بعد 12 عامًا.. الإخوان ترفض الاعتراف بسقوطها الشعبي والسياسي    «الوطنية للانتخابات» تحدد قواعد اختيار رموز مرشحي «الشيوخ» على نظامي القوائم والفردي    عضو اتحاد الصناعات: ثورة 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ الوطن.. والصناعة مفتاح النهوض بالاقتصاد المصري    "المؤتمر" يدفع ب 5 مرشحين على المقاعد الفردية في انتخابات "الشيوخ" بالقاهرة    عصام السباعي يكتب: مفاتيح المستقبل    محاضر الغش «بعبع المعلمين» في امتحانات الثانوية!    ترامب: حالات عبور المهاجرين غير الشرعيين الشهر الماضي هي الأدنى في تاريخ الولايات المتحدة    النساء على رأس المتضررين ..قانون الإيجار القديم الجديد يهدد الملايين ويكشف غياب العدالة الاجتماعية    فوكس نيوز: ترامب سيزود إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات إذا اقتربت إيران من امتلاك سلاح نووي    الأمم المتحدة: نحو 85% من أراضي غزة تحت أوامر نزوح أو ضمن مناطق عسكرية    قوات الدفاع الجوى السعودي تدشن أول سرية من نظام "الثاد" الصاروخي    واشنطن تنفي تعليق تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا    «عندي ميزة مش عنده».. تناقض في تصريحات محمد شريف عن وسام أبوعلي    أب ينهي حياة أولاده الثلاثة في ظروف غامضة بالمنيا    ذعر على محور 26 يوليو بسبب تهور سائق تريلا .. تفاصيل    ارتفاع الرطوبة والحرارة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الأيام المقبلة    مي عمر أنيقة ونسرين طافش بفستان قصير على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    ملك أحمد زاهر تحتفل بعيد ميلاد والدتها: إحنا من غيرك دنيتنا تبوظ (صور)    هل الجنة والنار موجودتان الآن؟.. أمين الفتوى يجيب    فرنسا: وفاة طفل وإصابة 29 بسبب إسهال نجم عن تناول لحوم ملوثة    الصحف المصرية.. مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قانون الإيجار القديم    أجمل 10 أهداف فى مباريات دور ال 16 من كأس العالم للأندية (فيديو)    رابطةُ العالم الإسلامي تُدين تصريحات حكومة الاحتلال بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية    "الصحة العالمية" تطلق مبادرة لزيادة ضرائب التبغ والكحول والمشروبات السكرية    للمسافرين.. مواعيد انطلاق القطارات لجميع المحافظات من محطة بنها الخميس 3 يوليو    «هو مين وإيه تاريخه؟».. طارق يحيى يهاجم مجلس الزمالك بسبب عبدالناصر محمد    المصري يكثف مفاوضاته للحصول على خدمات توفيق محمد من بتروجيت    اجتياز 40 حكمتا لاختبارات الانضمام لمعسكر تقنية الفيديو    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    يكفر ذنوب عام كامل.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة    زيادة كبيرة في عيار 21 الآن.. مفاجأة بأسعار الذهب اليوم الخميس بالصاغة (محليًا وعالميًا)    تعرَّف علي قيمة بدل المعلم والاعتماد ب مشروع تعديل قانون التعليم (الفئات المستحقة)    التشكيل الكامل لجهاز الإسماعيلي بقيادة «ميلود»    وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية    وفقًا للكود المصري لمعايير تنسيق عناصر الطرق.. استمرار أعمال التخطيط بإدارة مرور الإسكندرية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى اليوم الخميس 3 يوليو 2025    "القيادة الآمنة".. حملة قومية لتوعية السائقين بمخاطر المخدرات بالتعاون بين صندوق مكافحة الإدمان والهلال الأحمر    إعدام المواد الغذائية الغير صالحة بمطروح    جاسم الحجي: قوة صناعة المحتوى وأهمية في عصر