الرباعية تدعو الإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف المفاوضات الشهر المقبل اوباما يتوسط عباس ونتنياهو القدسالمحتلة: قال مصدر دبلوماسي إن اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط ستدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى بدء محادثات سلام مباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر/ أيلول. وأضاف المصدر ان مبعوثين من الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة وافقوا على التفاصيل يوم الخميس ، مشيرا الى أن بيانا رسميا سيصدر في وقت لاحق من يوم الجمعة. وقال المصدر ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيكون حاضرا في المحادثات. ويتفق ذلك مع ما أعلنه مسئولان أمريكيان إنه من المقرر أن تعلن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في أوائل الشهر المقبل. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن المسئولين، اللذين اشترطا عدم ذكر اسمهما، قولهما إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد مفاوضات مباشرة مطلع الشهر المقبل في واشنطن. وأضافت الصحيفة إن نتنياهو وعباس سيستأنفان المفاوضات مع اتفاق يقصر المفاوضات على عام واحد فقط. نص المسودة وتؤكد مسودة اللجنة الرباعية من جديد "التزاما كاملا بكل بياناتها السابقة". ودعت بيانات اللجنة الرباعية الصادرة هذا العام من موسكو وتريست ونيويورك اسرائيل الى وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. ولكن المسودة الجديدة لا تكرر صراحة هذا المطلب وهو الامر الذي سيرفضه اليمينيون في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية المنتمية الى يمين الوسط. وتنص المسودة ببساطة على أن المفاوضات المباشرة الثنائية التي تحل جميع القضايا المتعلقة بالحل النهائي يجب أن "تؤدي الى تسوية يتم التفاوض عليها بين الطرفين تنهي الاحتلال... وتقود الى "دولة تعيش في سلام مع اسرائيل، وتقول ان المفاوضات "يمكن أن تستكمل خلال عام"، وتضيف أن النجاح يتطلب الدعم المتواصل من الدول العربية. وتوقعت اللجنة الرباعية في يونيو/ حزيران الماضي أن تنتهي محادثات السلام خلال 24 شهرا، إلا أن المسودة الجديدة ستتحدث عن 12 شهرا. ورفض صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية التعليق على تلك الانباء ، قائلا ما هو الجديد في ذلك. ولكنه أضاف قائلا إنه "في اللحظة التي تصدر فيها اللجنة الرباعية بيانا بهذا الشأن وهو ما ننتظره منها، سنكون نحن جاهزين لعقد اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة لدراسة الوضع والرد على البيان وتحديد موقفنا من إمكانية إطلاق المفاوضات". وتمنى عريقات أن يصدر بيان الرباعية في أقرب فرصة. ومن جانب آخر، قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي إن إسرائيل والفلسطينيين أقرب من أي وقت مضى إلى استئناف المحادثات المباشرة. وصرح فيليب كراولي للصحفيين "نعتقد أننا تقترب جدا جدا من اتخاذ الأطراف قرارا للدخول في مفاوضات مباشرة. هناك تفاصيل لا يزال يتم العمل عليها". إلا أنه رفض الكشف عن هذه التفاصيل . وقال كراولي إن كلينتون أجرت مشاورات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وكذلك مع توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الاوسط. واستؤنفت عملية السلام في مايو/ أيار الماضي بعد توقف دام 19 شهرا ولكنها تعثرت بسبب الشروط لانتقال رمزي من محادثات غير مباشرة تجرى بوساطة من المبعوث الامريكي للسلام جورج ميتشل الى مفاوضات مباشرة. وتصر اسرائيل على أنها مستعدة للمحادثات المباشرة شريطة ألا تكون هناك شروط مسبقة، والفلسطينيون مستعدون على أن يكون هناك جدول أعمال واضح، بينما تقول اسرائيل ان جدول الاعمال يعني شروطا مسبقة. وكان من المتوقع منذ الاثنين أن تصدر اللجنة الرباعية بيان "دعوة للمحادثات". وقالت المصادر الدبلوماسية ان المفاوضين يناقشون صيغة المسودة الخميس. ويريد الرئيس الامريكي باراك أوباما أن تبدأ المحادثات المباشرة قبل 26 سبتمبر/ أيلول القادم بوقت كاف حيث من المقرر أن ينتهي في ذلك اليوم حظر مدته 10 أشهر فرضته اسرائيل على البناء في مستوطنات الضفة الغربية. ومن شأن العودة الكاملة لبناء المستوطنات أن يؤدي الى انهيار المحادثات في أفضل الاحوال. ولا يعتقد كثير من الفلسطينيين والاسرائيليين أن المحادثات المباشرة ستؤدي الى اتفاقية سلام قريبا أو أن الاتفاقية ستنفذ اذا تم التوصل أصلا الى اتفاقية. حصار غزة وفي شأن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات ، حثت الأممالمتحدة على رفع القيود العسكرية الإسرائيلية المفروضة على الحركة المدنية إلى غزة عبر البحر والبر والتي أزالت سبل معيشة السكان الفلسطينيين وزادت من محنة السكان الذين يعانون من الحصار الاقتصادي. وقال مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي في دراسة حول تأثير القيود المفروضة إن هذا النظام ترك أثرا مدمرا على سلامة وسبل معيشة 180 ألف شخص. وكانت إسرائيل قد فرضت حصارا على غزة قبل ثلاث سنوات بسبب ما أسمته أسباب أمنية بعد قيام حركة حماس بطرد حركة فتح من القطاع عام 2007. وأفاد الكثير من المزارعين الذين أجريت معهم مقابلات في اطار الدراسة أن دخلهم من الزارعة قد تراجع بأكثر من الثلث منذ توسيع رقعة المناطق المحظورة عام 2008 بينما أفاد آخرون أنه لم يعد لهم دخل. بالإضافة إلى ذلك فإن مقدار الدخل المفقود من قطاع الصيد نتيجة القيود المفروضة على تلك المناطق يقدر بنحو 26,5 مليون دولار على فترة خمسة أعوام. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأوضاع أرغمت الأسر المتأثرة على اتخاذ تدابير أخرى لتتمكن من العيش. ففي قطاع الأسماك يقوم الصيادون بالإبحار إلى المياه المصرية لشراء السمك من الصيادين المصريين وبيعها في أسواق غزة ، إلا أن هذه الرحلات تعرض الصيادين إلى خطر الاعتقال أو إطلاق الرصاص من قبل القوات الإسرائيلية أو المصرية. كما أفاد بعض الفلسطينيين إلى أنهم يبيعون ممتلكاتهم من مجوهرات وأراضي ومواشي ومعدات ليتمكنوا من العيش. ودعت الدراسة إلى ضرورة توفير مساعدات إنسانية أكبر للحد من تأثير انعدام سبل المعيشة ومنع المزيد من التدهور في وضع سكان غزة.