سلمت دمشق لائحة كاملة بترسانتها الكيميائية الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، ملتزمة بذلك مهلة الاسبوع التي حددها الاتفاق الروسي الاميركي حول تفكيك هذه الترسانة التي يملكها نظام الرئيس بشار الاسد. وافادت المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرا ان "منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية تؤكد انها تسلمت القوائم المرتقبة من الحكومة السورية بخصوص برنامجها للاسلحة الكيميائية"، وذلك بحسب رسالة بالبريد الالكتروني الى وكالة فرانس برس. واضافت ان "الامانة الفنية (للمنظمة) تقوم حاليا بدرس المعلومات التي تم تلقيها". وكانت المنظمة بدأت السبت دراسة لائحة اولى عن هذه الاسلحة، غداة تسلمها من دمشق. ويتزامن درس هذه اللائحة مع مشاورات دبلوماسية مكثفة تهدف الى اعتماد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول نزع الاسلحة الكيميائية لدى النظام السوري. ويعد تسليم اللائحة اشارة اولى على تعاون دمشق التي وافقت على اتفاق حول تفكيك ترسانتها الكيميائية، اعلنه في 14 ايلول/سبتمبر وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بعد مباحثات استمرت ثلاثة ايام في جنيف. الا ان اعتماد مشروع قرار في مجلس الامن لا يزال يتعثر حول طبيعة الاجراءات الملزمة التي ترافقه. وترفض روسيا نصا ملزما يريده الغربيون تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة، ويترافق مع عقوبات او حتى اللجوء الى القوة في حال عدم احترام دمشق لتعهداتها. والسبت حذرت موسكو على لسان مدير الادارة الرئاسية سيرغي ايفانوف من انها قد تغير موقفها في حال تبين ان الاسد "يخادع". وقال ايفانوف خلال مؤتمر للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في استوكهولم "ما اقوله في الوقت الراهن هو امر نظري وافتراضي، لكن اذا تيقنا يوما من ان الاسد يخادع، فقد نغير موقفنا". واضاف في تصريحات اوردتها وكالة الانباء السويدية انه اذا تبين من دون ادنى شك ان احد الاطراف في سوريا كذب عبر نفيه استخدام اسلحة كيميائية، فان "ذلك يمكن ان يجعلنا نغير موقفنا ونستند الى الفصل السابع. لكن كل هذا شيء نظري، حتى الان لا توجد ادلة" على ذلك. وأرجأت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى أجل غير مسمى اجتماعها الذي كان مقررا عقده غدا الاحد، والمخصص لبدء درس برنامج التخلص من الاسلحة الكيميائية السورية وطلب انضمام سوريا الى المعاهدة الموقعة في العام 1993 حول حظر انتشار هذه الاسلحة. والنص الذي كان يفترض ان يستخدم قاعدة عمل للاجتماع ليس جاهزا بعد وهو لا يزال موضع مشاورات بين الاميركيين والروس. وينص اتفاق جنيف على ان تقدم سوريا جردة كاملة بترسانتها الكيميائية من اسلحة ومنشآت. وطالما ان اجتماع المنظمة لم يعقد، سيكون من الصعب استصدار قرار في مجلس الامن الدولي. واعلن كيري الجمعة انه تباحث مع نظيره لافروف بشأن قرار "قوي" في مجلس الامن حول نزع الاسلحة الكيميائية في سوريا. ولم تتمكن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن من الاتفاق على مشروع قرار رغم عدة اجتماعات حول هذا الموضوع. وبحسب اوساط الرئيس الفرنسي، فان فرنسوا هولاند سيدافع الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة عن "قرار ملزم بقدر الامكان". من جهتها طالبت الصين العضو الدائم في مجلس الامن، الجمعة بتطبيق سريع للاتفاق حول الاسلحة الكيميائية في سوريا، معربة عن املها في التوصل الى حل سياسي للازمة. وخلص فريق محققين مكلف من الاممالمتحدة وبينهم تسعة خبراء من منظمة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية، الى وجود "ادلة واضحة ومقنعة" حول استخدام غاز السارين في الهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق واوقع مئات القتلى بحسب تقريرهم الذي نشر الاثنين. وتتهم الدول الغربية النظام السوري بالوقوف وراء هذا الهجوم وكذلك وراء 13 هجوما اخر بالاسلحة الكيميائية منذ بدء النزاع في سوريا في اذار/مارس 2011. من جهتها تتهم موسكو مسلحي المعارضة السورية بالمسؤولية عنه. سياسيا، رفض الائتلاف الوطني السوري المعارض السبت اقتراح ايران الحليفة للنظام السوري، تسهيل حوار بين مسلحي المعارضة والنظام السوري معتبرا انه يفتقد الى المصداقية. وقال الائتلاف في بيان انه يعتبر "إعلان إيران هذا -على لسان رئيسها- أمراً يدعو للسخرية"، وذلك ردا على إبداء الرئيس الايراني حسن روحاني في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الاميركية على موقعها الالكتروني، استعداد حكومته "للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة". واعتبر الائتلاف ان ايران الحليفة للرئيس الاسد، هي "جزء من المشكلة"، مطالبا اياها ب"ان تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سوريا قبل أن تبادر لطرح المبادرات والتسهيلات". واعتبر الائتلاف ان العرض الايراني "هو محاولة يائسة" لإطالة أمد "الأزمة" وزيادة تعقيدها. ميدانيا، قتل 15 شخصا بالرصاص والسلاح الابيض في عملية نفذها الجيش السوري وميليشيات موالية للنظام في قرية سنية وسط البلاد، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت. واوضح المرصد ان الهجوم الذي وقع الجمعة استهدف قرية الشيخ حديد، مشيرا الى اصابة عشرة أشخاص آخرين بجروح. وتواصلت اعمال العنف السبت في مناطق سورية عدة، بحسب المرصد الذي اشار الى قصف الطيران الحربي مناطق في ريف دمشق وحماة (وسط) وحلب (شمال). وأدت اعمال العنف في انحاء مختلفة من سوريا الجمعة الى مقتل 162 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا. اقتصاديا، اكد المدير العام للمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب موسى نواف العلي ان مخزون سوريا الاستراتيجي من القمح يكفيها "لاكثر من عام"، وذلك بحسب تصريحات نقلتها عنه صحيفة "الثورة" الحكومية اليوم السبت.