الإعلام الرقمي    مصرع عامل صعقًا بمزرعة دواجن في بلطيم بكفر الشيخ    محافظ سوهاج: تخصيص 2.15 مليون فدان لدعم الاستثمار وتحول جذري في الصناعة    المغرب والتشيك يوقعان اتفاقية تجريب تقنية استخلاص الماء من رطوبة الهواء    سعر البطيخ والخوخ والفاكهة ب الأسواق اليوم الخميس 3 يوليو 2025    طارق الشيخ عن وصية أحمد عامر بحذف أغانيه: "يا بخته أنه فكر في كده"    مملكة الحرير" يحقق رقمًا قياسيًا على يانغو بلاي ويتصدر الترند لليوم الثالث على التوالي    شاهد.. بهذه الطريقة احتفلت مادلين طبر بثورة 30 يونيو    3 أبراج لديها دائمًا حل لكل مشكلة    ضياء رشوان: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل مليون فلسطيني منذ عام 1967    أتلتيكو مدريد يستفسر عن موقف لاعب برشلونة    فوز تاريخي للنرويج على سويسرا في بطولة أمم أوروبا للسيدات    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    ثنائي الهلال جاهز لمواجهة فلومينينسي في ربع نهائي مونديال الأندية    الأردن وفلسطين يؤكدان ضرورة وقف العدوان على غزة وضمان إدخال المساعدات الإنسانية    مستشفى الأطفال بجامعة أسيوط تنظم يوم علمي حول أمراض الكلى لدى الأطفال    فريق طبي ينجح في إنقاذ طفلة مولودة في عمر رحمي بمستشفى في الإسكندرية    ما هي الأنماط الغذائية الصحية لمصابين بالأمراض الجلدية؟.. "الصحة" تجيب    هل "الدروب شيبنج" جائز شرعًا؟ أمين الفتوى يجيب    «الإفتاء» توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صعود اليمين المتطرف في أوروبا - صفعة لها أم لمهاجريها؟
نشر في مصراوي يوم 27 - 05 - 2014

ماتزال أوروبا تعيش تحت وقع المفاجأة التي خلقتها نتائج الانتخابات الأوروبية المعلن عنها مؤخرا، والتي أكدت تقدم اليمين المتطرف والأحزاب المناهضة لأوروبا. ولم يكد يعلن عن النتائج، حتى بدأ الجدل والتساؤلات حول أسباب هذا الفوز 'التاريخي' لليمين وخلفياته.
فبينما ربطه باحتجاج وردّ الأوروبيين الغاضبين على السياسات السابقة والأحزاب التقليدية التي دأبوا على التصويت لها في السابق، واستفادة الأحزاب اليمينية المتشددة من نسبة المقاطعة المرتفعة في صفوف الناخبين الأوروبيين، رأى آخرون في هذا الفوز إشارة تؤكد تنامي رفض ظاهرة الهجرة والخوف من الإسلام وهي الرسائل التي تحاول هذه الأحزاب تسويقها.
'إنذار لأوروبا'
تفوق حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا بزعامة مارين لوبن بفارق كبير على حزب 'الاتحاد من أجل حركة شعبية' والحزب الاشتراكي الحاكم، كان المفاجأة الأكبر و'الزلزال السياسي' الذي ضرب فرنسا، وعزز منه صعود أحزاب يمينية أوروبية أخرى ودخول أخرى مناهضة لأوروبا لأول مرة البرلمان الأوروبي.
هذه التطورات دفعت بقادة القارة العجوز إلى إجراء مباحثات مكثفة للتصدي لصعود المتطرفين والمناهضين للاتحاد الأوروبي، ويرى خطار أبودياب أستاذ العلوم السياسية وعضو المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية في باريس أن صعود اليمينين والمعادين للفكرة الأوروبية يعود أساسا إلى الأزمة الاقتصادية الحادة التي مازالت تتخبط فيها أوروبا وانعكاساتها على المؤسسات الأوروبية، فقد 'أصبح الكثير من الأوروبيين يتساءلون عن دور هذه المؤسسات وعن الهوية الأوروبية ومدى تأثر السياسيات الوطنية بسياسيات الاتحاد الأوروبي'.
ويضيف أبو دياب في مقابلة مع DW عربية أن هذا الالتفاف حول اليمينيين هو مجرد تعبير عن الرفض من قبل الأوروبيين، سواء من أجل معاقبة السلطات الحالية أو للتعبير عن تشكيكهم في كل ما هو أوروبي.
