خرج عشرات الالاف من انصار الرئيس المصري الاسلامي المعزول محمد مرسي الجمعة في مسيرات عبر البلاد للمطالبة بعودته للحكم، وشهدت القاهرة تجمعات كبيرة قرب منشات عسكرية غداة توجيه الجيش تحذيرا اكد فيه انه مستعد للتدخل في حال وقوع اعمال عنف. وانطلقت مسيرات من 18 مسجدا في القاهرة بعد صلاة الجمعة الى موقعين يعتصم فيهما الاسلاميون منذ حوالى ثلاثة اسابيع هما محيط مسجد رابعة العدوية (شمال شرق القاهرة) ومحيط جامعة القاهرة (غرب). واغلق الجيش المصري كل الطرق المؤدية لوزارة الدفاع المصرية قرب ميدان العباسية وقسما من طريق صلاح سالم الرئيسي المؤدي الى دار الحرس الجمهوري. وتحت جسر للمشاة في العباسية، تمركزت مدرعات وجنود للقوات المسلحة لمنع اي مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول مرسي من الوصول للوزارة. وقال الملتحي اسامة عكاشة (54 عاما) "سنواصل التظاهر في الاماكن التي يستطيع منها الجيش سماع صوتنا.. صوت الشعب المصري كله". وكان الطريق الى دار الحرس الجمهوري مغلقا بالمدرعات. لكن بضعة الاف من انصار مرسي تجمعوا هناك امام مستشفى الامراض النفسية والعقلية بعدما ساروا اليه في مسيرات ضمت المئات. وهتف انصار مرسي الغاضبون "السيسي خائن" و"السيسي قاتل"، كما كتبوا "ارحل يا سيسي" باللون البنفسجي. وقال المدرس خير موسى "سنواصل محاصرة كل الاماكن الاستراتيجية.. سنوقف الحياة بشكل كامل حتى نسترد حقوقنا". وحلقت مقاتلات ومروحيات على ارتفاعات منخفضة للغاية فوق تجمعات المتظاهرين الاسلاميين الذين اعتبروا ان الامر محاولة لاخافتهم لكنهم هتفوا "الجيش المصري بتاعنا..السيسي مش تبعنا". ورفع الحشد في رابعة العدوية لافتات كتب عليها "اين صوتي؟" في اشارة الى الاستحقاق الذي اوصل مرسي الى الرئاسة في حزيران/يونيو 2012 وهي الانتخابات الرئاسية الديموقراطية الاولى في مصر. واكد المتظاهر محمد البالغ 45 عاما "انا واثق بعودة مرسي الى الرئاسة ان شاء الله. الكلمة الاخيرة ستكون للشعب". وقال اسماعيل فريد القيادي في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين لوكالة فرانس برس ان هذا اليوم الذي سمي "كسر الانقلاب" في اشارة الى عزل الجيش لمرسي في 3 تموز/يوليو، "سيكون يوما مشهودا، يوما مهما جدا في تاريخ الثورة المصرية". وخرجت مسيرات اخرى في محافظات بني سويف والمنيا في صعيد مصر ومرسى مطروح (شمال غرب) والعريش (شمال شرق)، بحسب ما اظهر بث التلفزيون الرسمي المصري. ومنذ الاطاحة بمرسي، اتسمت تظاهرات معارضيه بضعف القدرة على الحشد مقارنة بالملايين الذين شاركوا في التظاهرات التي ادت لعزله. وحذر الجيش الخميس في بيان من انه سيواجه بحسم اي عنف في تظاهرات الجمعة. وقال بيان الجيش ان "القوات المسلحة تحذر من الإنحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي، أو اللجوء إلى أي أعمال عنف أو تخريب للمنشأت العسكرية أو الإضرار بها أو تكدير السلم المجتمعي، أو الإحتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين"، بحسب ما نشر على صفحة المتحدث باسمه على موقع فيسبوك. واضاف البيان "من يلجأ إلى خيار العنف والخروج عن السلمية في تظاهرات غدا الجمعة، سوف يعرض حياته للخطر، وسيتم التعامل معه بكل حسم وفقا للقانون". وفي كلمة قصيرة متلفزة الخميس، تعهد الرئيس المصري الموقت عدلي منصور بمواجهة الذين يريدون ادخال مصر الي المجهول والفوضى. وقال منصور "أؤكد لكم جميعا التزامي والتزام الحكومة بتحقيق الأمن والاستقرار في بلادنا .. لن تأخذنا بالذين يقتلون الأبرياء هوادة أو تهاون (...) سنخوض معركة الأمن حتى النهاية". ومنصور قاض عينه الجيش رئيسا موقتا بعد ان عزل مرسي الذي استهدفته تظاهرات معارضة واسعة النطاق مطالبة برحيله. وبالموازاة مع بقاء مرسي قيد الاحتجاز لدى الجيش واجراء حملة توقيفات واسعة في صفوف الاخوان المسلمين، رفضت الحركة التفاوض مع منصور مؤكدة مواصلة الاحتجاجات للمطالبة بعودة مرسي الى الرئاسة. ويعد الوضع الامني اكبر التحديات التي تواجهها الحكومة المصرية الجديدة، خاصة الوضع المضطرب في سيناء والتي شهدت سلسلة من الهجمات ضد قوات الامن خلال الاسبوعيين الماضيين. وارسل الجيش المصري تعزيزات عسكرية لسيناء بدءا من الثلاثاء. وقتل ثلاثة من رجال الشرطة في هجمات متفرقة في شمال سيناء مساء الاربعاء كما قتل رابع مساء الخميس، حسبما قالت مصادر امنية، فيما قتل الجيش المصري عشر مسلحين جهاديين منذ بداية عملياته. وطلبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي من السلطات المصرية الجديدة تفسيرات حول التوقيفات التي جرت بعد الاطاحة بمرسي، وفق ما اعلن المتحدث باسمها الجمعة. وطلبت بيلاي بشكل خاص الحصول على لائحة باسماء الموقوفين وتوضيحا للاسس القانونية لتوقيفهم، ولا سيما مرسي نفسه.