دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى استئناف المحادثات المباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر المقبل. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي إلى جانب المبعوث الامريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل إنها دعت نتنياهو وعباس إلى اللقاء بها في واشنطن في الثاني من سبتمبر بعد عقد لقاءات ثنائية مع الرئيس باراك اوباما في اليوم الذي يسبقه.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئول امريكي قوله ان كلينتون بحثت مسألة المفاوضات مع كل من العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك.
وقالت إن الزعيمين دعيا إلى واشنطن لدعم المحادثات وسيشاركان في مأدبة عشاء إلى جانب الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الصهيوني ومندوب اللجنة الرباعية للشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
جاء ذلك فيما دعت اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في السلام بالشرق الأوسط الصهاينة والفلسطينيين الجمعة، إلى استئناف المفاوضات المباشرة في الثاني من سبتمبر في واشنطن بهدف إقامة دولة فلسطينية.
وقال بيان للجنة التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "تعبر اللجنة الرباعية عن إصرارها على دعم الطرفين خلال المفاوضات .. التي يمكن إنجازها في غضون عام واحد.. وتنفيذ اتفاق".
وأضاف "تدعو اللجنة الرباعية الطرفين مجددا إلى الحفاظ على الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي أعمال استفزازية وخطابة مهيجة".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان الجمعة ان اللجنة المركزية لحركة فتح ناقشت في اجتماعها مساء الخميس مسودة بيان الرباعية الدولية، و"خلصت إلى رأي رفعته للسيد الرئيس محمود عباس، حيث سيتخذ القرار النهائي من البيان خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية".
واعلن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو في بيان الجمعة ترحيبه بدعوة الولاياتالمتحدة الى "بدء مفاوضات مباشرة" مع الفلسطينيين في واشنطن.
وجاء في البيان "ان رئيس الحكومة نتنياهو يرحب بدعوة الولاياتالمتحدة لبدء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة". واضاف البيان "لقد دعا رئيس الحكومة الى اجراء مفاوضات مباشرة منذ 18 شهرا. وهو مرتاح الى الايضاح الامريكي حول محادثات من دون شروط مسبقة".
وقال مسئول فلسطيني كبير إن الزعماء الفلسطينيين رحبوا الجمعة بدعوة اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط لهم باجراء محادثات سلام مباشرة مع الصهاينة الشهر القادم وعبروا عن اعتقادهم بأن من الممكن التوصل إلى اتفاق خلال أقل من عام. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إن البيان الذي صدر في نيويورك باسم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة يحتوي على العناصر اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام.
وقال أيضا إنه ليس لديه تعليق فوري بشأن دعوة متزامنة أصدرتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في واشنطن تقضي بضرورة بدء المحادثات في الثاني من سبتمبر بدون شروط مسبقة.
وأضاف عريقات ان الجانب الفلسطيني يأمل في ان تعمل الادارة الأمريكية والاعضاء الاخرون باللجنة الرباعية على ان تمتنع تل أبيب عن القيام بأي أنشطة استيطانية وتحويل كلمات بيان الرباعية إلى أفعال.
من جانبها اعلنت حركة حماس الجمعة رفضها الدعوة الامريكية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة في واشنطن. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة "نحن في حماس نرفض الدعوة الامريكية لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية".
واعتبر ان هذه الدعوة "وما يمكن ان يترتب عليها من نتائج لا تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء".
واضاف ان "هذه الدعوة هي محاولة خداع جديدة للشعب الفلسطيني خاصة بعد تجربة انابوليس (اواخر 2007) التي وعدنا خلالها بجولة فلسطينية خلال عام ولكن انتهت اعوام ونعود الى نقطة الصفر. وهذا ما يجعلنا نؤكد على رفض العودة للمفاوضات".
واضاف "كما ان الدعوة الامريكية تجاهلت حتى شرط وقف الاستيطان وهذا ما يجعل المفاوضات في ظل هذا الوضع هي شرعنة للاستيطان وقبول باستمراريته".