ننشر جدول امتحانات الترم الأول للشهادة الابتدائية بالأقصر    البابا تواضروس لمفتي «نوڤي بازار» بصربيا: أقباط مصر ليسوا أقلية.. ونعيش مع إخوتنا المسلمين في وطن واحد    تكريم مجلس اتحاد طلاب جامعة المنيا الأهلية    وزير التموين يستعرض جهود ضبط الأسواق وتوافر السلع    الإسماعيلية تتابع الموقف التنفيذي لمنظومة تقنين واسترداد أراضي الدولة    إزالة 8 تعديات على أملاك الدولة في حملات بالأقصر    تواصل المعارك بين باكستان والهند وعشرات الضحايا من الجانبين    ميرتس يبدي تحفظا حيال إسهام بلاده في تأمين هدنة محتملة في أوكرانيا    لأول مرة.. الرمادي يقود مران الزمالك استعدادا لمواجهة سيراميكا كليوباترا    تشييع جثمان ضحية زوجها بالمحلة الكبرى "صور"    بسبب السحر.. شاب يحاول قتل شقيقته بالقليوبية    تشييع جثمان الطفل ضحية الطلق النارى من زملائه بكفر الشيخ.. صور    ختام فاعليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة - صور    أوس أوس يطلب الدعاء لوالدته بعد دخولها رعاية القلب    أىُّ «سيّدٍ» وأىُّ «ناسٍ»؟!    «منهم الحمل والأسد».. 4 أبراج تتحدث قبل أن تفكر وتندم    آخرهم رنا رئيس.. 6 زيجات في الوسط الفني خلال 4 أشهر من 2025    قصر ثقافة العريش يشهد انطلاق أولى فعاليات الملتقى الثقافي "الثقافة والهوية الوطنية"    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    لماذا فرض الله الحجاب على المرأة دون الرجل؟ أمين الفتوى يجيب    كشف مجاني على 680 حالة في قافلة طبية بالأقصر    «الإعلام في تعزيز جهود الرعاية الصحية للمواطنين» في جلسة بحثية بإعلام القاهرة    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    جوندوجان يأمل في بداية مسيرته التدريبية كمساعد لجوارديولا    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    عضو ب"القومى للمرأة": حظر تشغيل كل من كان عمره أقل من 15 سنة فى المنازل    «المحامين»: 5 إجراءات تنظيمية للإضراب العام أمام محاكم الاستئناف غدا    بيدري مهدد بالعقوبة من يويفا بسبب تصريحاته ضد حكم قمة الإنتر وبرشلونة    ما حكم طهارة وصلاة العامل في محطات البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    تحت تأثير المخدر.. المشدد 5 سنوات لمتهم قتل وأصاب 3 أشخاص في القليوبية    روسيا تعتزم استضافة رئيسي الصين والبرازيل وآخرين بمناسبة ذكرى يوم النصر في الحرب العالمية    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    محافظ المنيا يوافق على تحسين خدمات النقل وفتح التقديم لترخيص 50 تاكسي    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    قطاع الفنون التشكيلية يعلن أسماء المشاركين في المعرض العام في دورته 45    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    بدء التشغيل الفعلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان أول يوليو المقبل    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    السنغال بالزي الأبيض والكونغو بالأزرق في كأس إفريقيا للشباب    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحملات الانتخابية للرئاسة الامريكية تدخل مراحلها النهائية
نشر في مصراوي يوم 05 - 11 - 2012

مع بدء العد التنازلي للساعات الأخيرة لسباق الرئاسة الأمريكية، ما زال الاقتصاد يحتل مكان الصدارة في الحملات الدعائية للمرشحين المتنافسين.
فقد قال الرئيس باراك أوباما، مرشح الحزب الديمقراطي، إنه سيعمل على توفير المزيد من فرص العمل ويستكمل ما يقول إنه بدأه في السنوات الأربع الماضية، بينما أشارت حملته إلى توفير 171 الف فرصة عمل خلال الشهير الاخير فقط.
وردت حملة المرشح الجمهوري المنافس، ميت رومني، بأن أوباما أخفق في الوفاء بوعوده الاقتصادية.
وقال رومني إن عدد الوظائف التي وفرتها سياسات اوباما الاقتصادية اقل عما وعد به وهو 9 ملايين وظيفة، وقال إن معدل نسبة البطالة لا يزال 7.9 في المائة.
وانتقد رومني بشدة أقوال حملة أوباما بأن المسؤول عن الاخفاق في انجاز المزيد في مجال تحفيز الاقتصاد هو ميراث حكم سابقه الرئيس الجمهوري جورج بوش الأبن.
وقال رومني، كرئيس سوف أبدا العمل مباشرة ولن أباشر بالقاء اللوم على الرئيس السابق .
ونظرا لان استطلاعات الرأي تشير لتقارب كبير في نسبة التأييد الشعبي للمرشحين، فإن الأنظار تتجه إلى الولايات الحاسمة.
وتسمى هذه الولايات بالمتأرجحة نظرا لعدم حسم الناخبين المحتملين مواقفهم النهائية من اختيار أي من المرشحين.
