دعا وزير الدفاع وقائد الجيش المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي الاربعاء المصريين الى النزول الى الشارع يوم الجمعة القادم لمنح الجيش المصري "تفويضا" لمحاربة اي عنف او "ارهاب محتمل"، فرد الاخوان المسلمون بالاعلان عن تظاهرات مليونية في اليوم نفسه عقب صلاة الظهر. وقال السيسي في كلمة بالعامية المصرية امام حفل تخرج طلبة اكاديميتين عسكريتين "انا اطلب من المصريين طلبا يوم الجمعة لا بد من نزول كل المصريين الشرفاء الامناء ليعطوني تفويضا وامرا لمواجهة العنف والارهاب". واضاف "اريد ان ينزل كل المصريين ليظهروا للعالم ارادتهم وقرارهم كما فعلوا في 30/6 و3/7 (..) وتفويض الجيش باتخاذ القرار اللازم لمواجهة هذا العنف وهذا الارهاب". وعلى الفور اكد القيادي الاخواني عصام العريان رفض جماعته لما اسماه "تهديد" السيسي. وقال على حسابه على فيسبوك مخاطبا وزبر الدفاع ان "تهديدك لن يمنع الملايين من الحشد المستمر (..) والشعب قال كلمته ضد الانقلاب ومع الشرعية الدستورية والديموقراطية". بالمقابل اعلن تحالف اسلامي يقوده الاخوان المسلمون في بيان عصر الاربعاء عن تنظيم تظاهرات مليونية الجمعة "لاسقاط الانقلاب" . واكد البيان ان التظاهرات ستخرج من قرابة 30 مسجدا في القاهرة عقب صلاة الجمعة. من جهتها، اعلنت حملة تمرد، التي اطلقت الدعوة الى تظاهرات 30 حزيران/يونيو التي شارك فيها ملايين المصريين للمطالبة برحيل مرسي، تأييدها لدعوة السيسي. وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر في تصريح نشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك ان "تمرد" ستشارك في تظاهرات "مليونية محاكمة (الرئيس محمد مرسي)المعزول وضد الإرهاب الجمعة في ميدان التحرير والاتحادية وكل ميادين المحافظات". وأضاف بدر أن الحملة تطالب "بمحاكمة المعزول محمد مرسي على كل الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب، ولمواجهة موجات الإرهاب التي ترعاها جماعة الإخوان المسلمين سواء على الحدود في سيناء أو في الداخل". وجاءت دعوة السيسي الى التظاهر فيما تشهد مصر منذ اطاحة مرسي موجة عنف خصوصا في سيناء اوقعت العديد من القتلى. وقتل جنديان واصيب ثلاثة آخرون بجروح الاربعاء في هجمات جديدة على مواقع عسكرية في العريش، شمال سيناء، بحسب ما افادت مصادر امنية لوكالة فرانس برس. واوضحت المصادر ان جنديا قتل "برصاص مسلحين اصابوه في الصدر في هجوم مسلح على نقطة تفتيش بمنطقة أبو سكر بالعريش" شمال شبه جزيرة سيناء المضطربة. وقتل جندي ثان في هجوم شنه مسلحون على سيارة لنقل المياه تابعة للجيش المصري بمنطقة خزان المياه بالعريش. وفي الاجمال قتل اكثر من ثلاثين شرطيا ومدنيا وجنديا في سيناء برصاص مسلحين يعتقد انهم متطرفين اسلاميين، منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو الحالي في تصاعد للعنف في المنطقة. كما قتل شرطي مصري ليل الثلاثاء الاربعاء وجرح 28 شخصا آخرين في انفجار عبوة ناسفة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل شمال مصر، كما ذكرت الاجهزة الصحية. وقال مسؤول في ادارة الطوارىء في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس "سقط قتيل و28 جريحا" في هذا الانفجار الذي وقع امام مركز شرطة المنصورة كبرى مدن المحافظة. وفي كلمته، اكد الفريق اول عبد الفتاح السيسي انه حاول ان يقدم النصح والمشورة للرئيس المخلوع محمد مرسي الذي اشار اليه في كلمته ب "الرئيس السابق"، غير انه لم يقبل النصح مؤكدا "لم اخدع" الرئيس السابق و"هذا الجيش يؤمر فقط بارادة واوامر المصريين". وقال "ارى ان هناك من يريد دفع البلاد وان ياخذها الى نفق خطير" محذرا من انه "لن ننتظر قيام مشكلة كبيرة". وشدد على ان "خريطة الطريق لا يمكن التراجع عنها لحظة" في اشارة الى العملية الانتقالية الجارية في مصر منذ الاطاحة بمرسي لكنه اكد في المقابل الاستعداد لتنظيم انتخابات باشراف دولي وقال "نحن مستعدون لانتخابات يشرف عليها اهل الارض كلهم، الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة الفرنكفونية، نريد انتخابات يشهد لها العالم اجمع". وتحدث السيسي مطولا في تفاصيل العلاقة بين قيادة الجيش والرئيس الاسلامي ومستشاريه وقال انه قدم ثلاث مرات "تقديرات استراتيجية للموقف وتطوراته وتوصياتنا بما هو مطلوب القيام به لتجاوز الازمات (..) هذا كلام موثق وكنا نفعل ذلك لاجل البلد"، لكن بلا جدوى . وقال السيسي انه منذ 28 كانون الثاني/يناير 2011 كان لديه "حوار بحكم الوظيفة" مع مختلف القوى السياسية والدينية والمجتمعية و"كنت اقول للتيار الديني انتبه الى فكرة الدولة وفكرة الوطن، يجب ان تنتبه الى ان قيادة الدولة امر في منتهى الحساسية وتحتاج ان يكون من يتولاها رئيسا لكل المصريين". وروى ما جرى بينه وبين اثنين من قادة الاخوان قبيل الاطاحة بمرسي وقال "جلست الى اثنين من قياداتهم وقيل لمدة ساعة انه لو حصلت مشكلة كبيرة (الاطاحة بالرئيس) سيكون هناك عنف كبير لان هناك جماعات مسلحة وذلك بغرض اخافتي، قلت لهم هذا الامر الذي تفكرون فيه سيخرب الدنيا ، وانه لامر خطير جدا ان تفكروا في التعامل بعنف مع الشعب المصري او اي كان". كما اشار الى المزاعم عن حدوث انقسام داخل الجيش ومساعي لاشاعة الفوضى باستخدام السلاح في الاونة الاخيرة وقال "ارى سلاحا وازياء عسكرية تهرب من دول كثيرة ثم يقال ان جزأ من الجيش انقسم يعني مؤامرة، وسيقال في الفترة القادمة ان جزءا من الجيش يقاتل الجيش" معتبرا ان هذا "الكلام خطير جدا" و"الجيش المصري على قلب رجل واحد (..) ولا ينفع معه مثل هذا الكلام عن جهاد وخلط اوراق". وشدد السيسي على ان "الشرعية يمنحها الشعب بالصندوق لكن يستطيع سحبها ورفضها ولا بد من احترام هذا" موضحا "ليس معنى ذلك اني اريد عنفا او ارهابا" مكررا عبارته "مصر ام الدنيا وستبقى" و"يوم الجمعة موعدنا مع المصريين".