أنشأ مئات الضباط المنشقين عن الجيش وقادة المجموعات المقاتلة على الارض ضد النظام في سوريا قيادة عسكرية جديدة برعاية دولية سيتم الاعلان عنها رسميا قبل اجتماع "مجموعة اصدقاء سوريا" في مراكش، في وقت تستمر على الارض العمليات العسكرية قرب دمشق. في هذا الوقت، وافق مجلس التعاون الخليجي السبت على طلب "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" على تعيين ممثل لها لدى دول المجلس الست. ويفترض ان تعطي القيادة العسكرية الجديدة دفعا للمعارضة السورية التي تتعرض لضغوط كبيرة لتنظيم صفوفها كشرط للحصول على مزيد من الدعم الدولي. وصرح الامين العام للائتلاف الوطني مصطفى الصباغ لوكالة فرانس برس ان الائتلاف سيعلن قريبا ولادة "مجلس عسكري اعلى" تم تشكيله من غالبية المجموعات الميدانية المقاتلة ضد النظام. وقال على هامش مشاركته في حوار المنامة حول الامن الاقليمي "تم تشكيل المجلس العسكري الاعلى (...)، وسيتم الاعلان عنه قبل (...) مؤتمر اصدقاء سوريا في مراكش" في 12 من الشهر الحالي. واوضح ردا على سؤال ان المجلس "لا يضم جبهة النصرة. فالتنظيمات المتطرفة اقلية". واعتبر ان "تشكيل المجلس انجاز كبير يوحد العمل العسكري"، لافتا الى ان "الدعم المادي الذي نتلقاه سيمر الى المجلس حصريا (...) والهدف منع اي انفلات امني لحظة سقوط النظام". واوضح مسؤول في القيادة الجديدة لوكالة فرانس برس ان هذه التشكيلة هي بمثابة "+قيادة اركان عامة+ تضم ممثلين عن كل القوى الفاعلة على الارض، وهم قادة الثوار من عسكريين ومدنيين، وهي ستتولى قيادة هذه القوى بقرار مركزي موحد". وقال المسؤول الذي شارك في اجتماعات مطولة عقدت في انطاليا في تركيا لهذه الغاية خلال الايام الاخيرة "تم التوافق على ان يكون العميد سليم ادريس رئيسا لهذه القيادة الجديدة". وقد انشق العميد المهندس سليم ادريس عن الجيش السوري في تموز/يوليو. واشار المسؤول رافضا الكشف عن اسمه الى ان مئات الضباط وقادة الثوار شاركوا في الاجتماعات التي انتهت بتشكيل القيادة الجديدة، بالاضافة الى ممثلين عن 12 دولة بينها قطر وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا. وبضغط عربي ودولي كثيف، توصلت المعارضة السورية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الى تشكيل "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" من غالبية اطياف المعارضة وبرئاسة الشيخ احمد معاذ الخطيب. وقد اعلن الائتلاف انه سيعمل على توحيد القوى الثورية "ووضعها تحت مظلة مجلس عسكري اعلى"، وعلى تشكيل حكومة موقتة تكون بديلا لنظام الرئيس بشار الاسد. من جهة ثانية، اعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني انه ابلغ الامين العام للائتلاف الوطني السوري مصطفى الصباغ على هامش حوار المنامة "موافقة" المجلس الوزاري لدول الخليج على "طلب الائتلاف اعتماد ممثل له لدى مجلس التعاون". على الارض، قتل أربعة مقاتلين معارضين السبت في اشتباكات مع القوات النظامية بين مدينتي عربين وحرستا في ريف دمشق، وسيدة جراء قصف على بلدة مديرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان المرصد افاد في بيان سابق عن "اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة يبرود في ريف دمشق بعد منتصف ليل الجمعة السبت استمرت حتى ساعات الفجر الاولى". كما اشار الى تعرض احياء دمشق الجنوبية للقصف من القوات النظامية. وقتل في دمشق وريفها الجمعة 31 شخصا، بحسب المرصد السوري، معظمهم من المقاتلين المعارضين. واستؤنف القصف قبل الظهر على مدينة الرستن في محافظة حمص (وسط)، بعد قصف مماثل ليلا. وتحاصر القوات النظامية مدن الرستن والقصير وتلبيسة التي تعتبر معاقل للجيش الحر في محافظة حمص منذ اشهر. وتتعرض هذه المناطق، بالاضافة الى احياء في مدينة حمص لقصف دوري. وقتل الجمعة 72 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية. والقتلى هم 34 مقاتلا معارضا و22 مدنيا و16 عنصرا من قوات النظام. واحصى المرصد سقوط اكثر من 42 الف قتيل في سوريا خلال اكثر من عشرين شهرا من النزاع. في نيويورك، اعلنت الاممالمتحدة انها ستعزز قوتها لمراقبة فك الاشتباك بين اسرائيل وسوريا في الجولان بسبب خطر النزاع المتصاعد في سوريا. من جهة اخرى، اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عدد اللاجئين السوريين الفارين من اعمال العنف في بلادهم الى العراق تجاوز 63 الفا يعيش معظمهم في اقليم كردستان الشمالي. وقدر الامين العام للامم المتحدة اخيرا ان عدد اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم الى الدول المجاورة سيصل الى 700 الف في كانون الثاني/يناير. وتواصلت السبت ردود الفعل الدولية على احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية في النزاع الدائر على ارضها. وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ النظام السوري على هامش منتدى المنامة حول الامن الاقليمي من "فرضيات خطرة" مثل استخدام النظام هذا النوع من الاسلحة او "احتمال سقوطها في ايدي اخرين". وقال "وضعنا خططا للطوارئ" في حال تم استخدام هذه الاسلحة، رافضا الخوض في تفاصيلها.