اكدت قبيلة عربية في اقليم دارفور، غرب السودان، الثلاثاء انها قتلت مائة من افراد قبيلة متناحرة بعد ايام على مواجهات دامية واعمال عنف متزايدة هذا العام. وقال احمد خيري احد زعماء قبائل المسيرية لوكالة فرانس برس "خسرنا 28 من رجالنا وقتلنا مئة منهم"، في اشارة الى قبيلة السلامات التي تقاتل المسيرية شرق مدينة قارسيا. ويؤكد الطرفان مقتل عشرات آخرين منذ تجدد اعمال العنف بين القبيلتين الاسبوع الماضي. وقال خيري ان 17 مقاتلا من قبيلته جرحوا متوقعا المزيد من اعمال العنف. واضاف "ان قوات من الطرفين تحتشد في اماكن مختلفة". ولم يتسن الاتصال بقبيلة السلامات للتعليق. وتبعد قارسيا نحو 150 كلم شمال منطقة ابوجرادل حيث اوقعت معارك الاسبوع الماضي بين المسيرية والسلامات 94 قتيلا، معظمهم من قبيلة السلامات، بحسب ما اكده خيري الاسبوع الماضي. وقالت السلامات ان 52 من رجالها قتلوا في تلك الاشتباكات في جنوب غرب دارفور على الحدود مع تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى. والمعارك القبلية والاتنية تأتي في مقدمة اعمال العنف في دارفور هذا العام. وادت الى نزوح نحو 300 الف شخص في الاشهر الخمسة الاولى فقط، بحسب البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والاممالمتحدة الى دارفور (يوناميد). وهذا الرقم يزيد باكثر من الضعفين عن عدد النازحين في السنتين الماضيتين مجتمعتين. وتقول الاممالمتحدة انه في نهاية حزيران/يونيو بلغ عدد النازحين السودانيين الذي فروا الى تشاد بسبب اعمال العنف القبلية في جنوب غرب دارفور واضطرابات مشابهة في ولاية شمال دارفور 30 الفا. وتفجرت الاشتباكات بين المسيرية والسلامات في نيسان/ابريل الماضي. ووقعت القبيلتان اتفاق سلام في 3 تموز/يوليو تضمن قيامها بدفع تعويضات لبعضهما البعض وعودة النازحين. والسبت الماضي قامت قبيلتان عربيتان اخرييان في ولاية شمال دارفور هما بني حسين والرزيقات بالتوقيع على اتفاق سلام ينهي نزاعا بينهما قال احد اعضاء البرلمان انه اوقع في بضعة اسابيع مئات القتلى. وقال رئيس السلطة الاقليمية لدارفور، التيجاني سيسي خلال مراسم التوقيع ان "غياب سلطات الدولة ادى الى الاقتتال" وطالب بتدابير صارمة من قبل قوات الامن. ونقلت وكالة السودان للانباء الرسمية (سونا) تصريحاته. وفي نفس المراسم قال نائب الرئيس علي عثمان طه ان الرئيس عمر البشير "يقوم بوضع رؤية شاملة بشان ايجاد حلول جذرية لمشكلات السودان ومعالجة اسباب الصراع في دارفور"" بحسب سونا. والبشير ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية والابادة في دارفور. وفي نيسان/ابريل الماضي اتهمت قبيلة السلامات افرادا في شرطة الاحتياط المركزية شبه العسكرية بالمشاركة في معارك في رهيد البردي قرب ام دخن في دارفور، وقالت ان تلك المعارك اوقعت عشرات القتلى. ويتهم خبراء الاممالمتحدة ونشطاء حقوق الانسان قوات الامن الحكومية بالمشاركة في القتال في منطقة دارفور القبلية. غير ان محمد بن شمباس، رئيس بعثة يوناميد، قال ان طبيعة الخلافات القبلية -وخصوصا التنافس على ملكية الارض وعلى المياه والمعادن- يجعل من الصعب معرفة من كان يقاتل بجانب من حيث ان للشرطة والميليشيات ايضا انتماءات قبلية. وقبل تجدد اعمال العنف هذا العام كان نحو1,4 مليون نازح يقيمون بالفعل في مخيمات اقيمت للذين اجبروا على الفرار بسبب النزاع في دارفور الذي بدأ قبل عقد من الزمن عندما ثار متمردون من اقليات قبلية على ما اعتبروه هيمنة النخبة العربية على سلطات وثروات السودان. وتفاقمت المشكلات الامنية مؤخرا مع اندلاع مواجهات قبلية وعمليات خطف وسرقة سيارات وجرائم اخرى، يشتبه كثيرون في ان من يقف وراءها هم مليشيات تابعة للحكومة ومجموعات شبه عسكرية.