قتلت 3 سيدات واصيب 10 متظاهرون مؤيدون للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في اشتباكات في المنصورة في دلتا النيل، فيما قتل مدنيان اثنان في هجوم على نقطة تفتيش للجيش في سيناء، ذلك في يوم حافل بالتظاهرات المؤيدة والمعارضة لمرسي عبر البلاد. وعقب صلاة الجمعة، خرج عشرات الالاف من انصار مرسي الجمعة في مسيرات عبر البلاد للمطالبة بعودته للحكم، وشهدت القاهرة تجمعات كبيرة قرب منشات عسكرية غداة توجيه الجيش تحذيرا اكد فيه انه مستعد للتدخل في حال وقوع اعمال عنف. وانطلقت مسيرات من 18 مسجدا في القاهرة بعد صلاة الجمعة الى موقعين يعتصم فيهما الاسلاميون منذ حوالى ثلاثة اسابيع هما محيط مسجد رابعة العدوية (شمال شرق القاهرة) ومحيط جامعة القاهرة (غرب). وفي وقت متاخر من مساء الجمعة، قتلت ثلاث نساء في مدينة المنصورة في دلتا النيل اثر اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه. وقال عادل السعيد المسؤول في مستشتفى المنصورة العامة لفرانس برس ان "3 قتلوا واصيب 7 اخرون باعيرة الخرطوش والطعن بالاسلحة البيضاء في اشتباكات بين انصار مرسي ومعارضيه". وقال عبد الوهاب سليمان وكيل وزارة الصحة بالمنصورة لفرانس برس ان "3 قتلوا بطلقات نارية واصيب 10 اخرين بطلقات وجروح قطعية بينهم سيدة في حالة خطيرة اثر الاشتباكات التي اندلعت في المنصورة". وقال التلفزيون الرسمي المملوك للدولة ان "قوات الامن المركزي (قوات مكافحة الشغب) فصلت بين متظاهرين مؤيدين لمرسي وآخرين معارضين له في منطقة سيدي جابر بمدينة الاسكندرية الساحلية). وعلى اطراف العاصمة القاهرة، تظاهر مئات الاسلاميين امام مدينة الانتاج الاعلامي (مقر القنوات الفضائية في مصر) في ضاحية 6 اكتوبر لساعات معدوة قبل ان ينجح الامن المصري في تفريقهم. وخلال النهار، غلب الطابع السلمي والهادئء على جل التظاهرات عبر البلاد. وفي القاهرة، اغلق الجيش المصري كل الطرق المؤدية لوزارة الدفاع المصرية قرب ميدان العباسية وقسما من طريق صلاح سالم الرئيسي المؤدي الى دار الحرس الجمهوري. وتحت جسر للمشاة في العباسية، تمركزت مدرعات وجنود للقوات المسلحة لمنع اي مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول مرسي من الوصول للوزارة. وقال اسامة عكاشة (54 عاما) وهو رجل ملتح "سنواصل التظاهر في الاماكن التي يستطيع منها الجيش سماع صوتنا.. صوت الشعب المصري كله". وكان الطريق الى دار الحرس الجمهوري مغلقا بالمدرعات. لكن بضعة الاف من انصار مرسي تجمعوا هناك امام مستشفى الامراض النفسية والعقلية. وهتف انصار مرسي الغاضبون "السيسي خائن" و"السيسي قاتل"، كما كتبوا "ارحل يا سيسي" باللون البنفسجي. وقال المدرس خير موسى "سنواصل محاصرة كل الاماكن الاستراتيجية.. سنوقف الحياة بشكل كامل حتى نسترد حقوقنا". وحلقت مقاتلات ومروحيات على ارتفاعات منخفضة للغاية فوق تجمعات المتظاهرين الاسلاميين الذين اعتبروا ان الامر محاولة لاخافتهم لكنهم هتفوا "الجيش المصري بتاعنا..