دعا مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الاثنين في القاهرة الى التهدئة مشددا على ان الاولوية في مصر الان يجب ان تكون للحوار، في حين نزل انصار الرئيس الاسلامي المخلوع محمد مرسي ومعارضوه الى الشارع في تظاهرات جديدة. واعتبر بيرنز، وهو اول مسؤول اميركي كبير يزور مصر منذ اقالة مرسي، ان البلاد غير معرضة لخطر السيناريو السوري حيث ادت الثورة والقمع الى نزاع عسكري. واكد بيرنز في تصريحات اوردتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان "الولاياتالمتحدة تريد مصر قوية مستقرة وديموقراطية" مضيفا "مصر اليوم لديها رئيس جديد ورئيس وزراء انتقالى وخريطة طريق من اجل تعديل دستور نوفمبر 2012 .. استفتاء عام يتبعه انتخابات برلمانية ورئاسية". واعتبر ان مصر تعيش الان "فرصة ثانية بعد ثورة 25 يناير لخلق دولة ديموقراطية تحافظ على حقوق الانسان ودور القانون وتسمح بالرخاء الاقتصادى لمواطنيها". وخلال النهار التقى بيرنز رئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي والرئيس الموقت عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي. وقال اسلام همام عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد ان "الحركة رفضت دعوة للقاء بيرنز لان الولاياتالمتحدة لم تقف مع الشعب المصري منذ البداية وانهم يتعاملون مع الوضع في مصر بشكل برجماتي". وقالت الحركة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك انها رفضت دعوة لمائدة حوار بحضور بيرنز لدراسة الأوضاع في مصر لرفضها "التدخل الأميركي في الشأن المصري". واعلن انصار مرسي ومعارضوه عن تظاهرات جديدة مساء الاثنين في القاهرة مع استمرار حالة التوتر في البلاد بعد اعمال العنف التي خلفت نحو مئة قتيل منذ مطلع تموز/يوليو الحالي. وكانت الخارجية الاميركية اعلنت الاحد في بيان ان بيرنز "سيلتقي في القاهرة مسؤولي الحكومة الموقتة وايضا مسؤولي المجتمع المدني والمؤسسات" خلال زيارته التي تستغرق يومين. وتاتي هذه الزيارة في وقت دقيق بالنسبة للعلاقات بين البلدين. وتعد القاهرة منذ عقود حليفا رئيسيا لواشنطن التي تقدم لها سنويا مساعدات عسكرية بمبلغ 1,3 مليار دولار. وحتى الان تجنبت واشنطن اعتبار ما حدث في مصر "انقلابا" ما كان سيؤدي الى تجميد هذه المساعدة تلقائيا. الا ان السناتورين الديموقراطيين النافذين جون ماكين وليندسي غراهان طالبا ادارة اوباما بوقف هذه المساعدة. في المقابل دعت الخارجية الاميركية الجيش والسلطات المصرية الموقتة الى الافراج عن مرسي الموقوف منذ عزله. الا ان هذه الدعوة لم تلق استجابة في القاهرة حيث يتهم القسم الاكبر من المشاركين في تظاهرات 30 حزيران/يونيو الحاشدة التي ادت الى اقالة مرسي وايضا الصحافة المعادية للاسلاميين الولاياتالمتحدة بدعم مرسي عندما كان في الحكم. من جانبها اكدت السلطات المصرية الجديدة، ان مرسي موجود "في مكان آمن" و"يعامل باحترام". لكنه لم يظهر امام الجمهور منذ ازاحته في الثالث من تموز/يوليو. وفي اطار الحشد للتظاهرات الجديدة توافد عصر اليوم الالاف من انصار مرسي الى منطقة رابعة العدوية في مدينة نصر حيث يعتصم الالاف من الاسلاميين منذ اسبوعين مطالبين بعودة الرئيس المعزول. وفضت الشرطة المصرية مساء الاثنين بالقوة تظاهرة لعشرات من انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي بعد قطعهم جسر 6 اكتوبر الرئيسي في منطقة رمسيس بوسط العاصمة القاهرة، مما اسفر عن سقوط 12 جريحا بحسب مصدر طبي. واكد احمد عارف المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين في رابعة العدوية انهم يريدون مواصلة التظاهر "السلمي". وقال لفرانس برس "لدينا قضية عادلة ونحن على استعداد للشهادة في سبيلها". من جهة اخرى قال مصدر عسكري رفيع لوكالة فرانس برس ان الجيش المصري ينوي القيام بعملية في سيناء حيث تضاعفت اعمال العنف منذ اطاحة مرسي. وتشهد سيناء منذ اسبوعين اعتداءات شبه يوميه على قوات من الشرطة والجيش اوقعت العديد من القتلى بينهم قبطيان. وفجر الاثنين، قتل ثلاثة عمال يعملون في مصنع للاسمنت بمدينة العريش بشمال سيناء في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانت تقلهم. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العقيد محمد احمد علي على صفحته على فيسبوك ان الهجوم كان يستهدف مركبة للشرطة الا انه اخطأ هدفه واصابت قذيفة ار بي جي حافلة العمال. وفي هذه الاثناء انتهى رئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي تقريبا من تشكيل الحكومة الجديدة التي يتوقع اعلانها الثلاثاء او الاربعاء.