حالة من الذعر انتابتهم جعلتهم يلملمون أوراقهم ويعيدون ترتيبها جعلتهم يتحسسون رأسهم كمن على رأسه (بطحة ) فدعوته للشعب كي يفوضه لمواجهة الإرهاب كانت أشبه بالصاعقة التي أصابتهم بالصمم من شدتها وكأنهم الإرهابيين فقاموا باستخراج الفتاوى من الدعاة واستخراج الكلمات من أفواه أصحاب الرأي أن من يخرج يوم الجمعة القادمة فهو شريك ومؤيد للدماء التي ستُراق كعادتهم دائما يتبعون منهج التخويف والتحريم والتكفير رغم انهم اول من أسال الدماء رغم انهم اول من انتهج العنف فمن حقهم ان يُصعقوا ويولولوا فتفويضه لمواجهة الإرهاب يعنى القضاء عليهم فهم العنف ذاته وهم الإرهاب ذاته وكلاهما وجهان لعملة واحدة . نعم أفوض السيسى لمواجهة الإرهاب الذي حول سيناء الى أرض حرب بين الجيش والعناصر الجهادية والتكفيرية وعناصر حماس الإرهابية ، نعم أفوض السيسى لمواجهة الإرهاب الذي يقتل الجنود وهم صائمين وأفوض السيسى لمواجهة الإرهاب الذي يزرع القنابل ليودى بحياة الأبرياء مثلما حدث فى مدرية أمن المنصورة مساء يوم الثلاثاء 23/7/2013 نعم أفوض السيسى لمواجهة الإرهابيين الذين يُصدرون نسائهم للعنف وهم يختبئون خلفهم ليثيروا عطف الشعب والعالم بان الجيش المصري قاتل النساء والأطفال أفوض السيسى لمواجهة العملاء الذين يدعون الخارج للتدخل فى شئون مصر وأفوضه لمواجهة كل خائن أو ارهابى او داعي للعنف .
وان كنت أفوض السيسى لكل هذا فانا لن افوضه فى استخدام العنف ضد الإخوان السلميين او اى فصيل يتظاهر بسلمية أيا كان ولن أفوض السيسى إذا كانت دعوته تحض على حرب أهلية وأنا ضد السيسى ان كان يستغل تفويضه ليصبح حاكم بأمر الله لا يُسقط له حكم ولا تُرد له كلمة او ان يصبح ديكتاتوري يبدأ حملة اعتقالات للوطنيين او لأصحاب الراى والفكر، فأنا لا أفوض السيسى بشخصه ولكن أنا أفوض الجيش المصري بصفة عامة لحماية مصر من الإرهاب والدكتاتورية وعلى الجيش أن يؤمن المظاهرات القادمة حتى لا تحدث اى اشتباكات قد تؤدى إلى نزيف دموي نحن في غنا عنه .
يتعجب البعض ويسأل آخرون لماذا يريد السيسى تفويض من الشعب لمواجهة الإرهاب ألا يستطيع ان يواجه الإرهاب بدون إذن الشعب فهذه هى مهمته ؟ ويقول آخرون انه يريد تفويض ليقتل في المعارضين ؟
إن دعوة السيسى للشعب بالنزول فى الميادين لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب والعنف ليس ضعف من السيسى او عدم قدرة على مواجهة وإنما هو يريد ان يُظهر للعالم ان 30 يونيو ثورة وليس انقلاب وانه انحاز لإرادة الأغلبية الشعبية التى تجاهلها الرئيس المعزول ، ولكن من ناحية أخرى فان لم نرى الأعداد التى نزلت فى 30 يونيو مطالبين برحيل النظام وان لم تزيد فوق العدد فلنعلم ان 30 يونيو انقلاب وليست ثورة ولكن ان كان العكس فهي ثورة شعبية أيدها الجيش ويجب أن يخضع لها الإخوان .
اما ما يقوله البعض الآخر بان السيسى يريد تفويض للقتل وان السيسى اثبت انه هو من يدير البلاد حيث جاء فى خطابه انه يريد تفويض للجيش والشرطة فإن افترضنا بأن السيسى هو من يدير البلد فى تلك الفترة فمن كان يدير البلد فى عهد مرسى المرشد ام الشاطر أم البلتاجي ام العريان وان كان السيسى هو من يدير البلد فهو يديرها فى العلن وبتأييد شعبي ولا يديرها فى الخفاء مثلما كان يفعل المرشد الاخوانى (من تحت التربيزة) إن ما فعله الإخوان فى الفترة الأخيرة من إرهاب وقتل وعنف وأخيرا تفجير المنصورة كان يُحتم على الجيش أن يطلب مساندة الشعب وتفويضه لمواجهة الإرهاب لذا فأنا أفوضه .