يعيد الاستئناف المرتقب للمفاوضات بين سلطات شطري قبرص الامل بالتوصل الى تسوية للازمة الناجمة عن تقسيم الجزيرة في 1974 والتي تعرقل مسيرة تركيا المعقدة نحو الانضمام للاتحاد الاوروبي. ومنذ فتح مفاوضات انضمام تركيا مع المفوضية الاوروبية في 2005، سرعان ما تحولت الى مسيرة صعبة جدا. وخلال ثماني سنوات تم اغلاق فصل واحد فقط من اصل 35 فصلا من المفاوضات. وساهم في ذلك الى حد كبير تردد بعض الدول البارزة في الاتحاد الاوروبي، مثل فرنسا والمانيا، في ضم دولة تعد 75 مليون نسمة ذات غالبية مسلمة، لكن ايضا النزاع بين تركيا واليونان حول مصير قبرص. وهكذا جمد الاتحاد الاوروبي ثمانية فصول مفاوضات اثر رفض تركيا السماح لسفن قبرص، العضو في الاتحاد الاوروبي، ان ترسو في موانئها. وقال دبلوماسي اوروبي "المسالة القبرصية تبقى العقبة الرئيسية امام انضمام تركيا. هناك عدة فصول عالقة بسبب هذا الامر. نامل بالتالي ان تنطلق عملية السلام بحلول نهاية تشرين الاول/اكتوبر". وقبرص مقسومة الى شطرين منذ الاجتياح التركي عام 1974 ردا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون بهدف الحاق الجزيرة باليونان. ومنذ ذلك الحين تتولى ادارة الثلث الشمالي حكومة معلنة من جانب واحد ولا تعترف بها سوى انقرة. وقد رفض القبارصة اليونانيون في العام 2004 في استفتاء خطة اعادة توحيد الجزيرة التي اعدتها الاممالمتحدة ووافق عليها القبارصة الاتراك بغالبية كبرى. وبعد اشهر على التصويت انضم القسم الجنوبي من الجزيرة الى اوروبا. ومحادثات السلام مجمدة منذ تموز/يوليو 2012 حين انسحبت سلطات شمال قبرص من طاولة المفاوضات احتجاجا على تولي قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي فيما قامت نيقوسيا بارجائها بسبب الازمة المالية الخطيرة التي شهدتها الجزيرة. لكن منذ اسابيع، تغيرت الاجواء. وقال الدبلوماسي الاوروبي ان "الرئيس القبرصي الجديد نيكوس اناستاسيادس عبر عدة مرات عن رغبته في استئناف الحوار. ويبدو ان اليونان وتركيا مستعدتان للمضي قدما" مضيفا "لدينا عدة اسباب تدفع الى التفاؤل، على الاقل ان نكون اكثر تفاؤلا مما كنا عليه قبل سنتين". وقال اناستاسيادس الجمعة "علينا تحضير نفسنا لجولة مفاوضات جديدة (...) نحن متفقون تماما (مع اليونان) على انه يجب اعطاء زخم جديد" لهذه العملية. وعبر نائب وزير الخارجية اليوناني ديميتريس كوركولاس عن الرغبة نفسها قائلا لوكالة فرانس برس "هناك رغبة لدى الرئيس القبرصي بدفع المفاوضات قدما. يجب الان معرفة ما اذا كان الجانب الاخر مستعدا للقيام بالمثل". ويبدو ان القبارصة الاتراك على الموجة نفسها، حيث اعلن الخميس "وزير الخارجية" القبرصي التركي اوزديل نامي عن توقيع اتفاق "حتى قبل اذار/مارس 2014". وقال "نحن لا نطالب باي شرط مسبق. نرغب في ان تستانف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها". من جهته قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت غومروجو "نريد ان تستانف المحادثات في اسرع وقت ممكن وان تؤدي سريعا الى نتيجة في اطار جدول زمني محدد". ومن المرتقب ان يلتقي الطرفان في 4 تشرين الثاني/نوفمبر بحضور ممثل الاممالمتحدة والدول "الضامنة". ولا تزال عدة مسائل شائكة عالقة بين الطرفين، مثل اعادة منتجع فاروشا البحري السابق، الذي كان مركزا تجاريا وسياحيا في شرق قبرص والمهجور حاليا منذ الاجتياح التركي وكذلك التنقيب عن النفط بحرا. وقال الناطق التركي "نحن لسنا متفائلين بشكل ساذج لكننا تلقينا مؤشرات ايجابية من الجانب الاخر. هناك فرصة فعلية للتوصل الى تسوية يجب اقتناصها". واضاف "اذا تمكنا من استخدام هذه الفرصة فان العديد من المسائل التي كانت تعتبر صعبة اليوم مثل موارد الطاقة، يمكن ان تشجع السلام والتعاون في كل القسم الشرقي من المتوسط".