توجه الناخبون فى أفغانستان أمس، لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى ثانى انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ سقوط نظام طالبان، وسط مخاوف من حدوث عمليات تزوير، تغذيها كثرة الشكاوى من تزييف البطاقات الانتخابية وعمليات شراء الأصوات. وتوجه الناخبون، الذين يبلغ عددهم الإجمالى 10.5 مليون شخص، للمراكز الانتخابية لاختيار 249 عضوا ب«لسى جيرجا» أو مجلس النواب الأفغانى من بين ألفين و556 مرشحا، وكشفت التقارير المبدئية المستقلة عن ضعف الإقبال على التصويت. ومع فتح باب التصويت، صعّد المسلحون الأفغان اعتداءاتهم، حيث استهدفوا مقر التليفزيون الأفغانى ومقر حلف قوات شمال الأطلنطى، غير أن القصف لم يوقع إصابات، كما نشرت الحكومة الأفغانية ما يزيد على 200 ألف فرد من قوات الأمن فى مختلف أرجاء البلاد لتأمين عملية التصويت فى الانتخابات البرلمانية. ونجا محافظ «قندهار» من محاولة لاغتياله، لم تسفر عن سقوط ضحايا، كما أعلن مسؤولون أمنيون أن المسلحين هاجموا 5 مراكز للاقتراع قبل أن تفتح أبوابها، ولم تسفر أى من الهجمات عن سقوط ضحايا. وتخوفت العديد من التقارير الغربية من احتمال «توجيه» المسلحين الأفغان لسير الانتخابات الأفغانية، حيث تفرض طالبان كلمتها على العديد من مناطق الجنوب الأفغانى، مما يرجح ضعف الإقبال على التصويت هناك، بينما تنشط بعض الميليشيات المدعومة من الولاياتالمتحدة والجيش الأفغانى فى الشمال، بما يسمح لها بإجبار المواطنين على التصويت لمرشحين بأعينهم. وتخيم مخاوف التزوير على هذه الانتخابات وتعزز من توقعات انخفاض نسبة المشاركة فى ظل تردى الوضع الأمنى وتزايد تهديدات مسلحى طالبان للناخبين. وكشف صاحب مطبعة فى مدينة بيشاور الباكستانية أنه تمت طباعة مليونى بطاقة انتخابية فى المدينة، مؤكدا أن «المرشحين بعثوا رجالهم وطلبوا منا طباعة» البطاقات المزيفة، مضيفا أن المرشحين «على يقين بأنهم سيستخدمونها، لأنهم لن ينفقوا آلاف الدولارات عليها من دون استخدامها». فى هذا الصدد، عبر المتحدث باسم مفوضية الانتخابات، نور محمد نور، عن انزعاجه من تزييف البطاقات الانتخابية، لكنه أعرب فى الوقت نفسه عن تشككه حيال إمكانية استخدامها «لأنها رديئة ويمكن تمييزها بوضوح». ومن جانبه، قال رئيس بعثة الأممالمتحدة ستافان دى ميستورا إن غياب الأمن وعمليات التزوير يشكلان أكبر مصدرين «لقلق» الأسرة الدولية فى الانتخابات التشريعية التى جرت أمس، فى أفغانستان. يأتى هذا بينما بدأ بعض المرشحين للانتخابات يتحدثون عن عمليات تزوير وانتهاكات أثناء الانتخابات، وانصبت شكواهم على أن الحبر الفسفورى الذى يستخدمه الناخبون بعد الإدلاء بأصواتهم سهّل الإزالة بما يسمح للشخص نفسه بأن يدلى بصوته أكثر من مرة.