بدأت، اليوم الأحد، عمليات فرز الأصوات لثانِي انتخابات تشريعية تشهدها أفغانستان منذ الغزو الأمريكي والتي شهدت أعمال عنف أسفرت عن مقتل 14 شخصًا. وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة أنّ نسبة الإقبال المسجلة بلغت 40% ، فيما شكك رئيس بعثة الأممالمتحدة ستيفان دي ميستورا في هذه النسبة؛ لأن الوضع الأمني لم يكن جيدًا. وقال فضل أحمد مناوي (رئيس مفوضية الانتخابات المستقلة: إنّ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بلغ 3642444 ناخبًا، مشددًا على أن هذا الرقم ليس نهائيًا"، مضيفًا "نسبة ال40 في المائة التي أعلن عنها تعتمد على معلومات أولية، ولذلك فهي رقم غير نهائي". وأوضح مناوي أن عدد المقترعين بلغ أكثر من 3.6 مليون في 4632 مركزًا. وتوالت الإشادات الدولية بالانتخابات الأفغانية على الرغم من وقوع أحداث عنف وورود تقارير عن حالات تزوير. فمن جانبه أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ب"شجاعة وتصميم" المقترعين الأفغان, ودعا كافة الأطراف إلى استخدام الطرق القانونية الملائمة للتقدم بالتماساتها وشكاواها. كما حثّ كي مون المواطنين الأفغان على التحلّي بالصبر حتى تتمكن الجهات المعنية من "إنهاء العملية بما يتماشى مع القانون". كذلك حيّا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندريس فوغ راسموسين الناخبين الأفغان على تحديهم من وصفهم "بالراغبين في مصادرة حقهم الأساسي في انتخاب ممثليهم". من جانبه قال الجنرال ديفيد باتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية: إنّ الأفغان "بعثوا رسالة قوية" بإقبالهم على الانتخابات. وعبر باتريوس عن اعتقاده بأن مستقبل البلاد "لا ينتمي إلى المتطرفين وشبكات الإرهاب، بل إلى الشعب". هذا ومن المقرر أن تعلن النتائج الأولية للانتخابات في 22 من سبتمبر الجاري، لكن النتائج النهائية ستعلن في 31 من أكتوبر المقبل. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أنّ 11 مدنيًا وثلاثة مسئولين أمنيين لقوا حتفهم في حوادث متفرقة خلال الانتخابات. كما أن 1561 مركزا من بين 6835 مركزا من مراكز الاقتراع لم تفتح أبوابها أمام الناخبين بسبب مخاوف أمنية. كذلك قتل ثلاثة جنود أجانب، اثنان نتيجة هجوم بالقنابل في الجنوب، وواحد في الشمال، حسب مصادر قوات الناتو. وكانت حركة طالبان حذرت المواطنين الأفغان في وقت سابق من المشاركة في الانتخابات وطالبتهم بعدم التخلي عن "الجهاد". وتحدثت بعض التقارير عن وقوع حالات غش وتزوير بما في ذلك إزالة الحبر الذي تصبغ به أصابع المقترعين والذي يفترض أن يكون غير قابل للمحو. وتنافس في هذا الاستحقاق الانتخابي أكثر من 2500 مرشح للفوز بحوالي 249 مقعدا في المجلس الأدنى من البرلمان (ووليسي جيرقا). وتعتبر هذه الانتخابات البرلمانية أول استحقاق تشهده البلاد منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد العام الماضي وانتهت بفوز الرئيس كرزاي بدورة جديدة وسط اتهامات بحدوث حالات تزوير على نطاق واسع.