ويتجول أوباما في ثلاث من هذه الولايات وهى أيوا وويسكونسن واوهايو، ومن المقرر أن ينهي الرئيس حملته في مدينة شيكاغو في ولايته إلينوي.
أما رومني فسوف يزور فلوريدا وفيرجينيا ونيوهامبشير واوهايو.
وفي فلوريدا، أمر قاضي فيدارالي بمد ساعات التصويت استجابة لطلب حملة أوباما وعدد من المنظمات الحقوقية.
وكان عدد من مراكز التصويت قد شهد إقبالا هائلا على التصويت المبكر، ورفضت الحكومة المحلية الجمهورية استخدام صلاحياتها القانونية الطارئة لتمديد ساعات التصويت.
وتقول حملة رومني ان المرشح الجمهوري حصل على مليون و892 الف و677 من الاصوات المبكرة، مقابل مليون و733 الف و65 صوتا للمرشح الديمقراطي.
سادت حالة من الفوضى بعض المناطق بولايات أمريكية عدة خصوصا ولاية فلوريدا بسبب رفض السلطات تمديد فترات التصويت المبكر، ما دفع حملة المرشح الديمقراطي باراك أوباما الى اللجوء للقضاء لاستصدار امر بتمديد فترة التصويت.
وتزامن ذلك مع توقع أحد أواخر استطلاعات فوز الرئيس أوباما بفترة رئاسية ثانية.
ومن فلوريدا، أفاد عامر سلطان موفد بي بي سي بأن آخر أيام التصويت المبكر شهد حالة من الفوضى دفعت الحزب الديمقراطي لرفع دعوى عاجلة امام القضاء الفيدرالي لاستصدار قرار طارئ لالزام الحكومة المحلية على تمديد فترة التصويت لتمكين الناخبين من ممارسة حقهم في الانتخاب.
وكانت حكومة الولاية التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري قد رفضت طلبات الناخبين تمديد التصويت نظرا للاقبال غير المتوقع على التصويت في محافظة ميامي- ديد، المعروفة بأنها أحد معاقل الديمقراطيين.
وقال موفدنا إن طوابير الناخبين كانت طويلة للغاية وأن البعض وقف في الطوابير لمدة تراوحت بين 3 و7 ساعات. ووقعت مشاحنات كلامية حادة عبر خلالها الناخبون عن سخطهم على مسؤولي الانتخابات المحليين.
وردد الناخبون تقول نريد أن نصوت .
وفي حالة التصويت المبكر، يوجد مركز اقتراع واحد فقط في كل محافظة، الأمر الذي يسهم في زيادة طوابير الناخبين.
ويطالب محامو الحزب الديمقراطي وبعض المؤسسات الحقوقية بأن تبقي السلطات التصويت على مراكز التصويت مفتوحة حتى الثلاثاء، يوم التصويت النهائي في الانتخابات.
ويتهم مؤيدو أوباما حملة المرشح الجمهوري بتعمد عرقلة التصويت المبكر لانها حسب قولهم تصب في مصلحة أوباما.
وقال ميتش سيزر، عضو اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، إن حاكم فلوريدا الجمهوري، ريك سكوت، يريد منع ناخبي الاقليات خاصة في جنوب فلوريدا من التصويت لانهم، حسب قول سيزر، يؤيدون أوباما.
ولذا رفض حاكم فلوريدا استخدام صلاحيته الطارئة لتمديد فترة التصويت، وقال إن عملية التصويت تسير على مايرام ولاحاجة لاستخدام هذه الصلاحية لتمديد التصويت.
غير انها تؤكد ان جهدها نجح في تشجيع الناخبين على الخروج للتصويت بكثافة في الانتخابات.
ويقول المصوتون مبكرا في الانتخابات انهم لن يتمكنوا من الحصول على اجازة من اشغالهم للتصويت يوم الثلاثاء.
ويقول مسؤلو الانتخابات إن مشكلات فنية تحول دون تمديد فترة التصويت.
وقبل بدء يوم التصويت النهائي بساعات، قالت نتائج استطلاع، أجرته شبكة إن بي سي مساء الاحد (بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة)، إن أوباما سوف يحصل على تأييد 48 في المائة مقابل 47 بالمئة سيحصل عليها رومني من أصوات الناخبين المحتملين.
ومع أن الفارق هو واحد في المائة فقط، فإن نتائج الاستطلاعات ترجح، حسب قول الشبكة الاخبارية، ان أوباما سوف يحصل على 304.9 صوتا بينما سوف يفوز رومني ب 231.1 صوتا في المجمع الانتخابي المؤلف من 538 صوتا.
ويقول محللون إن التقارب في النسبة المئوية من اصوات الناخبين المحتملين دفع حملتي المرشحين المتنافسين إلى أن يصبوا كل جهودهم من الآن وحتى فتح باب مراكز الاقتراع على الولايات الحاسمة التي توصف بالولايات المتأرجحة التي لا يتمع فيها اي من الحزبين الديمقراطي او الجمهورية بشعبية واضحة.
