في الآونة الأخيرة بدأ العالم ينظر على إيران من خلف عدسة الفن السابع "السينما"، فأضحت السينما الإيرانية تأخذ مكانة مغايرة حول العالم خاصة بعدما صعد الكثير من الأفلام السينمائية إلى منصات التتويج العالمية، وأتي منها تتويج المخرج الإيراني جعفر يناهي بالسعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي الدولي، عن فيلمه مجرد حادث، كما كان للفيلم الإيراني بذرة التين المقدس" للمخرج السينمائي الإيراني محمد رسولوف، حضورا قويا ونافس على جائزة أفضل فيلم روائي عالمي في الأوسكار عام 2025. وهو الفيلم الذي تم تصويه سرًا بداخل إيران، لينضم إلى قائمة الأفلام التي تم تصويرها سرًا بداخل إيران في السنوات الأخيرة. أفلام في منصة التتويج العالمية "أمل جديد" لم يكن المخرج الإيراني محمد رسولوف الذي كان له حضورا قويا في جوائز الأوسكار عن فلميه "بذرة التين المقدس" والذي نافس على جائزة أفضل فيلم روائي عالمي، لكنه حاز على جائزة السعفة الذهبية في كان، ولكن سبقه المخرج الإيراني أصغر فرهادي والذي حصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، عن فيلمه "البائع" الفيلم ، وقد تم إصداره عام 2016، والفيلم من بطولة ترانة عليدوستي، وشهاب حسيني، وبابك كريمي. وهي المرة الثانية التي يحقق فيها فرهادي هذه الجائزة بعد فليم A Separation ، والذي تم إنتاجه عام 2011، والفيلم من بطولة شهاب حسيني، وليلى حاتمي، وسارة بيات، وسارينا فرهادي، وهو أول الأفلام التي حصلت على جائزة الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي، ليجسد هذ الفوز أملاً جديدًا يدب الروح في السينما الإيرانية، خاصة بعد أن استطاع الفيلم ان يحصد ما يقرب من ال 30 جائزة عالمية منها جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في 2012، بجانب جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وجوائز الأداء التمثيلى في مهرجان برلين ، وكان من نصيب كل من البطل والبطلة وجائزة الدب الفضى، وجوائز في المونتاج والتصوير وكذلك التأليف. في مهرجان أبوظبي السينمائي 2011، وحصل أيضًا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
الكثير من الأعمال السينمائية صعدت إلى منصات التتويج العالمية وآخرها فوز المخرج الإيراني جعفر يناهي بالسعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي
وكان هذا الفوز غير المسبوق للأفلام الإيرانية على الصعيد العالمي أعاد الأمل من جديد للسينما الإيرانية التي انحازت للإبداع الإنساني رغم الحصار الفكري الذي يتم ممارسته على الفنانين الإيرانيين ، والتنكيل بهم ووضعهم في السجون وتوجيه إليهم تهمة ممارسة الفن . إبداع خلف الستار وصف الكثير من النقاد السينما الإيرانية ب "الإبداع تحت القمع" فقد اتسمت بعدة سمات كثير أبرزها أنها أفلام انتصرت للإنسانية ومعاناة الإنسان، هذا الطابع الإنساني في الأفلام الإيرانية جعلها تأخذ مكانة على الساحة لعالمية، فالكثير من المخرجين ومنتجي الأفلام والممثلين هم محكوم عليهم بأحكام قضائية وأغلبهم يعيشون فارين في المهجر ومنهم المخرج الإيراني محمد رسولوف والذي حُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات، وغيره الكثير والذين فروا هاربين من إيران خوفًا من الاعتقال إلا أن الممثلة الإيرانية "سهيلا غلستاني" والتي ظلت بداخل إيران وتواجه المحاكمة، وكل هذا لأنهم أرادوا فقط أن يكسروا قيود الرقابة وممارسة الفن بحرية، وإظهار