يواصل الرئيس الايطالي جورجو نابوليتانو السبت مشاوراته لتعيين رئيس وزراء جديد غداة استقالة انريكو ليتا تحت ضغط خصمه وخلفه المحتمل رئيس بلدية فلورنسا ماتيو رينزي. وقد استأنف نابوليتانو السبت عند الساعة 9,00 بتوقيت غرينتش مشاوراته قبل تعيين خلف لليتا. واول الواصلين الى القصر الرئاسي هو دانييلي الفريدر ممثل الاقلية اللغوية في الجنوب تيرول فيما يتوقع ان يتبعه البرتو لانييسي ورودي فرنكو مرغيريتاس من المقاطعة الفرنكفونية لافالي داوستا. ثم سيستقبل الرئيس احزابا صغيرة اخرى قبل ان تبدأ الامور الجدية بعد الظهر مع قدوم ممثلين عن "وسط اليمين الجديد، الجناح المتمرد من فورتسا ايطاليا الحزب الذي يتزعمه سيلفيو برلوسكوني الذي دخل في المعارضة بعد ان دعم حكومة ليتا في اشهرها الاولى. وتوجه ليتا الجمعة عند قرابة الساعة 12,00 تغ الى مقر الرئاسة وبعد ساعة اعلن الرئيس نابوليتانو انه "اخذ علما باستقالة الحكومة التي لا رجوع عنها". وكتب رئيس الحكومة المستقيل على حسابه على تويتر "شكرا لكل الذين ساعدوني كل يوم كما لو كان اليوم الاخير". واوضحت الرئاسة ان المشاورات السياسية التي سيشارك فيها رينزي عن حزب يسار الوسط وسيلفيو برلوسكوني عن اول حزب يميني في ايطاليا، ستنتهي السبت على ابعد تقدير. والمفارقة ان ليتا يستقيل رغم تسجيل تحسن في الوضع الاقتصادي مع الخروج من الانكماش السائد وتراجع اجمالي الناتج الداخلي منذ عامين، ونمو نسبته 0,1% خلال الربع الاخير من العام. ومع انه لم يقدم ترشحه الرسمي لرئاسة الحكومة فان خلف ليتا المحتمل رينزي الذي حصل على اكثرية ساحقة ايدت مساء الخميس مذكرة تطالب ب"بدء مرحلة جديدة في البلاد مع حكومة جديدة". وشارك رينزي مساء الجمعة في احتفال في مقر البلدية بفلورنسا لتكريم المتزوجين منذ خمسين عاما بمناسبة عيد الحب. وطلب من الحضور ان يتمنوا له حظا سعيدا "لان المرء دائما بحاجة الى ذلك". وبما انه من غير المتوقع العودة الى صناديق الاقتراع فانه يعتمد على غالبية يسارية-يمينية مشابهة لتلك التي دعمت ليتا. وقالت صحيفة ال كورييريه ديلا سيرا ان للامين العام للحزب الديموقراطي "مواهب ستحدث مفاجأة" وانه "يجب الا تقتصر الامور على المؤثرات الخاصة". وباستثناء جاذبية رينزي وطاقته لم يشرح احد لماذا قام الحزب الديموقراطي باسقاط حكومة شكلها قبل 293 يوما الرجل الثاني السابق في الحزب ليخلفه الرجل الاول فيه، مع العلم ان الاخير يفتقر الى الخبرة في البرلمان او في وزارة. وعنونت ليسبريسو "قفزة خطيرة" معتبرة ان خطوة رينزي قد تفضي الى نتيجتين "تكريس زعامته او القضاء على شعبيته". وقال رينزي امام قيادة حزبه ان على ايطاليا "تغيير الافق والوتيرة" و"الخروج من المستنقعات" معلنا اصلاحات "طموحة" محددا فترة زمنية بحلول نهاية 2018. لكنه لم يعط تفاصيل عن طريقة ايجاد الاموال لتحريك الاقتصاد الايطالي وتخفيف نسبة الضرائب المرتفعة عن الشركات ومكافحة البطالة القياسية القريبة من 13% واكثر من 40% بين الشباب. وقالت باولا مالابايلا "لا يهم من يقود السيارة. مشكلتنا هي ان هناك تدابير يجب تبنيها فورا". وتوجهت الى روما للمشاركة في تحرك كممثلة ل250 مؤسسة تضم تسعة الاف موظف في منطقة استي حيث تراجع اجمالي الناتج الداخلي ب5,6% منذ 2007 والانتاج الصناعي ب20%. وتأثرت البورصة ايجابا بامكانية انتقال السلطة من ليتا الى رينزي واغلقت على ارتفاع ب1,62% الى 20437 نقطة. وبدأت الصحف تتكهن عن الشخصيات التي ستضمها الحكومة الجديدة، وتوقعت ان تتولى خبيرة الاقتصاد لوكريتسيا رايكلين وزارة الاقتصاد او لورينزو بيني سماغي الحاكم السابق للبنك المركزي الاوروبي. ويريد الوسطيون الانضمام الى الحكومة المقبلة كما المقربون السابقون من برلوسكوني الذين ظلوا داخل الحكومة تحت راية اليمين الوسط الجديد لانجيلينو الفانو. ومتى شكلت حكومته على رينزي ان يقدمها للبرلمان لنيل الثقة.