شابت سلسلة من الهجمات في افغانستان الانتخابات البرلمانية بعدما توعدت حركة طالبان بتعطيل الاقتراع الذي يمثل اختبارا حاسما لمصداقية الحكومة وقوات الامن. وبات الناخبون مترددون فيما يبدو في الذهاب الى مراكز الاقتراع بعد سلسة من الضربات الصاروخية استهدفت مراكز اقتراع في انحاء اقاليم البلاد بالاضافة الى صاروخ سقط قرب السفارة الامريكية ومقر قيادة القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في وسط كابول قبل نحو ثلاث ساعات من بدء الانتخابات في الساعة 0700 صباحا بالتوقيت المحلي (0230 بتوقيت جرينتش). وقال عبد الحكيم اسحاق زاي قائد شرطة اقليم خوست ان مراقبي انتخابات افغانيين اصيبا في انفجار داخل مركز اقتراع بالاقليم الواقع بشرق البلاد واحد معاقل طالبان قرب الحدود الباكستانية. وصرح عبد الرحمن رحيمي قائد شرطة بغلان للصحفيين عبر الهاتف "قتل جندي وستة من رجال الامن في هجوم" وقع قرب مركز اقتراع باقليم بغلان في شمال أفغانستان وقرب مركز أمني متاخم. وأصيب خمسة اخرون في الهجوم. وتماثل الوتيرة الاولية للعنف في هذه الانتخابات تلك التي شابت الانتخابات الرئاسية عام 2009 . وسيمثل الاخفاق الامني الكبير انتكاسة كبيرة في وقت تراقب فيه واشنطن الاوضاع عن كثب قبل ان يراجع الرئيس الامريكي باراك اوباما استراتيجية الحرب في ديسمبر كانون الاول حيث من المرجح ان يجري بحث وتيرة ونطاق انسحاب القوات الامريكية. واصيب شرطي في وقت سابق يوم السبت عندما سقط صاروخ قرب مجمع حكومي في مدينة غزنة بجنوب غرب كابول. وقالت الشرطة ان ثلاثة صواريخ على الاقل سقطت في اقليم غزنة. وجرى الابلاغ عن وقوع هجمات مماثلة على مراكز اقتراع ومباني حكومية في بدخشان وقندوز في الشمال وجلال اباد وخوست في الشرق وهرات في الغرب. وقال محمد عمر حاكم اقليم قندوز لرويترز "الناس اما في منازلهم او يريدون تقييم الوضع الامني. سيخرجون لاحقا للتصويت." وتوعدت حركة طالبان بتعطيل الانتخابات وحثت الناخبين على البقاء في منازلهم حتى مع دعوة الرئيس حامد كرزاي لهم بالخروج والتصويت. وقال كرزاي للصحفيين بعد ان ادلى بصوته في مدرسة ثانوية قرب القصر الرئاسي في كابول "نأمل حقا مثل كل انتخابات ان يكون اقبال الناخبين كبيرا والا تردع الحوادث الامنية احدا (عن التصويت)." ورغم الهجمات تحدى ناخبون اخرون تهديدات طالبان. وقال طالب يدعى سهيل بيات بعد ادلائه بصوته في كابول "هذا من اجل مستقبل افغانستان... الناس لا يريدون ان تعود طالبان لذلك ينبغي لكل افغاني ان يخرج ويصوت." والفساد والاحتيال ايضا من بواعث القلق الجادة بعد الانتخابات الرئاسية التي شابها تزوير العام الماضي حيث تبين ان ثلث الاصوات التي ادلي بها لصالح كرزاي مزورة. وحتى بالرغم من عدم خوضه الانتخابات فان اقتراع يوم السبت يعتبر اختبارا لمصداقية كرزاي. وتعتقد واشنطن ان الفساد يضعف الحكومة المركزية وقدرتها على بناء مؤسسات مثل قوات الامن الافغانية. وابلغت هيئات مراقبة الانتخابات عن آلاف البطاقات الانتخابية المزورة في انحاء افغانستان قبيل الاقتراع رغم ان المفوضية المستقلة للانتخابات تؤكد على انها وضعت اجراءات ستحول دون حدوث تزوير واسع النطاق. ولن يتضح قبل عدة اسابيع على الاقل الفائز من بين 2500 مرشح تقريبا بما يصل الى 249 مقعدا المتاحة في مجلس النواب بالبرلمان. ولن تعرف النتائج الاولية من انتخابات يوم السبت قبل الثامن من اكتوبر تشرين الاول على اقرب تقدير وليس من المتوقع اعلان النتائج النهائية قبل 30 اكتوبر. ويتوقع مراقبو الانتخابات الاف الشكاوى من المرشحين الخاسرين فيما تتوقع هيئة مراقبة الانتخابات الافغانية انتخابات "متنازع عليها" يمكن ان تؤدي الى تأخير العملية اكثر. وانتشر نحو 300 ألف من قوات الجيش والشرطة الافغانية لتأمين الانتخابات يدعمهم ما يقرب من نحو 150 ألف جندي أجنبي. وفرضت اجراءت امن مشددة في كابول يوم الجمعة. ولكن موجة من جرائم الخطف وقعت في اغلب انحاء البلاد يوم الجمعة اذ خطف 23 شخصا من العاملين في الانتخابات من بينهم مرشحان. وشنت طالبان عشرات الهجمات في يوم الانتخابات العام الماضي ولكنها اخفقت في تعطيل العملية بالكامل. وابقى ما اجماليه 272 حادثا امنيا نسبة الاقبال على التصويت ضعيفة خاصة في جنوب البلاد وشرقها حيث الهيمنة للبشتون وهي الجماعة العرقية الرئيسية في افغانستان وحيث تحظى طالبان بأقوى تأييد لها. وقد يتأثر اقبال الناخبين ايضا بخيبة الامل في الحكومة. فقد تدفقت معونات اجنبية بمليارات الدولارات على افغانستان خلال السنوات التسع الماضية لكنها بالنسبة لكثير من الافغان لم تدخل تحسنا حقيقيا على حياتهم.