شخصية المرأة الإيرانية التي ظلت قابعة خلف القيود وعدم السماح لها بالظهور عبر الشاشات. أفلام تنتصر للإنسانية وقبل أن نتطرق لأهم الأفلام الإيرانية التي حازت على جوائز في كبرى المهرجانات العالمية، وموضوعاتها التي انحازت للإنسانية في المقام الأول، واستطاعت أن تعبر عن القمع الذي يعاني منه الفنانون والسينمائيون الإيرانيون والذين يضطرون إلى التصوير خلسة أو سرًا، بعيدًا عن أنظار الرقابة في إيران، وفرض السلطة القمعية، والهروب منها بعد أن كانت السلطات في ثلاثينيات القرن الماضي تشيد بالتصوير السينمائي بداخل طهران، فكان رئيس الوزراء محمد على فروغي قال بعدما مشاهدته الفيلم الإيراني "أبو الهوس" من إخراج إبراهيم مرادي والذي تم إنتاجه عام 1933 حينما قال معلقا بعدما شاهد الفيلم مرتين: "من حسن الحظ أنه يمكن ملاحظة التطور التدريجي في هذا المجال ولا سيمت في التصوير في طهران" تلك الكلمات التي أشاد فيها بعملية التصوير وتطويرها واستخدام المناظر الطبيعية في طهران والتي تحولت فيما بعد لمكان للقمع والتصوير خلسة وجعل الفنانين يواجهون تهم أولها أنهم يمارسون الفن وتشويه صورة البلد، واضطهاد الفنانين وجعلهم يلوذون بالفرار خوفًا من التنكيل بهم والزج بهم في السجون وخلف القضبان ويواجهون مصيرًا مجهولاً . وقد شهدت السينما الإيرانية حالات من الركود لتعود للنهضة وتنوعت موضوعات الأفلام ما بين السياسية التي تشيد بالجيش وتخلد دوره التاريخي، والأفلام التاريخية والسينما الترفيهية والتي أطلق عليها النقاد ب "سينما سلطة الرقص والغناء" والتي ظهرت في عام 1953 والتي تعتبر سنة التحول في السينما الإيرانية من حيث مضمون الأعمال وبداية لسلطة الرقص والغناء في السينما الإيرانية وقام وقتها عدد كبير من المخرجين بإنتاج تلك النوعية من الأفلام، وذلك بعد انقلاب التاسع عشر من أغسطس ضد رئيس الوزراء محمد مصدق، ليزيد عدد الأفلام المنتجة سنويًّا في عام 1952 من 7 إلى 20 فيلمًا سنة 1953، فقد كان منتجو الأفلام الفارسية يتحكمون بأذواق المجتمع من خلال نوع الدعايات وذلك من أجل الحصول على الأموال عن طريق إرضاء الاذواق بواسطة ادخال مشاهد الرقص وغناء الرقصات شبه العاريات حتى لو لم هناك حاجة لوجودهم وتعتبر الممثلة "مهوش" هي الوجه المعروف لهذه النوعية من الرقص والغناء وجزءا لا يتجزأ من تلك الأفلام، وذلك من أجل جلب الأرباح، لتحلق ب "مهوش" العديد من الراقصات التي كانوا يستعان بهم لأداء تلك المشاهد الراقصة ومنهن "عزيزة" و"جميلة"، و"ناديا" و"طاووس" لدرجة أنه كان يتم تصوير تلك المشاهد بالألوان، بل وكان يتم عرض البعض منها اثناء عروض الأفلام الأجنبية بداخل السينمات كعامل جذب للجمهور، حتى أنه تم ظهور أول فيلم إيراني ملون عام 1953 ، وهو فيلم "كرداب" أو الدوامة للمخرج "هوشنكك محبوبيان" لتسبق ايران الكثير من السينمات العربية في الأفلام الملونة بعد أن قامت مصر بإنتاج فيلم أول فيلم روائي طويل بالألوان وهو فيلم "بابا عريس" والذي تم إنتاجه عام 1950 من إنتاج استوديو مصر وبطولة نعيمة عاكف شكري سرحان وفؤاد شفيق، وتأليف وإخراج حسين فوزي. "سينما سلطة الرقص والغناء" والتي ظهرت في عام 1953 والتي تعتبر سنة التحول في السينما الإيرانية من حيث مضمون الأعمال وبداية لسلطة الرقص والغناء في السينما الإيرانية
