ينفذ مقاتلون من كتائب معارضة عدة هجوما على معسكر وادي الضيف في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا الذي يسعى مقاتلو المعارضة للسيطرة عليه منذ اكثر من شهرين لاهميته الاستراتيجية، كونه آخر تجمع كبير للقوات النظامية في المنطقة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقاتلون. وقتل الجمعة 153 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب ما ذكر المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا للحصول على معلوماته. وافاد المرصد عن تعرض محيط معسكر وادي الضيف "لغارات من طائرات حربية بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في المنطقة التي اسفرت عن استشهاد مقاتلين اثنين (من المعارضة) وفرار ستة عساكر من حاجز الحامدية" القريب. واوضح المرصد ان "هناك نية للمضي في الهجوم على المعسكر حتى اقتحامه مهما بلغ حجم الخسائر"، مضيفا ان مقاتلي المعارضة "يريدون السيطرة عليه لاهميته الاستراتيجية". واضاف "بالاضافة الى كونه تجمعا كبيرا للقوات العسكرية، فان السيطرة عليه من شانها القضاء على اي امل باعادة فتح طريق حلب دمشق الدولي الذي يشكل ابرز طريق امداد للقوات النظامية الى مدينة حلب". واشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى "اشتداد وتيرة وحدة الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام المتمركزة في معسكري وادي الضيف والحامدية لليوم الثالث على التوالي". واوضح مقاتلون معارضون على الارض ان جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة "تقود الهجوم على وادي الضيف"، مشيرين الى اطلاق اسم "البنيان المرصوص" على العملية. واستولى مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر على مدينة معرة النعمان القريبة من وادي الضيف والواقعة على طريق دمشق حلب، ما اعاق الامدادات بالذخيرة والتموين الى حلب (شمال). ومنذ ذلك الحين، تحاول القوات النظامية اعادة فتح الطريق، فيما تحاول المعارضة استكمال السيطرة على معسكر وادي الضيف. واعلنت السلطات السورية اخيرا عزمها على ارسال المواد التموينية والغذائية والوقود الى حلب اسبوعيا عن طريق مطار هذه المدينة. ومنذ صباح الجمعة تدور، بحسب المرصد، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة ومن عدة كتائب قرب مطار حلب الدولي. واشار المرصد الى ان المقاتلين "تمكنوا من اقتحام اطراف مقر كتيبة عسكرية مكلفة بحماية المطار واشتبكوا مع عناصرها". واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان هذه المعارك تجعل طريق المطار "محفوفا بالخطر بالنسبة الى القوات النظامية"، وانها جزء من "معركة قطع الامدادات" عن حلب. كما يتعرض محيط مطار منغ العسكري على بعد ثلاثين كيلومترا من حلب تقريبا لقصف من القوات النظامية بعد محاولة تقدم للمقاتلين المعارضين الخميس نحو داخل المطار. ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة عند اطراف المطار. من جهة ثانية، افاد المرصد عن مقتل 15 شخصا بينهم ثمانية اطفال في قصف بالطيران الحربي على بلدة السفيرة في ريف حلب. على صعيد آخر، وزع المرصد السوري الجمعة شريط فيديو يعود تاريخه الى 25 كانون الاول/ديسمبر يظهر فيه مقاتلون بلباس عسكري او مدني مسلحون وهم يواكبون مجموعة كبيرة من اسرى القوات النظامية الذين بدوا بمعظمهم عراة الصدر، وقد رفعوا ايديهم وراء رؤوسهم وهم يدخلون غرفة في مكان ما في الريف. ويقول مصور الفيديو انه "تم القاء القبض على هؤلاء وهم من شبيحة وجنود الاسد (...) في الجبال الوعرة من قبل الثوار والمجاهدين وابطال الجيش الحر" لدى فرارهم من بلدة حارم في محافظة ادلب. واشار المرصد الى سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه البلدة الثلاثاء الفائت.