تبادل ميت رومني ونيوت غينغريتش الجمهوريان الساعيان لاقتناص ترشيح حزبهما لخوض انتخابات الرئاسة، الاتهامات حول قضايا الهجرة فضلا عن اتهامات تتعلق بالشخصية، وذلك عشية المناظرة المقرر ان تجرى الخميس قبل الانتخابات التمهيدية محمومة التنافس في ولاية فلوريدا. فالمرشحان الابرز في الطاقم الجمهوري -- اللذان باتت استطلاعات الرأي تشير الى تقارب واضح بينهما -- امضيا الاربعاء يسعيان لخطب ود الناخبين من اصول لاتينية ويسددان اللكمات كل للاخر في ساحة المعترك الذي تفتح نتيجته المباراة بمواجهة الرئيس الجمهوري باراك اوباما في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل على البيت الابيض. واشار استطلاع جديد اجرته سي ان ان الى ان النتيجة متقاربة جدا بحيث يصعب ترجيح الفائز بانتخابات فلوريدا التي تجري الثلاثاء المقبل، حيث حصل رومني حاكم ماساتشوستس السابق على 36 بالمائة بينما حصل رئيس مجلس النواب السابق غينغريتش على 34 بالمائة مع وجود هامش خطأ في حدود الفارق بينهما. وجاء بفارق واضح بعدهما السناتور السابق عن بنسيلفانيا ريك سانتوروم بحصوله على 11 بالمائة ثم عضو الكونغرس عن تكساس رون بول بتسعة بالمائة ليكتمل بالاربعة السباق الجمهوري راهنا. غير ان استطلاعا اجرته جامعة كانيبياك وجد انه في حالة اصبح رومني المرشح عن الجمهوريين فان نتيجته امام اوباما ستكون 45 بالمائة لكل منهما في انتخابات عامة، ما يعزز القول ان رومني ربما المرشح الافضل للفوز ببطاقة الجمهوريين. وطبقا لذاك الاستطلاع في حال كان غينغريتش المرشح الجمهوري فسوف يحصل على 39 بالمائة مقابل حصول اوباما على 50 بالمائة -- غير ان غينغريتش يظل في وضع المهاجم قبل معترك فلوريدا، حيث ازدرى باعتقاد رومني انه يتعين فرض اجراءات حكومية اشد ان اريد اجبار المهاجرين غير الشرعيين على ترك البلاد طواعية. وقال غينغريتش خلال حفل نظمته الغرفة اللاتينية للتجارة وشبكة يونيفيجن "ان اعتقد رومني ان جدة شخص ما ستتقطع بها السبل فتضطر للرحيل طوعا فإن هذا.. حقا خيال يناطح خيالات اوباما". يذكر ان قضية الهجرة قضية تحمل تبعات سياسية جمة بالنسبة للمرشحين الاثنين، فبينما يعنف المحافظون غينغريتش باعتباره متهاونا تجاه الهجرة غير الشرعية الى البلاد، يجد رومني ان تعهده رفض قانون بمنح الاقامة الدائمة لخريجي المدارس العليا والذين يخدمون في الجيش من ابناء المهاجرين غير الشرعيين قد افقده الكثير من اصوات ذوي الاصول اللاتينية المتواجدين بكثرة في الولاية التي يسعى للفوز بها. يشار الى ان اكثر من 450 الفا من ذوي الاصول اللاتينية في فلوريدا يؤيدون الجمهوريين، ما يجعلهم شريحة سكانية حاسمة في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في الحادي والثلاثين من كانون الثاني/يناير، وهي الانتخابات الاحدث بين سلسلة انتخابات تمهيدية بالولايات لتقرير من يرشح عن الجمهوريين. وعلى مستوى الولاية ككل ثمة 1,4 مليون ناخب مسجل من اصول لاتينية (اي من المكسيك واميركا الوسطى والجنوبية)، حسب البيانات الانتخابية للولاية، ما يجعل اللاتينو، كما يعرفون في الولاياتالمتحدة، كتلة تصويتية حيوية في انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر. وقال غينغريتش انه سيفكر في ان يولي الاميركي الكوبي سناتور فلوريدا ماركو روبيو منصب نائب الرئيس مرشحا معه عن الجمهوريين ان فاز بترشيح الحزب، رغبة منه في ان يرجح فوزه بالصوت اللاتيني في الولاية. كما حاول كل من غينغريتش ورومني المزايدة على من الاشد حينما يتعلق الامر بالتعامل مع النظام الكوبي. فقد تعهدا بدعم انتفاضة كوبية ان نشأت بينما اي منهما في سدة الحكم في البيت الابيض، مدركين وجود مليون اميركي من اصول كوبية في الولاية اغلبهم فروا كارهين الحكم الشيوعي في الجزيرة. وقال غينغريتش لشبكة يونيفيجن الناطقة بالاسبانية "لو وقعت انتفاضة شرعية حقيقية سنقف بالطبع الى جانب الشعب". واضاف "نحن على اتم الاستعداد حينما يتعلق بدعم الشعب في ليبيا، وربما ندعم ايضا الشعب في سوريا، ولكن ليس في كوبا؟ حينما يتعلق الامر بكوبا نرفع ايدينا؟ هذا هراء! الشعب الكوبي يستحق الحرية". ومن جانبه تحدث رومني عند نصب فريدوم تاور (برج الحرية) المقام ابرازا للهجرة الكوبية الى الولاياتالمتحدة، حيث قال ان اوباما "لا يفهم انه بمساعدته لكاسترو فإنه لا يساعد شعب كوبا بل يضره". وقال رومني انه اذا تولى الرئاسة فسيعاقب الشركات الاجنبية التي تتعامل مع كوبا، "لا ان امنح كاسترو هدايا!". وكان اوباما قد خفف بعض القيود المفروضة على السفر وقيودا اخرى مفروضة على كوبا وان ابقى الحظر الاميركي المفروض على الجزيرة منذ عقود، قائلا انه مستعد فقط لتغيير السياسة القائمة منذ وقت طويل اذا شرع النظام الشيوعي الكوبي في تطبيق اصلاحات ديموقراطية. واظهر استطلاع نشرت نتائجه الاربعاء ان ذوي الاصول اللاتينية في فلوريدا يفضلون رومني على غينغريتش، غير ان اوباما يتصدر كليهما في تفضيل تلك المجموعة العرقية الرئيسية على صعيد البلاد ككل. وبين اللاتينو الذين يعتزمون التصويت في الانتخابات الجمهورية التمهيدية وجد الاستطلاع ان رومني يتفوق بخمس عشرة نقطة على غينغريتش بحصوله على 35 بالمائة مقابل 20 بالمائة. وفي تلك الاثناء تبادل انصار كل مرشح الحرب الكلامية التي استهدفت شخصية المرشح الخصم على ساحة القنوات التلفزيونية المحلية في فلوريدا. فقد اصر اعلان مخصص لرومني ان غينغريتش يبالغ في وصف صلاته بالرئيس السابق رونالد ريغان المحبب جدا لدى المحافظين. ويقول قارئ الاعلان "من المناظرات يخال لك وكأن نيوت غينغريتش كان نائب الرئيس ريغان" قبل ان يختتم القول "اما حينما يتعلق الامر بالزعامة والشخصية فهيهات بين غينغريتش ورونالد ريغان".