نقطة التحول في تلك الفترة يجب أن نعترف أنا المثير من النقاد يخطيئون حينما يقومون بتشريح أي عمل فني بعيدًا عن الظروف الاجتماعية والسياسية التي تتخذها أو تنتهجها أي دولة من الدول فالفن كما هو معروف هو انعكاس لثقافة المجتمعات، وفي بعض الأحيان يكون له بعد استشرفي، فمن مرحلة الغناء والرقص الشبة عاري وتقديم فقرات غنائية وراقصة حتى بين مشاهدة الأفلام الأجنبية بداخل السينمات، إلى القمع ومنع المرأة من الظهور على الشاشة، والتي كانت نتاجا طبيعيا للانقلابات السياسية وفرض سياسة القمع باستخدام الدين كسلاح، وظهور قانون الرقابة على الأفلام الإيرانية، والذي تخطى أيضًا عرض الأفلام الأجنبية والتي يمكن أن تتناول موضوعات أو تحتوى على أي إشارة ضد الشاه أو الملكة أو المسئولين في البلاط، لتحكم الرقابة قبضتها على الأفلام في عام 1954 ، تلك اللجنة التي كان أعضاؤها مكون من بعض الجنرالات في الحكومة، والتي وصل بها الحد إلى فرض رقابة على الجهور نفسه وقد تم إصدار قرار بمنع دخول من هم دون سن السادسة عشرة.. لتبدأ لسلسلة كبيرة من أحكام القبضة الرقابية على دور السينما ومن ثم الأفلام.
فمن مرحلة الغناء والرقص الشبة عاري وتقديم فقرات غنائية وراقصة حتى بين مشاهدة الأفلام الأجنبية بداخل السينمات، إلى القمع ومنع المرأة من الظهور على الشاشة، والتي كانت نتاجا طبيعيا للانقلابات السياسية وفرض سياسة القمع باستخدام الدين كسلاح، وظهور قانون الرقابة على الأفلام الإيرانية، والذي تخطى أيضًا عرض الأفلام الأجنبية
كانت لابد وأن نعود للتاريخ لنأخذ منه ما يتعلق ببداية القمع حول السينما الإيرانية والتي بدأت في العودة من جديد في غفلة من الزمن وبعيدًا عن أعين الرقابة، لتعكس شكل الحياة الإنسانية التي يعيشها الإيرانيون والتي غلب عليها الطابع الإنساني . السينما الإيرانية بعد الثورة الإسلامية هذا الوضع الذي وصلت إليه السينما الإيرانية ما قبل الثورة الإسلامية فقد عانت من القمع السلطوي خلال فترة شاه إيران لتأتي الثورة الإسلامية لتزيد الوضع سوءًا ، وعلى الرغم من مرور عشرات السنوات فقط استطاعت السينما الإيرانية أن تحقق نهوضًا عالميا قويًا وناجحًا، بالرغم من مرورها بمراحل صعبة، لتبدأ في النهوض مرة أخرى وتعتبر فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين بداية انطلاقة جديدة للسينما الإيرانية سواء على مستوى الصورة أو المستوى الفني أو التناول الموضوعي للأفلام، والتي يعتبرها النقاد ب "الانطلاقة الثانية للسينما الإيرانية، وذلك بعد أن شهدت دور السينما تدميرها خلال فترة الثورة، وتعرض الكثير منها للإحراق باعتبارها مكانا لنشر الفساد. "لقد ماتت السينما الإيرانية وطوي كتابها" هكذا كان توصف تلك المرحلة من تاريخ السينما الإيرانية، وكان يقال إن الجمهورية الإسلامية لن تقبل بوجود "فن السينما" هكذا كان الوضع وهو ما قاله الإمام الخميني في جريدة الجارديان :"أننا نعارض دور السينما التي تساهم في إفساد أخلاق الشباب، بما أنها مغايرة للثقافة الإسلامية، لكننا نوافق على البرامج التي تساعد في التهذيب، وتكون لصالح التربية الأخلاقية والعلمية السليمة للمجتمع" فهذا هو ردة فعل قائد الثورة الذي كان مرجعُا للشيعة، والسؤال هنا كيف استطاع الفن السابع أن يعيش وسط هذا القمع الرئاسي والمجتمعي فهي ثورة إسلامية، وهو ما قد تخوفنا منه خلال فترة حكم الإخوان المسلمين على مصر في أن يتم قمع الثقافة والفنون، لكن نجاح الشعب المصري ووعيه الذي خرج خلال ثور ال 30 من يوليو كان واعيًّا لهذا السيناريو لتستعيد مصر مرة أخرى من أيدي