لكن رغم هذا الفوز التاريخي لهذه الاحزاب، لا يتوقع أبودياب أن تصل إلى الحكم في أوروبا، لأن هناك اعتراضات كبيرة عليها، إذ أن 'فوز هذه الأحزاب مجرد إنذار من المجتمعات للإدارة الأوروبية من أجل خلق خطاب سياسي جديد يهتم بمشاكل الشباب والفئات المهمشة، ويجعل للفكرة الأوروبية أنصارا ومؤيدين بعدما أصبحوا يقلون بسبب غياب الشرح الكافي والشفافية وتزايد البيروقراطية'.
المسلمون كبش فداء؟
ويشاطر الخبير السياسي الألماني المتخصص في شؤون العالم العربي لوتس روغلر الرأي الذي يعتبر أن نتائج الانتخابات تعكس الاعتراضات المتزايدة على مفهوم الوحدة الأوروبية، ويقول في حواره مع DW عربية إن 'هذه النتائج تعكس نوعا من المخاوف والانتقادات التي أصبحت توجه إلى شكل الوحدة الأوروبية'. لكن روغلر يضيف أنه لا ينبغي تعميم هذا الحكم على كافة دول الاتحاد الأوروبي حيث لم تتمكن هذه الأحزاب من تحقيق نتائج مهمة في دول أخرى مثل ألمانيا مثلا.
وفي الوقت الذي يبحث فيه قادة أوروبا تداعيات هذه النتائج، ينشغل الملايين من المهاجرين المقيمين في أوروبا وخصوصا في الدول التي صعدت فيها الأحزاب المتطرفة، بما قد تخلفه المعطيات الجديدة من تأثيرات على أوضاعهم ومصيرهم فيها، خاصة في فرنسا رغم أن حزب الجبهة الوطنية حرص على تجنب الخطابات العنصرية في حملته الانتخابية وركز على تقديم نفسه كجبهة منحازة إلى الناس البسطاء. ولا يستبعد أبو دياب الدور الذي لعبه موضوع الهجرة والخوف من الإسلام في النتائج الانتخابية، بقول 'عندما يكون الخوف من المهاجرين والإسلام مصحوبا بأزمة اقتصادية حادة وبطالة مرتفعة وأزمة هوية وخطاب صدام حضارات وتوتر عالمي فيمكن تقديم بعض الفئات ككبش فداء أو ذريعة لتبرير بعض السياسات والسلوكات أو صعود بعض القوى ' ويضيف أن العدد الكبير للمهاجرين في فرنسا مثلا و التركيز عليه ساهم في إعطاء دفع للحزب اليميني المتطرف الذي يناهض الهجرة.
ألمانيا، الاستثناء الإيجابي
وبينما يتوقع المحلل السياسي الألماني روغلر أن يكون تضرر العرب والمسلمين أكبر نسبيا في فرنسا مقارنة مع باقي دول أوروبا، يخفف أبودياب من أهمية تأثير اليمينيين على أوضاع المهاجرين العرب في فرنسا والمسلمين خاصة وان 'الإسلام أصبح جزءا من المشهد السياسي والمجتمعي في فرنسا واكتسب حصانة يصعب زعزتها، فالأمور لم تعد كما في السابق'.
أما ألمانيا التي حافظ فيها المحافظون بزعامة أنغيلا ميركل على صدارتهم في انتخابات الاتحاد الأوروبي، فتبدو بمثابة الاستثناء الأكبر في خضم كل هذا، ويعيد أبو دياب ذلك إلى سببين مهمين، وهما أن 'ألمانيا بالفعل تمثل استثناء أولا لأن هناك تاريخا معينا يحصن المجتمع من ردات فعل كهذه، لكن نجاح الاقتصاد الألماني يلعب أيضا الدور الأكبر في منع صعود مثل هذه الجماعات المتطرفة إلى السلطة وهو درس يجب أن يتعلم منه الآخرون'. ويضيف أبو دياب أن اقتصاد ألمانيا القوي ليس حليفا لها فقط بل من شأنه المساهمة في تنسيق سياسات لخلق أفق أوروبي أوضح.
الخبير السياسي لوتس روغلر يتفق أيضا مع كون الأوضاع الاقتصادية المريحة في ألمانيا تلعب دورا في رسم المشهد السياسي وتحقيق نتائج متوقعة، عكس الأوضاع الصعبة التي تعيشها بعض الدول والتي أدت تصاعد حالة عدم الرضا فيها، إلى التشكيك في مشروع الاتحاد الأوروبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.