إحتفلت الأممالمتحدة باليوم الدولي للمهاجرين وسط تقارير متوالية عن تصاعد موجة المشاعر المعادية للمهاجرين، في المقام الأول في أوروبا. وترجع الزيادة الكبيرة في الكراهية تجاه المهاجرين إلي عدة عوامل بما في ذلك الأزمة الاقتصادية في أوروبا، وإنتشار الخوف من الإسلام، والأهم من ذلك ظهور الأحزاب السياسية اليمينية في العديد من الدول من بينها اليونان، أسبانيا، ألمانيا، سويسرا، المملكة المتحدة، فنلندا، النرويج، الدنمارك، السويد، فرنسا، ايطاليا، وهولندا. وعلى الرغم من الدور المهم الذي يؤديه المهاجرون وعائداتهم في مجال التنمية الاقتصادية الطويلة الأجل، واصلت الأممالمتحدة تجاهل الاقتراح المعلق منذ فترة طويلة بعقد مؤتمر دولي بشأن الهجرة إستنادا إلى قرار الجمعية العامة في سنة 1993، وذلك في المقام الأول بسبب معارضة الدول الغربية. فقد صرح جوزيف شامي، المسؤول الرفيع السابق في الاممالمتحدة والذي يشغل حاليا منصب مدير البحوث في مركز دراسات الهجرة ومقره نيويورك، أن الدول الصناعية الأكثر ثراء والأكثر تأثيرا في مجال إستيراد اليد العاملة، وحلفاؤها، قاومت باستمرار عقد مؤتمر عالمي بشأن الهجرة الدولية. وشرح أن "مثل هذا المؤتمر من المرجح أن يحد سيادتها على المسائل المتعلقة بالهجرة الدولية". ونتيجة لذلك، فمن غير المحتمل أن تعقد الأممالمتحدة مؤتمرا حكوميا عالميا يعني بقضايا الهجرة الدولية في المستقبل المنظور. وبدلا من ذلك، وفقا لشامي، ستستمر الأممالمتحدة في اللجوء إلى حوارات رفيعة المستوى، طوعية وغير ملزمة، لمعالجة قضايا الهجرة الدولية. وأضاف شامي لوكالة إنتر بريس سيرفس أن مسألة الهجرة تثار في الوقت المناسب وسط مناخ التركيز على عدم الاستقرار الاقتصادي، ولا سيما "الهاوية المالية" الأمريكية والمشاكل الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي. هذا وتشمل الأحزاب السياسية المحافظة اليمينية، ومعظمها معادي للمهاجرين، حزب الفجر الذهبي في اليونان، الحزب الشعبي في إسبانيا، حزب الحرية الهولندي، والحزب الوطني الديمقراطي الألماني، والحزب الوطني البريطاني، والجبهة الوطنية الفرنسية. ويضاف إليها كل من رابطة الشمال الايطالية، والحزب الوطني الايرلندي، وحزب الديمقراطيين السويديين، وحزب التقدم النرويجي، وحزب الحرية النمساوي، وحزب الشعب السويسري، وحزب استراليا أولا، وحزب الفنلنديين الحقيقيين ، وحزب الشاي في الولاياتالمتحدة، ويمكن تصنيفهم جميعهم إما بقوي سياسية يمينية متشددة أو مناهضة للمهاجرين بشكل صارخ. هذا ومن المقرر أن تعقد ال 193 دولة الأعضاء في الجمعية العامة لأمم المتحدة، حوارا رفيع المستوى بشأن الهجرة الدولية والتنمية في العام المقبل. وكان آخر حوار من هذا النوع قد عقد في عام 2006.