يبدو ان دومينيك ستروس-كان ونفيسة ديالو، عاملة التنظيف التي اتهمته بالتعدي عليها جنسيا في نيويورك، قد توصلا الى اتفاق مالي اذا تم التوقيع عليه سيضع حدا لمسلسل قضائي مستمر منذ 18 شهرا في الولاياتالمتحدة. وافادت صحيفة نيويورك تايمز استنادا الى مصدر مطلع على الملف لم تشكفه ان المدير السابق لصندوق النقد الدولي ونفيستو ديالو توصلا "بهدوء الى اتفاق" لم يتم التوقيع عليه بعد. وامتنع القاضي دوغلاس ماكيون المكلف الاجراءات المدنية في محكمة حي برونكس بنيويورك عن الادلاء باي تعليق حول هذا الخبر على غرار محاميي نفيستو ديالو وستروس-كان. لكن القاضي ماكيون اكد لفرانس برس ان لقاء قد يعقد "اعتبارا من الاسبوع المقبل" في محكمة برونكس. وقال "قد تعقد جلسة في المحكمة اعتبارا من الاسبوع المقبل". ولم تتسرب اي تفاصيل حول المبلغ الذي تم التوافق عليه ولا اجراءاته. لكن صحيفة لوموند الفرنسية كشفت الجمعة ان دومينيك ستروس-كان قد يدفع "ستة ملايين دولار" لنفيستو ديالو، حسب تصريحات ادلى بها المدير السابق لصندوق النقد لبعض المقربين منه. وافادت الصحيفة ان "دومينيك ستروس-كان الذي توجه شخصيا الى نيويورك مرارا خلال الاشهر الاخيرة، قال لعدد من المقربين منه انه تم التوصل الى العناصر الاساسية للاتفاق نهاية الصيف" الماضي. وغالبا ما يتم التوافق على مبلغ مالي تفاديا للدخول في محاكمة بالاجراءات المدنية بالولاياتالمتحدة وقد تصل المبالغ المالية الى ملايين الدولارات. ورفعت نفيستو ديالو (33 سنة) شكوى بالادعاء المدني ضد ستروس-كان في الثامن من اب/اغسطس 2011 مطالبة بتعويضات، واتهمته بالتعدي عليها جنسيا في غرفته بفندق سوفيتيل في 14 ايار/مايو 2011. واقر ستروس-كان (63 سنة) بانه اقام علاقة جنسية "غير لائقة" مع عاملة التنظيف الغينية التي لم يكن يعرفها لكنه نفى ممارسة اي عنف او اكراه. وفي ايار/مايو رفض القاضي ماكيون طي الملف بناء على طلب قدمه محامو دومينيك ستروس-كان مستندين الى حصانته الدبلوماسية. ومن حينها كانت الاجراءات تبدو متعثرة. والقاضي ماكيون الذي يراس محكمة ترزح تحت اعداد هائلة من الملفات (27 الفا لنحو 27 او 28 قاضيا) هو من القضاة الذين يحبذون الاتفاقات التفاوضية ولم يخف انه سيعالج هذا الملف كبقية الملفات الاخرى. وصرح لفرانس برس في الربيع الماضي ان "هذه القضية ليست استثنائية، اننا سنفعل كما نفعل مع اي ملف مدني اخر". وفي محكمته تنتهي 90% من الشكاوى المدنية باتفاق بالتراضي. والشكوى التي رفعتها عاملة التنظيف لم تكن على علاقة بالاجراءات الجنائية التي بدأت اثر ادعاءها بالتعرض الى اعتداء جنسي، وقد تخلت المحكمة على تلك الاجراءات الجنائية في 23 اب/اغسطس 2011 لان المدعي كان يشك في مصداقية ديالو لما ادلت به مرارا من تصريحات كاذبة حول بعض جوانب حياتها الشخصية. وبما ان الاجراءين مستقلين، استمرت اجراءات الادعاء المدني. واذا تاكد الاتفاق فان مشاكل المدير السابق لصندوق النقد مع القضاء الاميركي ستكون قد انتهت بعد ان اضطرته الى الاستقالة من صندوق النقد في 15 ايار/مايو 2011 وقضت على تطلعاته للترشح للانتخابات الرئاسية في فرنسا. كما انه انفصل عن زوجته آن سانكلير الربيع الماضي. ولم تعد نفيستو ديالو التي تربي بمفردها صبية مراهقة الى العمل منذ قضيتها مع دومينيك ستروس-كان. ونددت في شكواها امام القضاء المدني باعتداء قالت في مقابلة متلفزة انه كان "عنيفا وساديا". لكن دومينيك ستروس-كان، اذا افلح في غلق هذا الملف القضائي الاميركي، سيظل ملاحقا في فرنسا في ما يعرف بقضية "كارلتون" التي تخص سهرات مع مومسات. وطلب محاموه الغاء مجمل الاجراءات وخصوصا الغاء ملاحقة موكلهم بتهمة الدعارة في عصابة منظمة. وسيبت القضاء الفرنسي في ذلك في 19 كانون الاول/ديسمبر.