داكا (رويترز) - نشرت بنجلادش قوات الجيش يوم الأحد في بلدة قتل فيها ثمانية أشخاص في اشتباكات بين الشرطة وأنصار حزب إسلامي يحتجون على ادانة زعماء بالحزب بتهم تتعلق بحرب الاستقلال في البلاد عام 1971 . وتشهد بنجلادش احتجاجات واحتجاجات مضادة منذ يناير كانون الثاني عندما أصدرت محكمة شكلتها الحكومة للتحقيق في انتهاكات ارتكبت خلال حرب الاستقلال ضد باكستان أولى أحكامها بالادانة وقضت غيابيا بالاعدام على زعيم بحزب الجماعة الاسلامية. وعارض حزب الجماعة الإسلامية استقلال بنجلادش عن باكستان في حرب 1971. واتهمت السلطات عددا من زعماء الحزب بارتكاب اعمال وحشية منها الاغتصاب والقتل خلال الصراع وهو ما ينفيه الحزب. وقتل نحو 60 شخصا في احتجاجات منذ ثالث حكم ادانة للمحكمة والصادر يوم الخميس عندما قضت باعدام ديلوار حسين سيدي (73 عاما). ونفى سيدي الاتهامات بارتكاب اعمال وحشية منها اغتصاب وقتل وقال محاميه إنه سيستأنف الحكم. واستأنفت حكومة بنجلادش يوم الأحد الحكم الصادر على زعيم اخر بالجماعة هو عبد القادر ملا بالسجن مدى الحياة وطالبت بدلا من ذلك بتوقيع عقوبة الاعدام عليه. وشارك الكثير من مواطني بنجلادش ومعظمهم من الشبان في احتجاجات على مدى شهر للمطالبة باعدام الملا واخرين ممن يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وأجرى البرلمان تعديلا في 17 فبراير شباط على قانون يسمح للدولة باستئناف اي حكم صادر في قضايا جرائم الحرب تعتبره غير مناسب. وقالت الشرطة وشهود عيان إن آلافا من أعضاء الجماعة الإسلامية خرجوا إلى شوارع بلدة بوجرا الواقعة على بعد 220 كيلومترا شمالي العاصمة داكا يوم الاحد وهاجموا الشرطة بالسيوف والعصي والقنابل المحلية الصنع. وذكرت الشرطة وصحفيون أن أعضاء الجماعة اقتحموا مركزا للشرطة وأشعلوا النيران في عدة منازل بينها منازل تابعة لقيادات بحزب رابطة عوامي الحاكم والأقلية الهندوسية وازالوا قضبان القطارات مما عطل حركة السكك الحديدية في عدة مناطق. وقال الشرطي عطي الرحمن لرويترز عبر الهاتف من بلدة بوجرا "اضطررنا إلى إطلاق النار بعد أن فشلت الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع في تفريق المهاجمين." وذكر متحدث باسم الجيش في داكا أنه تم نشر فصيلتين من الجنود في البلدة. وأفادت تقارير للشرطة أن ثمانية أشخاص قتلوا في بوجرا يوم الاحد وقتل ثمانية اخرون بينهم شرطي في اشتباكات في أماكن أخرى. وفرضت السلطات حظرا للتجمعات العامة في بعض الاماكن خشية اندلاع المزيد من اعمال العنف وأمرت قوات الامن بتكثيف نوبات الحراسة الليلية. وبوجرا هي معقل سياسي لكل من البيجوم خالدة ضياء رئيسة حزب بنجلادش الوطني حزب المعارضة الرئيسي ومنافستها اللدود الشيخة حسينة واجد رئيسة الوزراء. وتهيمن المرأتان على الساحة السياسية في البلاد منذ عام 1991 فعندما تتولى احداهما رئاسة الحكومة تكون الاخرى على رأس المعارضة. وشغلت المرأتان منصب رئيس الوزراء اكثر من مرة وغالبا ما تتبادلان الاتهامات بالانتقام السياسي والتحريض على العنف. ويوم الاحد هو الأول من اضراب مدته ثلاثة أيام دعت إليه الجماعة الإسلامية وحزب بنجلادش الوطني. وشكلت الشيخة حسينة المحكمة في عام 2010 للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب التي تقول سلطات بنجلادش انها حصدت ارواح نحو ثلاثة ملايين شخص واغتصبت خلالها الاف السيدات. ويقول حزبا المعارضة ان رئيسة الوزراء تستخدم المحكمة لمقاضاتهم وتنفي الحكومة ذلك وتقول ان العدالة يجب أن تأخذ مجراها. وانتقدت منظمات حقوقية المحكمة لعدم التزامها بالمعايير الدولية. وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن محامين وشهود عيان ومحققين ذكروا انهم تلقوا تهديدات. وأصبحت بنجلادش جزءا من باكستان بعد انتهاء الحكم الاستعماري البريطاني في عام 1947. وحصلت بنجلادش التي كانت تعرف انذاك باسم باكستانالشرقية على الاستقلال بمساعدة الهند في ديسمبر كانون الاول عام 1971 في اعقاب حرب استمرت لمدة تسعة اشهر ضد باكستان. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)