قتل سبعة عسكريين واصيب 20 شخصا في انفجار سيارة مفخخة الاثنين قرب ثكنة للجيش في بنغازي بشرق ليبيا، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان "سيارة مفخخة وضعت أمام المدخل الرئيسي لمعسكر الثانوية الفنية العسكرية في بنغازي انفجرت بعد خروج أفراد دفعة جديدة من الجيش من المعسكر"، مشيرا إلى سقوط "سبعة قتلى على الأقل وأكثر من عشرة جرحى". وأفاد متحدث باسم مركز بنغازي الطبي إن "سبع جثث نقلت إلى المستشفى إضافة إلى أشلاء بشرية يرجح أنها تعود الى شخصين". وقال إن "17 جريحا بينهم ستة في حالة خطرة يخضعون لعمليات جراحية في الوقت الحالي نقلوا إلى المركز". من جهتها، قالت مديرة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث فاديا البرغثي لفرانس برس ان "المستشفى تلقى جريحا في حالة حرجة نقل اليه من مستشفى الهواري العام". واوضح مدير مكتب الإعلام في مستشفى الهواري العام هاني العريبي إن "المستشفى تلقى جريحين اثنين في حالة متوسطة وثالثا في حالة خطرة تم نقله الى مستشفى الجلاء، إضافة إلى أكياس بلاستيكية معبأة بالأشلاء البشرية تم نقلها الى مشرحة مركز بنغازي الطبي". ونظرا الى وصول أشلاء الى مستشفيين، يرجح ارتفاع عدد القتلى بعد فحص الحمض النووي ومراجعة قائمة المفقودين جراء الهجوم، بحسب هؤلاء المسؤولين الطبيين. وأوضح أحد المعلمين الضباط في الثكنة طالبا عدم ذكر اسمه إن "السيارة التي انفجرت عقب خروج الدفعة من المعسكر تعرف عليها عدد من الطلاب السابقين وتبين أنها ترجع لأحد الطلبة الخريجين الذين قتلوا خلال الانفجار". وأشار إلى أن "السيارة من نوع هونداي ربما يكون قد وضع أسفلها مجهولون كميات كبيرة من المتفجرات خلال مراسم الاحتفال ما أدى انفجارها وتدمير نحو عشرين سيارة أخرى كانت في الموقف". ووفقا لمراسل فرانس برس فإن حفرة بعمق متر وقطر ثلاثة أمتار تقريبا أحدثها الانفجار الذي تسبب بتدمير عشرات السيارات المركونة بجوار السيارة المفخخة وبعض السيارات العابرة على الطريق الرئيسي إضافة إلى واجهات المحلات التجارية التي تقع بجوار الثكنة. وشوهدت أجزاء من السيارات المحطمة وبعض الملابس العسكرية المضرجة بالدماء على بعد عشرات الأمتار من مكان الانفجار. وروى شهود عيان لفرانس برس ان قوة الانفجار كانت "هائلة"، فيما قال أحد أصحاب المحال التجارية القريبة من الثكنة إنه "شاهد الأشلاء تتناثر وأجزاء من السيارات المحطمة ترتفع عشرات الأمتار لحظة الانفجار الذي هز كل أرجاء المنطقة". وتقع الثكنة المتخصصة في تخريج ضباط الصف الفنيين في مختلف التخصصات للجيش وسط مدينة بنغازي في منطقة رحبة الفويهات الغربية المأهولة والمزدحمة بالمحال التجارية. ونددت حكومة تصريف الأعمال الليبية بالحادث، فيما قالت مصادر في مركز بنغازي الطبي إن "وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال صلاح المرغني وصل إلى المركز قادما من العاصمة طرابلس للوقوف على الأمر كم كثب". وقالت الحكومة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه إنها "لن تدخر جهدا في تتبع المجرمين وتقديمهم للعدالة وكشف مخططاتهم للرأي العام" لافتة إلى أنها "أصدرت تعليماتها للجهات المختصة بفتح تحقيق فوري". وأضافت الحكومة أنها "تعكف حاليا على وضع عدد من وزرائها بصفة دورية في مدينة بنغازي لمتابعة تنفيذ خططها الأمنية وتحسين الأوضاع". ووجه رئيس حكومة تصريف الاعمال عبدالله الثني كلمة الى الشعب الليبي اعلن فيها ان "اجراءات عاجلة ستتخذ لوقف نزيف الدم في بنغازي وان الحكومة في حال انعقاد متواصل"، وفق ما نقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية. كما اعلن الحداد ثلاثة ايام اعتبارا من الثلاثاء. واستنكر المجلس المحلي لمدينة بنغازي الحادثة، وأكد وقوف أعضاء المجلس بقوة ضد ما سماها "آلة التدمير الممنهجة التي تعصف بأبنائنا". واعتبر المجلس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه إن "محاولة الإرهابيين قتل هذا العدد من طلاب الثانوية العسكرية الفنية هي محاولة يائسة ومقيتة لمنع تشكل قوات الجيش والأمن". وقال انه "لن يقف أبدا موقف المتفرج وسيسخر كافة إمكانياته لصالح أن يسود الأمن والأمان والاستقرار بنغازي". ودعا المجلس إلى "محاربة ونبذ كل أشكال الإرهاب والتطرف والعنف"، محملا "المؤتمر الوطني العام والحكومة مسؤولية التقاعس عن حماية هذه المدينة". وعصر الاثنين، ادى انفجار قنبلة زرعت في أسفل سيارة إلى مقتل المواطن مراد بوزقية، فيما وصلت إلى مركز بنغازي الطبي جثة لشخص أسمر البشرة عثر عليها في ضواحي مدينة بنغازي. وقال مصدر أمني إن "عبوة ناسفة ألصقت أسفل سيارة المواطن مراد بوزقية انفجرت بعد عصر الإثنين في منطقة البركة وأودت بحياته". وأضاف أن "قوات الأمن عثرت على جثة شخص أسمر يدعى آدم موسى بشرى يدل اسمه على أنه من إحدى الدول الإفريقية، وقد عثر على جثته في ضواحي بنغازي الإثنين مصابا بعيار ناري في عينه". وكان مركز بنغازي الطبي تلقى ليل الأحد الاثنين جثتين لافريقيين مقتولين بعيار ناري وقطعت أيديهما بحسب المصدر ذاته. ويعد الهجوم على الثكنة العسكرية الاثنين الأكبر الذي يستهدف قوات الجيش خلال هذا العام. وقتل 13 عسكريا في هجوم انتحاري في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي نفذه شخص مجهول على البوابة الأمنية في منطقة برسس شرق مدينة بنغازي. وتأتي هذه العملية في سياق موجة من الاغتيالات تشهدها مدينة بنغازي تتواصل بشكل شبه يومي مستهدفة عددا كبيرا من العسكريين والأمنيين ممن ينتمون إلى جهازي الشرطة والجيش. ولم تتوصل الأجهزة الأمنية إلى الجناة حتى الآن ما أثار شكوكا لدى كثيرين واحدث قلقا وتململا وخوفا لدى أهالي بنغازي. وناهز عدد الذين تم اغتيالهم في مدينتي بنغازي ودرنة نحو 400 شخص خلال الأشهر الأخيرة، وقد استهدفت هذه العمليات خصوصا رجال الجيش والشرطة إضافة إلى رجال الدين والقضاء ونشطاء سياسيين وإعلاميين.