وقالت النتائج إن 80 في المائة من سكان مناطق ساحل الشمال الشرقي يؤيدون طريقة تعامل الرئيس أوباما مع اعصار ساندي الأخير.
وسبق ذلك استطلاع اجرته شبكة آيه بي سي الاخبارية وصحيفة واشنطن واشارت نتائجه تعادل أوباما ورومني بنسبة 48 في المئة.
ويشير محللون إلى ان هذا ساعد في تقوية موقف أوباما في السباق مع رومني.
ومن ناحية أخرى، اشارت نتائج الاستطلاع الى ان أوباما يتفوق بنسبة 7 في المائة في التصويت المبكر حيث حصل الرئيس الامريكي على 51 في المائة مقابل 44 في المائة لرومني.
وتشير التقديرات إلى أن من كل عشرة ناخبين، يصوت أربعة مبكرا.
وبينما يزور رومني ولايات أوهايو وبنسيلفينيا وفيرجينيا، يزور أوباما ولايات فلوريدا وأوهايو وكولورادو.
تاريخيا يصوت الامريكيون من اصول افريقية لمرشح الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية.
غير ان مشاركتهم في اي انتخابات لم تكن تحمل اهمية كبيرة، فهم لا يشكلون سوى اثني عشر في المئة من الشعب الامريكي ولم تكن تكترث غالبيتهم العظمى لعملية الانتخاب.
هذا الواقع اختلف في انتخابات 2008، اذ الهب حماسهم حينها اول مرشح امريكي من اصل افريقي يتنافس على منصب الرئيس فشاركوا بنسبة غير مسبوقة في عملية التصويت تجاوزت التسعين في المئة.
غير ان حلم التغيير الذي حمله باراك اوباما لم يغير كثيرا من واقع الامريكيين الافارقة، فنسبة البطالة بينهم تجاوزت في السنوات الثلاث الاخيرة الاربعة عشر في المئة وهي ضعف نسبة البطالة على المستوى الوطني.
فهل يقبل الامريكيون من اصول افريقية بالكثافة نفسها على صناديق الاقتراع في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني؟
اي جي سكوت امريكية من اصل افريقي كانت شاهدة على الحدث التاريخي وهي تستعد كي تراه يتحقق مرة جديدة كما تقول، وتضيف اي جي ان انتخاب اوباما غير حياتي وحياة الامريكيين من اعراق مختلفة، لقد بتنا نؤمن ان لا شيء مستحيل وان امريكا قابلة للتغيير .
وتعترف اي جي بصعوبة المهمة الملقاة على عاتق اوباما وبان الانجازات التي حققها لا تلائم حجم التوقعات التي تطلع اليها الامريكيون من اصول افريقية ومع هذا لا تزال ترى فيه، كتسعين في المئة من ابناء عرقها، الخيار الصائب.
اما اولويات الناخبين الامريكيين من اصل افريقي فلا تختلف عن اولويات الناخب الابيض او من اصول لاتينية اوعربية، كما يقول فرانك نيوبورت من معهد غالوب ، فهم يريدون العيش برخاء وارسال اطفالهم الى مدارس وجامعات جيدة والحصول على عمل.
ولا يرى نيوبورت اي تغير في توجهات الامريكيين الافارقة الانتخابية فاصواتهم ستصب بالتأكيد في مصلحة المرشح الديموقراطي والرئيس الاسود الاول باراك اوباما الا انه يتخوف من حجم الاقبال على عملية الاقتراع مع غياب الحماس او المحفزات.
وبحسب استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب فان خمسة في المئة فقط من الناخبين الافارقة سيصوتون للمرشح الجمهوري ميت رومني وخمسة في المئة منهم متأرجحون، اما النسبة الباقية فتؤيد اوباما لكن دون تقديم ضمانات عن مشاركتها الحتمية في عملية التصويت.
يبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الامريكية نحو اثني عشر مليون شخص غالبيتهم من اصول لاتينية، وقد اخفقت الادارات المتتالية في ايجاد حل دائم لقضية الهجرة غير الشرعية نظرا للاختلاف الجذري في موقفي الحزبين الديموقراطي والجمهوري من القضية.
ويتفق المرشحان للرئاسة باراك اوباما وميت رومني على ضرورة تقديم حل شامل لقضية الهجرة غير الشرعية، الا ان اختلافهما واضح بشان كيفية التوصل الى هذا الحل.
ويقول مارك لوبيز من مركز بيو للابحاث ان اهم الاختلافات بين الحزبين تكمن في سياسة مراقبة الحدود وايضا تمهيد الطريق امام المهاجرين غير المسجلين للحصول على الجنسية، وهذا ما اصر عليه اوباما الذي عزز الامن على الحدود وعمد الى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين ارتكبوا جرائم ودفع باتجاه بعض الاصلاحات ليحصل بعض المهاجرين غير الشرعيين على اقامات شرعية وهذه سياسات يعارضها رومني .
