كابول (رويترز) - أعلنت هجمات صاروخية في أرجاء أفغانستان يوم السبت عن بدء انتخابات برلمانية توعدت حركة طالبان بتعطليها وستكون اختبارا حاسما لمصداقية الحكومة وقوات الأمن. فيما يلي بعض السيناريوهات حول الكيفية التي قد يتم بها الاقتراع: - عنف كبير واقبال ضعيف: هددت حركة طالبان بتعطيل العملية وهاجمت وروعت المرشحين والعاملين في الدعاية الانتخابية والناخبين والمسؤولين الانتخابيين قبل التصويت محذرة من العنف ضد من يشاركون في الانتخابات. وشاب بدء الاقتراع يوم السبت سلسلة من الهجمات الصاروخية على نحو مماثل لما حدث في انتخابات الرئاسة عام 2009 والتي لم تتمكن طالبان من اعاقتها بشكل كامل شأنها شأن الانتخابات البرلمانية في عام 2005. ومغ هذا لم تؤد الهجمات والتهديدات في العام الماضي الى تدني الاقبال على الانتخابات في معاقل طالبان في جنوب وشرق البلاد وهي أيضا معاقل للبشتون العرقيين الذي يشكلون أغلبية في أفغانستان. واذا وصل نطاق العنف الى مستويات هائلة فمن الممكن أن يكون له تأثير خطير على الاقبال على التصويت الامر الذي يحرم عددا أكبر من الناخبين من حقوقهم المشروعة. ولم يفتح بالفعل ألف مركز للاقتراع على الاقل من بين 6835 مركزا بسبب المخاوف الامنية. وسيكون لعدم تمكن عدد كبير من الناخبين من الادلاء بأصواتهم بسبب العنف تأثير خطير على مصداقية الانتخابات. وقد يتأثر الاقبال على التصويت كذلك من الشكوك السائدة في أوساط الافغان في أن الديمقراطية مهزلة خصوصا بعد انتخابات الرئاسة التي شابها تزوير في العام الماضي. - مستوى معتدل من العنف والاقبال والتزوير: أفغانستان بلد في حالة حرب وبنيته التحتية محدودة وفيه بعض من التضاريس الاشد وعورة في العالم ومن ثم فان اجراء انتخابات في أرجاء البلاد أمر لا يستهان به. وفي هذا السياق يتغير تعريف الانتخابات الناجحة. وقال ستافان دو ميستورا مبعوث الاممالمتحدة الخاص في أفغانستان ان اقبالا على التصويت بين 28 و40 في المئة يجب أن يعد نجاحا. وأدلى دو ميستورا بهذا التصريح عندما كان عدد الناخبين يقدر بحوالي 17.5 مليون ناخب. وقالت المفوضية المستقلة للانتخابات في أفغانستان يوم الخميس ان هناك حوالي 11.4 مليون ناخب يحق لهم التصويت لكنها لم تقدم تفسيرا للتباين في تقدير عدد الناخبين. ومن الممكن توقع قدر من التزوير لان خوض الانتخابات في الديمقراطية الناشئة في أفغانستان كثيرا ما يتضمن مرشحين يقدمون الاموال مباشرة للناخبين ويفوز من يقدم أموالا أكثر بأصواتهم. كذلك تلعب شبكات الرعاية التقليدية دورا كبيرا. والعنف مساويا للعنف في انتخابات الرئاسة في عام 2009 منذ الساعات الاولى من صباح اليوم السبت. وجرى نشر ما يقرب من 150 ألفا من القوات الاجنبية الى جانب ما يقرب من 300 ألف من قوات الشرطة والجنود الافغان. - تفشي التزوير ولكن في ظل مستوى ضعيف من العنف: من المحتمل أن يكون هناك تزوير على نطاق واسع ولكن مع مستوى ضعيف من العنف مما يقلل التركيز على الاقبال على التصويت. ولكن وجود انتخابات أخرى يشوبها التزوير سيكون فشلا وسيزيد من توتر العلاقات بين الرئيس الافغاني حامد كرزاي ومؤيديه الغربيين. وأغضبت المخالفات في التصويت التي أحاطت باعادة انتخاب كرزاي واشنطن وحلفاءها في أفغانستان كما أن الفساد المستشري في حكومته يظل نقطة توتر رئيسية. هناك ادراك سائد بين كثير من الافغان بأن حكومة كرزاي والسياسيين بشكل عام موجودون من أجل الاثراء الشخصي فقط وليس من أجل التنمية الوطنية. وسيجعل ذلك أيضا من الايسر على طالبان استغلال المشهد السياسي. ونظرا لان زيادة استقرار الحكومة الافغانية سيكون عاملا كبيرا في مراجعة استراتيجية الحرب التي ستجريها واشنطن في ديسمبر كانون الاول التي من المرجح أن يدرس في ضوئها نطاق وسرعة سحب القوات فان قدرا أكبر من التزوير قد يجعل أي انسحاب أمريكي لاحق أكثر صعوبة. الامر الوحيد المؤكد هو أنها ستكون عملية طويلة وممتدة لفترة طويلة ومن غير المتوقع الاعلان عن النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية قبل الثامن من أكتوبر تشرين الاول وعن النتائج النهائية قبل 30 أكتوبر. وقد يتأجل الاعلان عن النتائج عن هذين التاريخين اذا كانت هناك الاف الشكاوى من الخاسرين الساخطين من بين 2500 مرشح.