قالت القوى الكبرى التي يتوقع ان تقوم يوم الجمعة بدعوة اسرائيل والفلسطينيين لبدء محادثات مباشرة في غضون أسبوعين ان من الممكن ابرام معاهدة تقيم دولة فلسطينية مسالمة مع اسرائيل في غضون عام واحد من بدء المفاوضات. وقال مصدر دبلوماسي بالولاياتالمتحدة ان القوى الكبرى الاعضاء باللجنة الرباعية لاحلال السلام في الشرق الاوسط - وهي الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة - اتفقت على تفاصيل الدعوة يوم الخميس وستصدرها رسميا يوم الجمعة. وقال مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون انهم يتوقعون الحصول على الدعوة الامريكية والبيان المرفق بها في نهاية يوم الجمعة. وقال مسؤول اسرائيلي "نحن بانتظار الاطلاع على صياغة مسودة الدعوة الامريكية. موقفنا يظل أننا لا نريد شروطا مسبقة." وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه ايضا "اذا كان البيان يفي بما نطالب به فسنقول نعم بالطبع." ويركز الفلسطينيون على البيان الذي يتوقعونه من الرباعية ويحدد مرجعيات للمحادثات. وستبدأ المفاوضات بقمة يستضيفها الرئيس الامريكي باراك أوباما في الثاني من سبتمبر ايلول. وتقول مسودة للبيان بحثها الشركاء يوم الخميس ان 12 شهرا مدة كافية. وذكر بيان للرباعية في يونيو حزيران انه بالامكان التوصل الى اتفاق في غضون 24 شهرا. وركزت الحكومة الاسرائيلية التي تهون من دور الرباعية على الدعوة الامريكية المنتظرة. وفي ثلاث بيانات حول الصراع في الشرق الاوسط صدرت هذا العام قالت الرباعية انه يتعين على اسرائيل أن توقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية وان توافق على قيام دولة فلسطينية داخل حدود الاراضي التي احتلها في حرب عام 1967 . وتقول اسرائيل انه يتعين للمحادثات المباشرة ان تبدأ دون شروط مسبقة. لكن بالنسبة للفلسطينيين فان بيان الرباعية هو أقل ضمان فيما يتعلق بالمرجعية. واضاف المسؤول الفلسطيني انه مالم يكن بيان الرباعية مرضيا "سنعبر عن مطالبنا". ويقول محللون مختصون بشؤون الشرق الاوسط ان عملية السلام التي انطلقت قبل نحو عشرين عاما وضعت الى حد كبير الملامح الرئيسية لصفقة مقبولة لاسرائيل وللفلسطينيين على السواء وحددت ايضا القضايا الخلافية الكبرى التي تظل في حاجة لحل. وتعتزم حكومة السلطة الفلسطينية الانتهاء من تأسيس كل خصائص الدولة في غضون عام من الان مما يثير تكهنات بامكانية اعلانها الاستقلال في حال عدم تحقيق تقدم بشأن معاهدة "الوضع النهائي". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اوقف المحادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت في نهاية عام 2008 وجمدت الاتصالات في أعقاب الحملة العسكرية الاسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول 2008 ويناير كانون الثاني 2009 ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس). واستؤنفت الاتصالات في مايو أيار الماضي بعد توقف دام 19 شهرا في شكل محادثات غير مباشرة بوساطة المبعوث الامريكي للسلام جورج ميتشل الذي عمل لاسابيع لدفع عباس للموافقة على تطوير العملية واستئناف المفاوضات المباشرة. وقالت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وترفض نبذ العنف ضد اسرائيل ان محادثات السلام المقترحة لن تفيد القضية الفلسطينية. وقال اسماعيل هنية رئيس الوزراء في حكومة حماس في غزة بعد صلاة الجمعة "لا نرى أي فائدة اطلاقا من استئناف المفاوضات وهي استمرار لمرحلة التيه السياسي." ويعد بدء المحادثات في أوائل سبتمبر أيلول ضروري. ويريد الرئيس الامريكي أن تبدأ المحادثات المباشرة قبل 26 سبتمبر أيلول القادم بوقت كاف حيث من المقرر أن ينتهي في ذلك اليوم حظر مدته 10 أشهر فرضته اسرائيل على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. ومن شأن العودة الكاملة للبناء أن يؤدي الى انهيار المحادثات. ويؤكد بيان الرباعية "التزاما كاملا (من جانب الرباعية) بكل بياناتها السابقة." لكنه لا يكرر صراحة مطلب تجميد الاستيطان- وهو ما كان سيرفضه على الارجح ائتلاف يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ويحتاج عباس لموافقة منظمة التحرير الفلسطينية ولدعم الجامعة العربية كي يشرع في محادثات مباشرة مع نتنياهو. وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الاسرائيليين من عرض " دولة ميكي ماوس" على عباس. من دوجلاس هاميلتون (شارك في التغطية محمد السعدي في رام الله جيف ماسون في ماساشوستس ولوك بيكر في بروكسل وجوزيف نصر في القدس)