الا ان اوباما لم يقدم مشروعا شاملا لاصلاح قانون الهجرة كما وعد خلال حملته الانتخابية في العام الفين وثمانية اولا بسبب تركيزه على الازمة الاقتصادية وملف الرعاية الصحية وثانيا لمعارضة الجمهوريين في الكونغرس لخططه لاسيما ما يعرف بدريم اكت الذي يتيح للطلاب الذين خدموا في الجيش الحصول على الجنسية الاميركية .
اما رومني فقد عارض بشدة منح اعفاءات عامة عن المهاجرين غير الشرعيين واكد انه اذا ما وصل الى البيت الابيض سيوقف العمل بالقرار التنفيذي الذي اصدره اوباما في حزيران الماضي واتاح للمقيمين غير الشرعيين ممن قدموا الى الولايات المتحدة قبل بلوغهم سن السادسة عشرة الحصول على اقامة مؤقتة لعامين قابلين للتجديد شرط ان يكونوا غير متورطين في اعمال جرمية.
وفي خضم الحملات الانتخابية تظهر اهمية ملف الهجرة اذا انه لا يمكن تناول هذا الملف دون الاشارة الى الامريكيين من اصول لاتينية، فمعظم المهاجرين غير الشرعيين هم من اصول لاتينية ايضا وبالتالي يشكل هذا الملف قضية اساسية بالنسبة لهذه الشريحة من الناخبين كما يقول لوبيز .
ويمثل الامريكيون من اصول لاتينية ثقلا انتخابيا لاسيما في ولايات متأرجحة كفلوريدا وكولورادو ونيفادا من هنا يسعى المرشحان الديموقراطي والجمهوري لاستقطاب تأييدهم وقد تركت خطوات اوباما حيال ملف الهجرة اثرا ايجابيا بينهم.
وبحسب استطلاع اجراه مركز بيو فان واحدا وستين في المئة من الناخبين من اصول لاتينية يرون ان الحزب الديموقراطي اكثر اهتماما بقضاياهم من الحزب الجمهوري والمثير للاهتمام في هذه الارقام انها النسبة الاعلى منذ عشر سنوات وتظهر تفضيل الامريكيين من اصول لاتينية مرشح الحزب الديموقراطي.
وحاول رومني سحب هذا التأييد من منافسه عبر تحييده ملف الهجرة في حملاته الانتخابية وتركيزه على ارتفاع نسبة البطالة بين الامريكيين ذات اصول لاتينية الا ان استطلاعات الرأي لا تزال تظهر ان نحو سبعين في المئة من الامريكيين من اصول لاتينية سيصوتون لاوباما في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني.
النداء الاخير قبل اندلاع ربيع أمريكا
عامر سلطان - ميامي
صوت المرشحين باراك أوباما وميت رومني المبحوحة من الانهاك، وعيونهما الذابلة من الارهاق تقول الكثير عن أحوال أمريكا التي تعتبر نفسها أعظم دولة في العالم والاقوى في التاريخ.
رغم السفر الطويل، خلال أسابيع قصيرة، طاف أوباما ورومني انحاء القارة الأمريكية الشمالية، ولم يضيع كلاهما دقيقة من الساعات الأخيرة لاقناع الناخبين بأنه ، وليس غيره ، يملك خريطة طريق يأخذ البلاد إلى ربيعها.
عندما تابعت، من شيكاغو بولاية إلينوي، السباق الانتخابي قبل اربع سنوات بين أوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين، كانت الشعارات شبيهة بما نسمعه: التغيير الحقيق ، الحفاظ على الحلم الامريكي ، استعادة تفوق أمريكا ، ترسيخ قيادة الأمريكيين في العالم. حينها لم تكن حدة الانقسام واضحة بما يوحي بأن امريكا فقدت الاتجاه ، كما هو الحال في عام 2012.
يقول أوباما إنه يريد فترة ثانية لاستكمال مشروع التغيير الحقيقي الذي بدأ في يناير عام 2009. هذا المشروع يشمل: الخلاص من مخلفات ثمانية سنوات من حكم الجمهوريين ، انتشال الاقتصاد من عثرته، لم الجيوش الامريكية في الخارج وتوفير الاموال المنفقة على الحروب وعلى مشروعات الجمهوريين العسكرية في الخارج، وهذا يعزز أمن أمريكا ويخلصها من اعدائها كما حدث مع بن لادن، وبناء الجسور مع الصين والتفاهم مع روسيا، والاقتراب اكثر من الناس والشعور بمشاكلهم .. هذا ما سيكرس قيادة أمريكا للعالم. فكلما تكون أمريكا قوية في داخلها ، تتعزز مكانتها في العالم.
الجمهوريون يسخرون. ويعرضون طريقا آخر.
أوباما لا يريد فترة ثانية بل فرصة ثانية ، يقول رومني.
مشروع الجمهوريين البديل هو: تغيير حقيقي يقوم على تعزيز الأعمال الصغيرة والكبيرة الخالقة للوظائف لتقليل نسبة البطالة التي لا تزال 7.9 في المائة، زيادة ميزانية الجيش بما يضمن تفوق أمريكا العسكري الهائل بما يمكنها من ملاحقة أعدائها في أي مكان وعلى رأسهم القاعدة حتى لا تكرر مآساة بنغازي جيت ، ووقفة حاسمة مع الصين وروسيا.
