استولى مقاتلو المعارضة السورية الثلاثاء على مطار عسكري في محافظة حلب في اطار عملية عسكرية واسعة تستهدف مطارات ومراكز عسكرية اخرى في شمال البلاد حيث افيد عن احرازهم مزيدا من التقدم على الارض. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "مقاتلين من عدة كتائب اسلامية اقتحموا مطار الجراح العسكري الواقع على طريق الرقة حلب وتمكنوا من السيطرة عليه بشكل كامل وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت منذ صباح الاثنين". واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية التي كانت في المطار "انسحبت تاركة وراءها عددا من الطائرات وكميات كبيرة من الذخيرة". وهي المرة الاولى التي تسقط طائرات حربية وبينها من طراز "ميغ" في ايدي مقاتلي المعارضة منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011. وكان المعارضون استولوا قبل فترة على مطار مرج السلطان العسكري الصغير في ريف دمشق وكانت توجد فيه طائرتان او ثلاث خارج الخدمة. كما استولوا في 11 كانون الثاني/يناير على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد الذي كان يضم مروحيات معظمها دمرت او اصبحت خارج الخدمة نتيجة المعارك. واسفرت معارك مطار الجراح المعروف ايضا بمطار "كشيش"، بحسب المرصد، عن "استشهاد خمسة مقاتلين واصابة مقاتلين آخرين بجروح وقتل وجرح واسر نحو اربعين من عناصر القوات النظامية". واكد مصدر عسكري سوري في حلب لفرانس برس الانسحاب من المطار. وقال "تم اخلاء المطار الأصغر والمستخدم لغايات تدريبية من الطائرات الحربية والتدريبية الجاهزة وتحميل الذخيرة اللازمة والصالحة قبيل الانسحاب". وقال "لم يبق في المطار سوى كمية قليلة جدا من الذخيرة غير الفعالة وطائرات معطلة منذ فترة طويلة بحاجة الى صيانة واصلاح". وقصف الطيران الحربي المطار بعد سقوطه، بحسب ما ذكر المرصد. وبعد وقت قصير على سقوط مطار الجراح، اعلنت كتائب اسلامية عدة في بيان مشترك وزعه "مكتب حلب الاعلامي" بدء "هجوم واسع فجرا" على مطار النيرب العسكري في ريف حلب ومطار حلب المدني ومقر اللواء 80 المكلف حمايته وحاجز المنارة القريب منه. وذكر المرصد في بيان قبل قليل ان المقاتلين سيطروا على حاجز المنارة، وان مناطق في محيط اللواء 80 ومناطق عدة تتمركز فيها الكتائب المعارضة "تتعرض للقصف من طائرات حربية" تابعة للنظام. ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اشهر التقدم نحو هذين المطارين، بالاضافة الى مطار منغ العسكري في الريف الحلبي. وقد اقفل مطار حلب الدولي منذ بدء هذه السنة امام حركة الملاحة. وقال الناشط الاعلامي ابو هشام من مدينة حلب لوكالة فرانس برس عبر سكايب ان المقاتلين المعارضين في الشمال يركزون منذ فترة على استهداف المطارات والمراكز العسكرية. واضاف "هذه المراكز مهمة لانها مصدر ذخيرة وامدادات، ولان الاستيلاء عليها يضع بعض الطائرات التي تقوم بقصفنا خارج الخدمة". الا ان المصدر العسكري السوري قلل من اهمية الهجات الاخرى. وقال "كثيرا ما تتعرض المطارات العسكرية ومطار حلب الدولي المدني لمحاولات هجوم، لكن الاجراءات الامنية والتحصينات العسكرية القوية المحيطة بهذه المطارات وعزيمة عناصر الجيش العربي السوري في الدفاع عنها تحول دون امكانية المسلحين من الاقتراب منها". واضاف "الوضع الامني في بقية المطارات جيد وتزاول فيها الاعمال المقررة وفق البرنامج الطبيعي، ولا شيء يدعو للقلق في شأنها". في انقرة، افاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان الانفجار الذي وقع الاثنين عند مركز حدودي بين تركيا وسوريا نتج عن تفجير سيارة مفخخة. ووقع الانفجار على مقربة من معبر باب الهوى الحدودي السوري، وقتل فيه 14 شخصا سوريين واتراك. وقال رئيس الحكومة التركية ان بلاده "ستتخذ من دون تردد الاجراءات اللازمة" حين تتضح "ملابسات هذا الاعتداء بالكامل". دبلوماسيا، حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون النظام السوري على التجاوب مع دعوة رئيس الائتلاف المعارض للتحاور من اجل انهاء الازمة. وقال بان كي مون ان الاقتراح الذي تقدم به احمد معاذ الخطيب للتحاور مع النظام خارج سوريا "هو مناسبة يجب عدم تفويتها وفرصة للانتقال من منطق عسكري هدام الى مقاربة سياسية واعدة". واضاف "انه عرض شجاع (...) اطلب بالحاح من الحكومة السورية ومن مجلس الامن التجاوب معه". في الرياض، قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل "اذا كان المجتمع الدولي لا يريد ان يفعل شيئا فليسمح للسوريين بالدفاع عن انفسهم (...) فالاعتداء الوحشي الذي يرتكبه النظام يتطلب تمكين الشعب". واضاف ان "المشكلة الحقيقة هي النظام السوري الذي يرفض انتقال السلطة والتوصل الى حل سلمي". ولا يزال المجتمع الدولي منقسما حول الازمة السورية ما يعيق التوصل الى مخرج للازمة التي حصدت خلال 23 شهرا تقريبا اكثر من ستين الف قتيل، بحسب الاممالمتحدة. وبلغت حصيلة اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء 26 قتيلا، غداة يوم قتل فيه 137 شخصا، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.