هؤلاء، ولن نستطيع أن ننسى هذا التحريض الصريح من قائد الثور ضد السينما والفنانين حينما قال في جريدة "دير شبيغل": "كانت السينمت تحاول تعطيل روح المقاومة في جيل الشباب في البلاد.. أعطونا نموذجا للسينما الأخلاقية، والسينما العلمية، فلا نعارضها" كان ذلك عقب دخوله إيران في عام 1979، وقال أيضًا :" نحن لا نعارض السينما، نعارض الفساد" وهنا كان القول الفصل باعتبار السينما ما هي الا فساد للعقل وللشباب وبالتالي المجتمع ليوسم السينما الإيرانية بوسمة لا يمكن أي فنان أن يعمل في ظلها، فبعد وجود أكثر من 524 دار سينما ناشطة تم إحراق ما يقارب من ال 200 دار عرض سينمائية خلال فترة الثورة وقد صودر البعض الآخر ووقع تحت يد إحدى المنظمات التي تدعي "بنياد مستضعفان" أو "مؤسسة المستضعفين" والتي تم تشكيلها بأمر من النيابة العامة للثورة والتي كانت تقوم بالإشراف على المؤسسات التي تمت مصادرتها والتي كان من بينها دور السينما. وبين التنكيل والمصادرة ودمج الوزارات يأتي عام 1985 لتظهر آثار سينمائية إيرانية والتي لاقت ترحيبا من الجمهور والنقاد لتبدأ السينما الإيرانية في الظهور من جديد على مستوى المهرجانات لدولية وأخذ عدد الأفلام السينمائية يزيد شيئًا فشيئًا، ليزيد عدد الأفلام في عام 1985 إلى 81 فيلمًا، وهو الرقم الذي لم يتكرر مطلقًا بعد ذلك التاريخ. أفلام إيرانية تصل للعالمية من تلك النقلة التاريخية لأن فترة الحكم الإسلامي قد شهد الكثير من الأنماط السينمائية كسينما الدفاع المقدس، وسينما الحرب، والتي برز فيها العديد من الأسماء ومنها المخرج إبراهيم خاتمي كيا، ورسو كلا قلي دور، وكمال تبريزي، وأحمد رضا درويش، ومجتبي راعي، وجما شورجه، وعزيز الله حميد نزاد، محمد برزكك نيا، وشهريار بحراني وأخرون، والذين استطاعوا أن يعطوا سينما الدفاع المقدس روحًا مختلفة كإبراز دور المرأة وإظهار الكوميديا في بعض الأعمال وغيرها من السمات الأخرى، لنعود لبعض الأفلام التي استطاعت أن تضع لمسات إبداعية في الساحة العالمية وتتخطى الحدود وذلك لتنوه موضوعاتها وتحقيق مستوى ابهار في التقنيات والتصوير واختيار الكادرات .. السينما التي انحازت للصورة وتعمل بمعزل أن أي سلطة . ومن بين تلك الأفلام فيلم "أطفال الجنة " (Children of Heaven; 1997) من إخراج وتأليف مجيد مجيدي، ومن بطولة بهاري صدقي، وأمير فاروق هاشميان، تم إصدار الفيلم عام 1997، وقد حصد العديد من الجوائز العالمية، كما أنه رُشح لجائزة الأوسكار لكنه لم يفُز بها. ويروي الفيلم قصة إضاعة "الطفل عليّ" حذاءَ أخته زهراء بعد أن قام الإسكافي بإصلاحه. يقرر عليّ أن يتقاسم حذاءه مع زهراء لتتمكن من الذهاب إلى المدرسة ريثما يجد لها حذاءً جديداً. ويبدأ الفيلم عند بائع الأحذية الذي يذهب إليه الطفل علي ليأخذ حذاء أخته الصغيرة زهراء. بعد أخذ الحذاء يذهب "علي" لشراء بعض حاجات المنزل، وعند بائع الخضروات يترك الحذاء خارج المحل، وتشاء الأقدار أن يمر جامع قمامة أعمى في هذا الوقت فيأخذ الحذاء مع القمامة، يعرف "علي" بعد ذلك أن الحذاء قد ضاع لكنه يخاف من أن يعرف والداه، خصوصًا أن والده لن يستطيع شراء حذاء آخر، يذهب علي للبيت فيجد صاحب المنزل يتشاجر مع والدته بسبب الإيجار، في النهاية يخبر أخته ما حدث ويتفق الاثنان أنهما سيعيشان بالحذاء نفسه، ومن هنا نرى الطفلين علي وزهراء في مواجهة العالم بأكمله بحذاء واحد، وهنا يروي المخرج شكل وطبيعة الحياة الاجتماعية في إيران.