لكل من المشروعين المتعارضين تأييد كبير يعكسه الانقسام الحاد في آراء الناخبين الامريكيين، ما يعني أن فوز أيهما بالانتخابات سيعني بالضرورة تفويضا شعبيا بالتنفيذ، وهو ما يعني، أيضا، أن العالم مقبل على ربيع أمريكي سواء فاز أوباما أو رومني.
وقبيل أن يبدأ التصويت النهائي، وجه أوباما ورومني نداءهما الأخير للناخبين كي يصوتوا لمصلحة مشروعه للتغيير والاصلاح لانقاذ أمريكا.
ولو أردت معرفة مدى حماس الناس شوقا ل ربيع الاصلاح والانقاذ الموعود، فإليك ما قاله ناخب أمريكي اضطر للتصويت المبكر (بسبب ظروف عمله) في اتصال أجراه مع مسؤول الانتخابات في ولاية فلوريدا للشكوى : لسنا في كوبا أو الصين .
وقال الرجل وقد انتفخت أوداجه احمرارا من الانفعال: نريد أن نصوت .
في مركز اقتراع آخر، هتف الناخبون غاضبين: دعونا نصوت وكأنهم لم يصوتوا من قبل في حياتهم.
نظرة عرب اميركا لاوباما ورومني
محمود القصاص - بوسطن
كثير من العرب الذين التقيت بهم في الولايات المتحدة قالوا انهم يؤيدون باراك اوباما لمجموعة متنوعة من الاسباب، بعضها مرتبط بسياساته الداخلية، والآخر مرتبط بمواقفه من العالم العربي والاسلامي.
من بين مؤيدي اوباما مريم شاهين، وهي امريكية مصرية تعمل في المجال الطبي، وترى ان مشروع التأمين الصحي الذي حارب اوباما طويلا لاقراره، رغم معارضة الجمهوريين، هو انجاز حقيقي عاد بالنفع على ملايين الامريكيين.
فمن الغريب، حسبما تقول مريم، ان تكون الولايات المتحدة اكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، وفي ذات الوقت يفتقر الملايين من مواطنيها للتأمين الصحي لدرجة ان الامريكي معرض للافلاس اذا مرض بشكل يفوق المواطن باي دولة اخرى متقدمة.
هذا بالاضافة الى قيام اوباما بتخفيض الديون على قروض الطلبة، ودعمه لحقوق المرأة، ولهذا يحظى اوباما بدرجة اوسع من التأييد بين الامريكيات وبين الطلبة.
علاوة على ذلك سعي اوباما لتحسين العلاقة مع المسلمين، حتى لو لم يحقق الكثير، الا ان موقفه لايقارن برومني الذي طالب بعد هجمات سبتمبر بتشديد القيود على المساجد.
هذا الجانب بالتحديد، علاقة اوباما بالمسلمين الامريكيين وبالعالم الاسلامي، هو الدافع الاول لتأييد اوباما بالنسبة الى محمد غرايسة، وهو جزائري امريكي قام بتأسيس وادارة جمعية تاسيلي الخيرية الاسلامية.
يؤكد غرايسة ان الضغوط على المسلمين والمؤسسات الاسلامية في الولايات المتحدة قلت كثيرا في عهد اوباما، كما قلت ملاحقات الاجهزة الامنية.
ويرى ان اوباما بحكم انه عاش فترة في اندونيسيا اكثر انفتاحا وتسامحا مع الثقافة الاسلامية مقارنة بالجمهوريين بشكل عام، ومن بينهم رومني الذي كان محافظا لولاية ماساشوستس عندما وقعت هجمات سبتمبر، وقال علنا انه لايثق بالمسلمين.
تبدو الصورة مختلفة عند قطاع من المسيحيين العرب، خاصة الناشطين ضمن الكنائس المتعددة المنتشرة في الولايات المتحدة، والتي تربط بعضها صلات اعمق مع الحزب الجمهوري.
من بينهم الاب سينوت ابراهيم، وهو مصري امريكي وراعي الكنيسة العربية المعمدانية في بوسطن، الذي يرى ببساطة ان اوباما مخادع، وانه يتحدث كثيرا ويعد كثيرا ولا يحقق شيئا.
وعلى النقيض كما يقول الاب سنوت، فان رومني انسان واضح وقادر على تنفيذ ما يعد به خاصة في مجال الاقتصاد.
ويرى سينوت انه يجب ان يكون الولاء الاول لاي امريكي مهاجر هو للولايات المتحدة، وبناء على ذلك يجب ان يكون تصويته في الانتخابات لمن هو اقدر على ادارة الامور داخل الولايات المتحدة، وليس على اساس موقف المرشح من العالم الاسلامي او العالم العربي.
رؤية الاب سينوت تختلف بشكل اساسي عن رؤية كثير من المسلمين الامريكيين، والذين يؤيد اغلبهم اوباما، حسبما سمعت من كثير من الناشطين.
اما النسبة الاقل التي تؤيد رومني من المسلمين الامريكيين فبسبب الوضع الاقتصاد بشكل اساسي.
