطاني لكنهما لم يجدا سبيلا بعد لاقناع نتنياهو بالاذعان. ماذا يحدث بعد ذلك؟ أوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجهة نظره لكن موقفه لن يتحدد الى أن يحصل على دعم الجامعة العربية. ومن المقرر أن تعقد اجتماعا في الثامن من اكتوبر تشرين الاول. واذا حدث ما يبدو مرجحا في هذه المرحلة وهو أن تتفق مع عباس فسيتم ايقاف محادثات السلام المباشرة. وربما تقرر الولاياتالمتحدة العودة الى المحادثات غير المباشرة لكن هذه المحادثات لم تتمخض عن شيء تقريبا في الاشهر السابقة. من الخاسر اذا انهارت محادثات السلام؟ ستبدو ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضعيفة لاطلاقها محادثات سلام انهارت على الفور تقريبا. وستطرح أسئلة بشأن السبب وراء بدء مفاوضات دون أن تحل مشكلة تجميد النشاط الاستيطاني الواضحة أولا. وستتطلع الولاياتالمتحدة الى الحفاظ على الوضع القائم في الضفة الغربية ويعتقد القليل من السكان أنه سيكون هناك تكرار للانتفاضة التي بدأت عام 2000 بعد انهيار محادثات السلام في كامب ديفيد. غير أن البناء الاستيطاني سيستمر وستتقلص الاراضي التي يريدونها اكثر من هذا. وسيعزز نتنياهو موقفه في الداخل لكن في هذه الحالة يجب الا ينتظر أي دعم من واشنطن الى أن يترك أوباما الحكم.