وهنا نبدأ في رحلة جديدة مع فيلم "البائع" ل "أصغر فرهادي" والذي جاز على جائزة الاوسكار ، وتدور قصة الفيلم حول عماد وزوجته رنا، تبدأ الأحداث بإنذار لإخلاء مبنى آيل للسقوط، مما يدفع الزوجين لتأجير منزل آخر، غير أن هذا المنزل الجديد صاحب سمعة سيئة، بسبب امرأة كانت تعيش فيه، وبسبب هذه السمعة يدخل رجل على رنا فجأةً ويعتدي عليها، يعرف الزوج ما حدث، ويخاف من الفضيحة، لكنه يخاف أكثر من ألا ينتقم، ومن هنا يبدأ عماد في مغامرة تستمر خلال أحداث الفيلم، يحاول فيها الوصول للمُعتدي على زوجته حتى يأخذ لها حقها، بالتوازي مع هذه القصة نرى حياة عماد ورنا العملية، وذلك حيث يعمل الاثنان في مجال المسرح، فالزوجان ممثلان مسرحيان، والفيلم نفسه مُقتبس من مسرحية "Death of a Salesman" لآرثر ميلر.
وفيلم "Close-Up" أو مغلق وتم إنتاجه عام 1990، من إخراج وتأليف عباس كيارستمي، ومن بطولة حسين سابزيان، ومحسن مخمالباف، وعباس كيارستمي، ويحكي الفيلم عن قصة حقيقية، وهي قصة محاكمة حسين سابزيان، عاشق السينما الذي انتحل شخصية مُخرجه المُفضل. في أحد الأيام استقل حسين سابزيان حافلة وفي يده سيناريو فيلم سائق الدراجة وهو من الأفلام المميزة للمخرج الإيراني محسن مخمالباف، لاحظت المرأة التي تجلس بجانبه هذا السيناريو، فتحدثت مع سابزيان عن الفيلم وتحدثت عن حبها للفيلم والمخرج، وهنا يجد سابزيان نفسه وهو يخبر السيدة أنه هو نفسه المخرج الكبير مخمالباف، من هذا الموقف تطورت العلاقة مع السيدة آهنخه، التي يعرف سابزيان حب عائلتها لأفلام المخرج، فيذهب معها إلى منزلها، ويخبر العائلة أنه يريد استخدام منزلهم لتصوير فيلمه القادم، يظل سابزيان يتردد على العائلة وفي أحد المرات يأخذ من أحد الأبناء 1900 تومان، ويبدأ الأب يشك فيه ويقوم بالاستعانه بأحد الصحفيين والذي يؤكد له أن هذا الشخص المتواجد في منزله ينتحل شخصية المخرج، ويقوم الأب بالإبلاغ عنه وتتم محاكمته حتى نكتشف دوافع حسين المنتحل لشخصية المخرج وقدمه على فعل ذلك في رحلة عبر النفس البشرية تجعلك تتعاطف معه .