وكما قال محمد الجهمي، وهو امريكي ليبي، ان رومني رجل عصامي حقق نجاحا كبيرا في عالم التجارة وقادر على نقل هذا النجاح الى الادارة الامريكية.
بل ان الجهمي يرى ان انتماء رومني الى طائفة المورمون، وهي اقلية، ربما يجعله اكثر استعدادا لاستيعاب الثقافات الاخرى مثل الثقافة الاسلامية.
غير ان كثيرين لا يتفقون مع هذه الرؤية، ويظل اوباما هو الخيار الافضل عند اغلب العرب المسلمين في الولايات المتحدة.
العرب في مدينة بوسطن
محمود القصاص - بوسطن
التقيت مع عدد من المهاجرين العرب في مدينة بوسطن الذين شكلوا مجموعة على الفيس بوك تحمل اسم العرب في بوسطن Arabs in Boston. سألتهم عن اهم القضايا التي تشغلهم في انتخابات الرئاسة الامريكية هذا العام، والتي على اساسها يشكلون مواقفهم السياسية.
من الواضح من النقاش مع اعضاء هذه المجموعة، ومع غيرهم من المهاجرين الذين تحدثت اليهم، ان هناك قضايا مشتركة تتصدر اهتمام الكثير من العرب في الولايات المتحدة، وان اكثر هذه القضايا هي قضايا داخلية ترتبط بالحياة اليومية للمهاجر العربي، فيما تقل اهمية قضايا السياسة الخارجية الامريكية نسبيا، على عكس ما قد يعتقد البعض.
من ابرز هذه القضايا كما يقول مصعب السراي، وهو مهندس عراقي ومؤسس مجموعة عرب في بوسطن Arabs in Boston، انه لا توجد مساعدات كافية من الحكومة الامريكية للحصول على عمل، او التأهيل لسوق العمل، وبالتالي اضطر بعض المهاجرين الى مغادرة الولايات المتحدة، والبحث عن فرص عمل في دول اخرى، وبالتالي فان المهاجر العربي، مثله مثل باقي المقيمين في الولايات المتحدة، يهتم كثيرا بالقضايا الاقتصادية.
في ذات السياق تقول سالي كاظم، وهي امريكية عراقية، ومهندسة في شركة انجستروم ادفانسد الامريكية، ان الوضع الاقتصادي صعب حاليا في الولايات المتحدة، وهناك قدر من التمييز في سوق العمل ضد المهاجرين، لكن هذا التمييز اقل كثيرا في بوسطن من غيرها من المناطق في الولايات المتحدة. ويبقى التحدي الاكبر امام المهاجر للحصول على فرصة عمل جيدة هو الحصول على مؤهلات دراسية امريكية. غير ان الدراسة بالجامعات الامريكية مكلفة للغاية، ويتطلب الامر العمل والدراسة في نفس الوقت لتوفير نفقاتها، وهو امر بالغ المشقة.
هناك مشكلة اخرى بالغة الاهمية بالنسبة للمهاجرين المسلمين، وهي المخاوف من الاسلام والمسلمين، او ما يعرف بالاسلاموفوبيا ، وهو مايرجع اساسا الى الجهل الشديد بالدين الاسلامي والثقافة الاسلامية كما تقول منال الكردي، وهي امريكية لبنانية تعمل باحدى شركات الادوية، هذا بالاضافة الى ترويج بعض وسائل الاعلام لصورة سلبية عن المسلمين دون اهتمام بعرض الجوانب الايجابية، والنتيجة ان اغلب الامركيين لديهم فكرة مشوهة للغاية عن المسلمين.
وتؤيد ايناس الحديدي، وهي مصرية امريكية، ما تقوله منال، وتضيف ضاحكة انه احيانا يسألها بعض الامريكيين اذا كانت من اسرة اسامة بن لادن لأنه، ببساطة شديدة، يظن هؤلاء ان كل المسلمين ينتمون بشكل او بآخر الى بن لادنّ، ولا يعرفون الا صورة الاسلام والمسلمين كما يقدمها الاعلام الامريكي.
وفي هذا السياق يرى اغلب المسلمين الذين التقيت بهم ان باراك اوباما افضل كثيرا من ميت رومني نظرا لان اوباما اهتم بتحسين علاقة ادارته مع المسلمين داخل الولايات المتحدة، ومع العالم الاسلامي بشكل عام، فيما لا يبدي رومني اهتماما يذكر بهذا الجانب.
لكن رغم كل هذه الصعوبات تظل الاحلام والتطلعات كبيرة للعرب الذين التقيت بهم في بوسطن، فقد هاجروا بحثا عن حياة افضل. وكما تقول سالي كاظم انه يكفي الامان الذي يعيشون فيه، والذي افتقدته في بلدها الام، العراق، ولو لم تكن الفرص افضل في الولايات المتحدة لما بقي بها المهاجرون.
