سوكور (باكستان) (رويترز) - قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن تعافي بلاده من كارثة الفيضانات قد يستغرق سنوات وبدأت باكستان محادثات مع صندوق النقد الدولي الذي توقع أن يكون للكارثة تأثير اقتصادي "كبير ومستمر". وصرح مسؤول باقليم السند يوم الثلاثاء بأن الخطر يتهدد نحو 600 ألف شخص حاليا بسبب ارتفاع منسوب مياه الفيضان في الجنوب بعد نحو شهر من بدء الكارثة التي اثرت على ثلث البلاد وشردت نحو أربعة ملايين نسمة. وقال جام سيف الله دهرجو وزير الري في اقليم السند لرويترز "نحن نقوي الجسور ولكن ما بين 500 و600 ألف شخص يعيشون في المناطق المنخفضة ما زالوا عرضة للخطر ونحاول اقناعهم بمغادرة مناطقهم." ويشعر ضحايا الفيضان بالغضب بسبب ما يعتبرونه استجابة بطيئة من الحكومة في مواجهة الفيضانات التي جرفت القرى والجسور والطرق والمحاصيل والماشية وأسباب الرزق. وفي نوشيرا شمال غربي اسلام اباد وهي من أكثر المناطق تضررا يؤوي مخيم الاغاثة الرئيسي 3300 شخص. وشكا العديد من الاشخاص من أن مسؤولي المخيم يرفضون توزيع مواد الاغاثة. وقال سائق في شركة نقل جرفت الفيضانات بيته ويدعى شير غاني (48 عاما) "لا نحصل الا على الطعام المطهو ولا شيء غيره. كل شيء اخر يتلقونه من المانحين من بطانيات ودلاء للماء وأسرة يخزنوه." وأضاف غاني مكيلا السباب للحكومة "وما زاد الطين بلة بالنسبة الينا أن اللصوص سرقوا كل ما تبقى في بيتنا السابق." ويتعين على باكستان أن تنهض لعدة تحديات تتمثل في توفير المساعدات الكافية لجهود الاغاثة وضمان عدم استغلال المتشددين للكارثة في تجنيد أعضاء جدد والبحث عن سبل لتخفيف المعاناة الاقتصادية على المدى الطويل جراء الفيضانات. وأبلغ رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الجنرال جيمس ماتيس القائد الجديد للقيادة الوسطى الامريكية التي تشرف على الحرب في كل من العراق وافغانستان في محادثات بينهما بانه لا يمكن الاحتفاظ بتأييد الرأي العام الا اذا ساعد المجتمع الدولي باكستان في إغاثة ضحايا الفيضانات. ونقل مكتب جيلاني عنه قوله "أي تراخ في هذا السياق قد يتيح فرصة للمتطرفين للمضي قدما بجدول أعمالهم المدمرة مستغلين الشدة." وقال مسعود أحمد مدير ادارة الشرق الاوسط واسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي لرويترز انه برغم أن الكارثة ما زالت تتكشف أبعادها فقد بات واضحا أن الفيضانات سيكون لها "تأثير كبير ومستمر" على الاقتصاد الذي كان ضعيفا بالفعل قبل كارثة الفيضان. والزراعة هي عماد الاقتصاد. وتقول الاممالمتحدة ان المحاصيل تلفت او فقدت في 7.9 مليون فدان تمثل نحو 14 في المئة من الارض المزروعة على وجه الاجمال. وفي شمال غرب البلاد دمر 71 في المئة من محصول الارز. وعبر الرئيس الباكستاني عن قلقه بخصوص امكان ان يحاول الاسلاميون المتشددون استغلال الفوضى. وقال زرداري في مقابلة نشرتها صحيفة اندبندنت البريطانية يوم الثلاثاء "أرى دائما مثل هذه المنظمات ومثل هؤلاء الاشخاص يستغلون هذه الازمات الانسانية. والتحدي مرة أخرى هو ألا نسمح لهم باستغلال هذه الازمة الانسانية." ودافع زرداري عن استجابة حكومته للكارثة. وكان قد تعرض لانتقادات عندما مضى قدما في زيارته لبريطانيا وفرنسا وأمضى وقتا في عقار يخص أسرته في فرنسا برغم بدء الكارثة. وقال زرداري "لدي أسبابي التي دفعتني كي أكون حيث كنت وفي الوقت الذي كنت فيه هناك." واضاف ان باكستان ستحتاج الى ثلاث سنوات كحد أدنى لاعادة البناء. وتفيد تقديرات الاممالمتحدة بان 660 ألف شخص على الاقل أصيبوا بالاسهال الحاد وأمراض جلدية وتنفسية وحذرت من تفشي أوبئة مهلكة مثل الكوليرا. ومن المقرر ان ينضم وزير المالية عبد الحفيظ شيخ الى المحادثات مع صندوق النقد الدولي في واشنطن يوم الاربعاء لكنه قال بالفعل انه يريد أن يخفف الصندوق شروط خطة قروض لباكستان بقيمة 11 مليار دولار أقرها الصندوق عام 2008.