حذر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من أن تستغل حركة طالبان كارثة الفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤكدا أن الأمر سيستغرق عدة سنوات. وذلك حتي تتجاوز باكستان الآثار المترتبة علي هذه الكارثة , وأوضح زرداري في حديثه لصحيفة الإندبندنت البريطانية أمس أن بلاده تواجه تحديا لمنع طالبان من تحقيق مكاسب من وراء هذه الكارثة الإنسانية كما يفعلون في أفغانستان. وحذر من أن طالبان قد تلجأ إلي اختطاف أطفال مشردين وتدريبهم في معسكرات إرهابية. وأعرب عن اعتقاده بأن ما تردد مؤخرا من أن البلاد علي وشك انقلاب عسكري جديد بسبب تباطؤ الحكومة في التعامل مع الكارثة وانتشار الفساد بين المسئولين وأزمة التطرف ليس صحيحا قائلا إن حكومته تسعي إلي تحويل باكستان إلي مكان أفضل ولكن البلاد ستواجه بعض الآلام في الطريق لتحقيق ذلك وستكون الديمقراطية وحدها السبيل لتجاوز هذا العبء. وأضاف أن باكستان لن تتعافي من آثار الفيضانات قبل3 سنوات أو أكثر قد تتمكن خلالها من إعادة بناء المواقع المدمرة لكنه أعرب عن اعتقاده بأن باكستان لن تتعافي بشكل كامل. وردا علي الانتقادات الحادة التي وجهت له لإصراره علي استكمال زيارته لبريطانيا خلال وقوع الكارثة أجاب الرئيس الباكستاني قائلا إن الغضب الذي أثير يؤكد أنه مطلوب للغاية في بلاده. وذكر أن لديه أسبابه الخاصة لاستكمال الزيارة ونظرا لأن هذا وضع طويل الأمد فيجب أن يتم الاستعداد لمواجهته علي مدي السنوات الثلاث المقبلة أو أكثر.وتزامنت تصريحات زرداري مع بدء المحادثات بين صندوق النقد الدولي ومسئولين باكستانيين بمشاركة وزير المالية الباكستاني عبد الحفيظ شيخ في واشنطن للحصول علي قرض طاريء. وقال مسعود أحمد مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطي بصندوق النقد إنه بالرغم من أن الكارثة مازالت تتكشف إلا أنه بات واضحا أن الفيضانات سيكون لها تأثير كبير ومستمر علي الاقتصاد الباكستاني. وقال أحمد إن الخيارات المتاحة أمام الباكستانيين هي تعديل خطة قروض الصندوق لباكستان لكي تأخذ في الحسبان الضغوط المالية الناجمة عن الفيضانات أو اللجوء إلي التمويل الطارئ الذي يخصصه الصندوق للبلدان المتضررة من الكوارث الطبيعية. وأضاف أن المحادثات ستركز علي الآثار التي ستخلفها الفيضانات علي النمو والتضخم والميزانية مشيرا إلي أن المساعدات الأجنبية ستكون ضرورية لمساعدة الحكومة بالنظر إلي شح التمويل الداخلي. من جانبه, تفقد رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني بعض المناطق الشمالية المتضررة جراء الفيضانات العارمة التي اجتاحت البلاد, والتقي بالمنكوبين الذين طالبوه بسرعة توفير مواد الاغاثة. وأقر في كلمة القاها امام حشد من منكوبي الفيضانات ببطء وصول المساعدات, الا انه تعهد بالعمل علي محاولة تسريع وتيرة نقل المساعدات الي المتضررين. في الوقت نفسه, أعلن مركز المسح الجيولوجي الأمريكي أن زلزالا بقوة4.6 درجة علي مقياس ريختر ضرب السواحل الغربية للمكسيك. ولم يشر المركز إلي وقوع اصابات أو خسائر مادية او بشرية.