هموم العرب الامريكيين
محمود القصاص - بوسطن
اخيرا وصلت الى مدينة بوسطن الامريكية بعد رحلة شاقة وطويلة، وهي مدينة صغيرة نسبيا يغلب عليها الطابع الاوروبي، وتطل على المحيط الاطلنطي مباشرة، الا ان الاعصار ساندي كان اكثر رحمة بها من مدن ساحلية اخرى مثل نيوجيرسي التي شهدت العدد الاكبر من ضحايا الاعصار، وانقطعت الكهرباء عن ملايين من القاطنين بها.
تحتضن مدينة بوسطن مجموعة من المهاجرين العرب الذين جاءوا من دول متعددة، منها العراق ومصر وفلسطين ولبنان وسورية والمغرب، وهم مثلهم مثل باقي المقيمين في الولايات المتحدة يشكون من صعوبة الاوضاع الاقتصادية، وقلة الوظائف المتاحة، هذا بالاضافة الى المشكلات التي يعاني منها العرب بشكل خاص، مثل الصورة النمطية السلبية عن العرب والمسلمين، والشكوك في ولائهم للولايات المتحدة حسبما تروج بعض مجموعات الضغط الناشطة على الساحة الامريكية.
ولاشك ان الوضع الاقتصادي هو من ابرز القضايا في هذه الانتخابات، وبشكل خاص توفير فرص العمل لملايين العاطلين. ونظرا لأن المنافسة قاسية في سوق العمل الامريكي، فقد قرر مجموعة من الشباب العربي تكوين شبكة للمهنيين من العرب الامريكيين Network of Arab America professional، من بينهم طارق ابو جبارة، وهو امريكي من اصل اردني-فلسطيني.
يقول ابو جبارة ان هذه الشبكة تحاول مساعدة المهنيين العرب على الارتقاء بقدراتهم، والحصول على المؤهلات اللازمة للحصول على فرص عمل تناسب قدراتهم، خاصة وان كثيرا من المهاجرين يواجهون مشكلة ان مؤهلاتهم التي حصلوا عليها من بلادهم الاصلية لا تناسب احتياجات السوق الامريكي، ولابد من اعادة الدراسة والتأهيل لكي يصبحوا قادرين على مواجهة المنافسة القاسية في سوق العمل.
ولعل الحصول على فرصة عمل مناسبة من اكبر هموم المهاجر العربي الذي يواجه من جانب انظمة مختلفة للدراسة والعمل لابد ان يتوافق معها، ويواجه من جانب آخر مشكلة التمييز ضده في سوق العمل في بعض الاحيان.
وفي هذا السياق يقول ناصر ودادي، وهو مدير التوعية في المؤتمر الاسلامي الامريكي في بوسطن، الذي يعرف اختصارا ب AIC ان اي زيادة في نسب البطالة تؤثر اولا على المهاجرين الجدد ومنهم العرب. وهذا يعني ان اي هجوم ارهابي تتعرض له الولايات المتحدة سيدفع المهاجرون العرب ثمنه من ناحيتين: اولا تراجع الاقتصاد وزيادة البطالة للجميع وعلى رأسهم المهاجرون، ثانيا مسارعة اجهزة الامن بتوجيه الشكوك الى المهاجرين العرب والمسلمين، ومسارعة اجهزة الاعلام الى الحديث عن تورطهم قبل ان يثبت فعليا اي تورط!
اذن يعاني العرب من المشكلات العامة التي يعاني منها باقي الامريكيين، ويعانون من مشكلاتهم الخاصة كمهاجرين عرب. اعانهم الله.
الاعصار ساندي، وسباق الرئاسة
محمود القصاص - بوسطن
لا سامح الله الاعصار ساندي الذي أطال زمن رحلتي الى الولايات المتحدة، وجعلها أشد مشقة وأكثر تعقيدا. في البداية ألغيت الرحلة من لندن الى مدينة بوسطن الامريكية، ووجدت لي شركة الطيران الامريكية رحلة بديلة في اليوم الثاني على الخطوط الكندية الى مدينة تورنتو في كندا، ثم منها الى بوسطن. ثم ألغيت الرحلة مرة اخرى من تورنتو الى بوسطن رغم ان الاوضاع في بوسطن افضل نسبيا من مدن اخرى بسبب حرص شركات الطيران على تجنب المخاطرة في مثل هذه الظروف.
كانت رحلتي ضمن آلاف الرحلات التي ألغتها شركات الطيران، هذا بالاضافة الى اغلاق خطوط مترو الانفاق في نيويورك، وانقطاع الكهرباء عن ملايين الامريكيين، وخسائر بمليارات الدولارات، وكل هذا بالطبع جعل الاعصار ساندي يتصدر قائمة اهتمامات الرئيس باراك اوباما ومنافسه ميت رومني.
وكالعادة تسابقت شبكات الاخبار الامريكية في تقييم اداء اوباما ورومني في التعامل مع الخسائر التي تسبب فيها الاعصار. كان اوباما حريصا على ان يظهر بصورة القائد القادر على التعامل مع الازمات، والا يواجه الانتقادات القاسية التي طالت جورج بوش الابن في تعامله مع الاعصار كاترينا. ولهذا قام اوباما على الفور بقطع جولاته الانتخابية وعقد عدة اجتماعات مع فريق الازمات، وتابع بشكل خاص الاوضاع في نيويورك ونيو جيرسي، وهما المدينتان الاكثر تضررا من الاعصار ساندي.