السيسي مش تبعنا". ورفع الحشد في رابعة العدوية لافتات كتب عليها "اين صوتي؟" في اشارة الى الاستحقاق الذي اوصل مرسي الى الرئاسة في حزيران/يونيو 2012 وهي الانتخابات الرئاسية الديموقراطية الاولى في مصر. واكد المتظاهر محمد البالغ 45 عاما "انا واثق بعودة مرسي الى الرئاسة ان شاء الله. الكلمة الاخيرة ستكون للشعب". وخرجت مسيرات اخرى في محافظات بني سويف والمنيا في صعيد مصر ومرسى مطروح (شمال غرب) والعريش (شمال شرق)، بحسب ما اظهر بث التلفزيون الرسمي المصري. وعلى الجانب الاخر من القاهرة، تظاهر الاف من معارضي الرئيس المعزول مرسي في ميداني التحرير والاتحادية استجابة لدعوة حركة تمرد للتظاهر تحت شعار"ضد الارهاب". وعاد الاف من معارضي مرسي الي ميدان الاتحادية الذي شهد التجمع الاكبر في الاحتجاجات التي ادت لعزله قبل ثلاثة اسابيع. وعلى وقع الاغاني الوطنية والالعاب النارية، احتفى معارضو مرسي بالفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي قاد عملية عزل مرسي. وعلقت صور السيسي في كافة مداخل الاتحادية كما حملها الجميع وعلقها البعض حول رقبتهم. ومنذ الاطاحة بمرسي، اتسمت تظاهرات معارضيه بضعف القدرة على الحشد مقارنة بالملايين الذين شاركوا في التظاهرات التي ادت لعزله. وحذر الجيش الخميس في بيان من انه سيواجه بحسم اي عنف في تظاهرات الجمعة. وقال بيان الجيش ان "القوات المسلحة تحذر من الإنحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي، أو اللجوء إلى أي أعمال عنف أو تخريب للمنشأت العسكرية أو الإضرار بها أو تكدير السلم المجتمعي، أو الإحتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين"، بحسب ما نشر على صفحة المتحدث باسمه على موقع فيسبوك. واضاف البيان "من يلجأ إلى خيار العنف والخروج عن السلمية في تظاهرات غدا الجمعة، سوف يعرض حياته للخطر، وسيتم التعامل معه بكل حسم وفقا للقانون". وفي كلمة قصيرة متلفزة الخميس، تعهد الرئيس المصري الموقت عدلي منصور بمواجهة الذين يريدون ادخال مصر الي المجهول والفوضى. ومنصور قاض عينه الجيش رئيسا موقتا بعد ان عزل مرسي الذي استهدفته تظاهرات معارضة واسعة النطاق مطالبة برحيله. وبالموازاة مع بقاء مرسي قيد الاحتجاز لدى الجيش واجراء حملة توقيفات واسعة في صفوف الاخوان المسلمين، رفضت الحركة التفاوض مع منصور مؤكدة مواصلة الاحتجاجات للمطالبة بعودة مرسي الى الرئاسة. ويعد الوضع الامني اكبر التحديات التي تواجهها الحكومة المصرية الجديدة، خاصة الوضع المضطرب في سيناء والتي شهدت سلسلة من الهجمات ضد قوات الامن خلال الاسبوعيين الماضيين. وارسل الجيش المصري تعزيزات عسكرية لسيناء بدءا من الثلاثاء. وقتل مدنيان اثنان واصيب ثالث مساء الجمعة داخل منزلهم في هجوم صاروخي شنه مسلحون على نقطة تفتيش للجيش المصري في العريش بشمال سيناء التي تشهد اضطرابات امنية منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي مطلع تموز/يوليو، وفق مصادر امنية وطبية. وقالت المصادر الامنية ان "مدنيين قتلا واصيب ثالث داخل منزلهم بمدينة العريش بعد ان اطلق مسلحون قذيفة صاروخية على نقطة تفتيش بمنطقة غرناطةبالعريش فأصابت المنزل عن طريق الخطأ". ومساء الاربعاء، قتل ثلاثة من رجال الشرطة في هجمات متفرقة في شمال سيناء كما قتل رابع مساء الخميس، حسبما قالت مصادر امنية، فيما قتل الجيش المصري عشر مسلحين جهاديين منذ بداية عملياته.