شهدت دمشق وضواحيها خلال الساعات الماضية سلسلة عمليات تفجير ترافقت مع هجمات عدة على العاصمة نفذتها مجموعات مقاتلة معارضة، واكد مصدر امني ان القوات النظامية نجحت في صدها. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان سيارة مفخخة انفجرت ليل الاثنين الثلاثاء قرب دمشق ما اسفر عن سقوط جرحى بينما يقصف الطيران السوري ضاحية دوما قرب العاصمة غداة يوم سقط فيه 250 قتيلا. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان سيارة مفخخة انفجرت ليل الاثنين الثلاثاء في المعضمية قرب دمشق مما اسفر عن سقوط جرحى واضرار مادية جسيمة. وفي الوقت نفسه تحدث المرصد عن اطلاق نار وقصف من الجيش السوري اسفر عن سقوط جرحى بعضهم في حالة حرجة. وصباح الثلاثاء بدأت مقاتلات سورية قصف مدينة دوما التي تبعد 13 كلم شمال شرق العاصمة. وقد القت قنبلتين على قلب المدينة ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى حسب المرصد الذي لم يتمكن من تقيم حصيلة دقيقة للضحايا. وفي بريطانيا شمال سوريا قتل معارضان مسلحان في معارك مع القوات النظامية، كما قال المرصد الذي يؤكد انه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والاطباء على الارض. وقتل 247 شخصا الاثنين في اعمال عنف في سوريا بينهم 93 جنديا و68 معارضا مسلحا و86 مدنيا. وقتل مسلحون صباح الثلاثاء شقيق رئيس مجلس الشعب السوري في دمشق، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". وذكرت سانا ان "ارهابيين اغتالوا صباح اليوم الدكتور محمد اسامة اللحام شقيق رئيس مجلس الشعب فى منطقة الثريا في الميدان بدمشق". ونقلت عن مصدر في المحافظة ان "الارهابيين ترصدوا الدكتور اللحام واطلقوا النار عليه في سيارته خلال توجهه الى عمله ما ادى الى استشهاده على الفور". واشارت الى ان اللحام يحمل دكتوراه في الزراعة وان عملية الاغتيال تندرج "في اطار استهداف الكفاءات الوطنية". وفي الدوحة، القى رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا الثلاثاء الملامة بشكل قوي على المجتمع الدولي الذي قال انه لا يفعل شيئا لانهاء معاناة السوريين، وذلك في افتتاح اجتماع الهيئة العامة للمجلس. وقال سيدا ان "مجموعة اصدقاء سوريا وعدتنا الكثير ولم تفعل سوى القليل الذي لا يرتقي ابدا الى حجم الماساة والمعاناة" في سوريا. واضاف ان "احساس السوريين والسوريات (هو) انهم قد تركوا لمصيرهم وبات العالم كله متفق على عدم فعل اي شيء لانهاء محنتهم". ويأتي كلام سيدا فيما يتعرض المجلس الوطني السوري الذي كان يعتبر حتى الآن الكيان المعارض الرئيسي في سوريا، لانتقادات من الولاياتالمتحدة. كما ياتي عشية اجتماع موسع للمعارضة في محاولة لاقامة هيئة اوسع تمثيلا للمعارضة السورية بدعم من واشنطن، ما يثير حفيظة المجلس. وقال سيدا "نذكر الاصدقاء والاشقاء في مجموعة اصدقاء الشعب السوري بان اصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية في حين اصدقاءنا على كثرتهم لم يتكنوا حتى الان من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام. مجرد ادانة". وتساءل "ماذا يجري؟ ما الذي يحصل؟ وماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ هل المطلوب هو تقسيم سوريا؟". دوليا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء انه التقى في عمان برئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي اعلن انشقاقه الصيف الماضي، وبحث معه السبل الكفيلة بوقف العنف في سوريا. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة "التقيت بحجاب وكان هدف اللقاء كما كان مع كل جهات المعارضة الاخرى، ان نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف وانقاذ اكبر عدد ممكن من الارواح لكن بطريقة لايستغل بها اي طرف هذا الامر للحصول على قوة عسكرية اكبر على الارض". واضاف ان "رياض (حجاب الذي يتخذ من عمان مقرا له) كان مستعدا للاستماع الينا وسنعمل معه ومع جهات سورية اخرى" حول هذا الموضوع. واوضح لافروف "نحن مع اعادة المراقبين الدوليين لسوريا ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف اطلاق النار". واكد ان "اهم شيء هو يجب ان يتوقف كل اشكال العنف في سوريا والبدء بأقناع الطرفين بالحل السلمي وبناء الدولة بشكل جديد". وبحسب لافروف فان "بعض الاطراف تقول انه بالبداية يجب على (الرئيس السوري بشار) الاسد ان يتنحى، اذا فهؤلاء لا تهمهم حياة السوريين لكن رأس بشار الاسد ونحن لاندعم هذا الموقف"، مشيرا انه "ليس هناك سياسي يستطيع السير بهذه الخطوات". واكد لافروف انه "يجب العمل مع كافة مجموعات المعارضة السورية من اجل اقناعهم انه يجب العمل حسب اتفاقية جنيف". ويتضمن اتفاق جنيف مبادىء لعملية انتقالية في سوريا وتم تبنيه في 30 حزيران/يونيو في جنيف من جانب مجموعة العمل حول سوريا. ولا يتضمن هذا الاتفاق دعوة الرئيس بشار الاسد الى التنحي علما ان الدول الغربية وبعض الدول العربية وكذلك المعارضة السورية تطالب برحيله. من جانبه، اكد جودة ان "الملف السوري كان بارزا جدا في محادثاتنا (مع لافروف) حيث هناك اتفاق مع الاصدقاء في روسيا على ضرورة ان نبذل كل ما نستطيع من جهد لوقف العنف ووقف القتل" في سوريا. واضاف ان "روسيا لها موقف مؤثر في هذا المجال، ونحن والجانب الروسي نتفق تماما على ضرورة وقف العنف وتجنيب الشعب السوري ما يعاني منه في آخر سنتين من استمرار العنف والقتل والدمار والتشرد" واوضح ان "موقفنا في الاردن واضح وجلي بأن العنف يجب ان يتوقف فورا والمرحلة الانتقالية بجب ان تبدأ"، مشيرا الى ان "الحوار مع روسيا مهم ويجب ان يستمر حتى نجد سويا طريقة لحل هذه الازمة" واكد جودة "نحن في المملكة الاردنية الهاشمية اكبر متأثر بالتداعيات الانسانية لمسلسل العنف الجاري في سوريا حيث نستضيف اكثر من 215 الف مواطن سوري على الارض الاردنية".