اغلب المراقبين والمحللين يرون ان اداء اوباما كان ناجحا، ومنهم مؤرخ لانتخابات الرئاسة اسمه آلان ليتمان Allan Lightman قال ان اوباما تعامل مع الاعصار ساندي بشكل افضل كثيرا مما قام به جورج بوش الابن تجاه اعصار كاترينا، كما انه فصل بين الحملة الانتخابية، وبين جهوده لمساندة المتضررين من الاعصار، وهي سياسة ناجحة جنبته الانتقادات التي وجهت لرؤساء سابقين بسبب استغلال الكوارث لتحقيق مكاسب انتخابية. كما ان الاعصار اثبت ان دعوة رومني لنقل صلاحيات مواجهة الكوارث من الحكومة الفدرالية الى الولايات كانت خاطئة.
على الجانب الآخر قام رومني ايضا بالغاء بعض الجولات الانتخابية، كما قام بتحويل لقاء مع الناخبين في ولاية اوهايو الى قافلة لجمع المساعدات للمتضررين من الاعصار، وطالب انصاره بتقديم المساندة قدر المستطاع.
اذن تحول اعصار ساندي الى ساحة للمنافسة بين اوباما ورومني، الا ان الضغوط اكبر على اوباما لأنه في موقع المسؤولية، ويبدو انه نجح في تحويل ادارة ازمة الاعصار الى نقاط لصالحه، وليست ضده.
الاحد: 28 اكتوبر/تشرين الاول
يشكوا اغلب العرب الامريكيين الذين تحدثت اليهم من ضعف تأثير العرب على صناعة القرار في الولايات المتحدة، هذا على الرغم من ان عدد المهاجرين العرب بلغ حوالي ثلاثة الى اربع ملايين فرد حسب الكثير من الدراسات.
ويعمل بعضهم في جامعات ومراكز ابحاث امريكية معروفة، وهناك منهم ناشطون في صفوف الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي والجمهوري، وهناك من حققوا نجاحا ملحوظا في مجال التجارة.
وكما قالت لي ايناس الحديدي، وهي امريكية مصرية من الجيل الثاني، بلغة عربية تغلب عليها اللكنة الانجليزية انه لا اعذار لاستمرار ضعف التأثير العربي لأن العرب لديهم الاموال والعلماء، ولكن عليهم ان يعملوا في الحياة السياسية بشكل منظم.
ونفس الرأي بنفس اللكنة سمعته من سارة فيصل، وهي ايضا امريكية اردنية من الجيل الثاني، التي تريد ان يحافظ العرب على خصوصيتهم الثقافية، ولكن في نفس الوقت عليهم ان يعملوا بشكل فعال في الحياة السياسية الامريكية كما تفعل مجموعات اخرى من المهاجرين.
غير ان وضع المهاجرين العرب في الولايات المتحدة له خصوصيته، اذ ان هؤلاء المهاجرين ينتمون الى اكثر من 20 دولة عربية تختلف في تركيبتها الاجتماعية وانظمتها السياسية، وتنعكس هذه الاختلافات على المنظمات والهيئات التي تنشط بين العرب الامريكيين، اذ ان هذه المنظمات كثيرا ما ترتبط بدولة معينة، وتتبنى نفس مواقفها السياسية، الامر الذي يثير الخلاف مع منظمات او مؤسسات اخرى.
علاوة على ذلك ينتمي العرب الامريكيين الى طوائف دينية مختلفة، وتشير بعض التقديرات الى ان قرابة نصفهم يعتنقون الديانة المسيحية. وينقسم اتباع الاسلام والمسيحية الى طوائف، ابرزها السنة والشيعة بين المسلمين، والارثوذكس والكاثوليك بين المسيحيين.
ونتيجة هذا الانقسام الطائفي تنشط هيئات ومؤسسات لخدمة ابناء طائفة بعينها، مثل المراكز الاسلامية السنية، او المراكز الشيعية، او افرع الكنيسة القبطية.
اذن ينقسم المهاجرون العرب بين عدة جاليات عربية، وليس جالية واحدة، وتنقسم الجمعيات والمنظمات التي تمثلهم على اساس الارتباط بالوطن الاصلي، او بنظام سياسي معين، او بطائفة دينية، وينتهي الامر في النهاية بضعف تأثيرها.
على الجانب الآخر تبدو الصورة مختلفة عند النظر الى المجموعات التي تمثل يهود الولايات المتحدة، اذ ان هذه المجموعات تقوم باتخاذ مواقف تدعم سياسات اسرائيل، وليس عدة دول تتباين مواقف انظمتها مثل العرب.
لكن رغم هذه الاختلافات بين العرب الامريكيين، تبقى الكثير من القضايا المشتركة التي يهتم بها اغلبهم، مثل مشكلات الهجرة والعنصرية والهوية، وتؤثر على مواقفهم الانتخابية، وهو ما سنحاول ان نتعرف عليه في اليوميات القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.