اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان الاجهزة المختصة تتحقق من شريط فيديو بثه الخميس مركز سايت الاميركي لرصد المواقع الاسلامية، ووجه عبره عنصر من المديرية العامة الفرنسية للامن الخارجي (جهاز الاستخبارات) محتجز في الصومال منذ تموز/يوليو 2009 "نداء استغاثة" الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وقال فيليب لاليو المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحافي "يجري التحقق من شريط الفيديو هذا. انها عملية طويلة تقوم بها الاجهزة المختصة، هنا في فرنسا، وفي الصومال ايضا، وتتطلب خصوصا عددا كبيرا من تقاطع المعلومات. وهذه العملية جارية، ويمكن ان تستمر بعض الوقت". واوضح المتحدث ان الاجهزة المختصة "تستخدم كل الوسائل لاجراء عملية التحقق" من صحة الشريط. واضاف "استنفرت كل اجهزة الدولة للافراج عنه وعودته الى عائلته في فرنسا. اننا نعمل ليلا ونهارا على هذا الموضوع ولم نتجاهل اي خيط او نهمله". وقال الرهينة في الشريط "اسمي دوني اليكس وهذه الرسالة موجهة الى فرنسوا هولاند رئيس فرنسا الجديد" وتابع "سيدي الرئيس، لا ازال على قيد الحياة، لكن الى متى؟ هذا رهن بكم". وقال فيليب لاليو "اريد ان اشيد بشجاعة هذا المواطن وان اقول له اننا الى جانبه، كما اننا الى جانب عائلته وزوجته في هذه الظروف المؤلمة والبالغة الصعوبة". واوضح موقع سايت ان شريط الفيديو الذي يستمر اربع دقائق ويتضمن ترجمة بالانكليزية نشر على مواقع جهادية الخميس، ويؤكد فيه الرهينة الذي قد يكون الاسم الذي افصح عنه اسما مستعارا، انه صور في تموز/يوليو 2012 اي بعد ثلاث سنوات على خطفه. وردا على سؤال "هل كان الكي دورسيه على علم بوجود شريط الفيديو هذا قبل بثه الخميس؟" اجاب المتحدث "لا تعليق". واضاف المتحدث "في هذه الاوضاع البالغة التعقيد، يجب ان نكون بالغي الحذر لمصلحة رهائننا ولمصلحة دني اليكس"، مذكرا بأن سبعة رهائن فرنسيين محتجزون في الوقت الراهن، وهم اربعة في النيجر واثنان في مالي وواحد في الصومال. وشدد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية على القول "في هذه القضايا، علمتنا التجربة ان الحذر هو ضمان النجاح. اننا نستخدم كل الوسائل من اجل عودتهم الى فرنسا". وظهر جليا في الشريط ان الرهينة يقرأ نصا مكتوبا، وبدا شاحب الوجه مع سواد تحت عينيه وكان يرتدي ثوبا اخضر. وقال "اسجل هذه الرسالة التي اتوجه بها شخصيا اليكم هذا الشهر في تموز/يوليو 2012، بعد ثلاث سنوات على خطفي، ثلاث سنوات بعيدا عن عائلتي وزوجتي واطفالي (...) ثلاث سنوات من الوحدة". واضاف "طوال هذه السنوات الثلاث الصعبة، ما سمح لي بالصمود هو فكرة ان حكومتي تعمل بلا هوادة من اجل الافراج عني" مؤكدا ان "باب التفاوض لا يزال مفتوحا". وتابع "اعول عليكم وآمل ان اصافحكم قريبا في مطار باريس وان اشكركم على مساعدتكم". ولم تشأ المديرية العامة للامن الخارجي الادلاء باي تعليق ردا على اسئلة فرانس برس مكتفية بالتذكير بتصريحات وزير الدفاع جان ايف لودريان في منتصف تموز/يوليو حين اكد انه "يعمل مع اجهزة الاستخبارات الفرنسية من اجل التمكن من اخراج (الرهينة) من هذا الوضع الخطير". ولطالما لزمت السلطات الفرنسية التكتم الشديد بشان هذا العميل والجهود المبذولة لمحاولة تحريره. وكانت زوجة دوني اليكس وجهت في 13 تموز/يوليو 2012 عشية الذكرى الثالثة لخطفه نداء مؤثرا ابدت فيه املها بان يعود واعربت له عن حب عائلته ودعمها. وقالت زوجته التي تربي اطفالهما الثلاثة وحيدة منذ خطفه "دوني، هذه انا، زوجتك. ابث هذه الرسالة عبر الاذاعة على امل ان تسمعني حيث انت، في مكان من الصومال". وقالت "انني اثق بك، بقوتك الذهنية وصلابتك. لقد لقنتنا كل ذلك. امل ان تصلك هذه الرسالة وان تساعدك على الصمود. كلنا معك ولن نتخلى عن شيء". وفي اليوم نفسه اكد وزير الدفاع ان دوني اليكس على قيد الحياة قائلا "انه حي، لدينا اثبات على ذلك وتلقينا اخبارا عنه". وكلفت خلية خاصة متابعة ملف دوني اليكس على غرار الرهائن الفرنسيين الستة الاخرين المحتجزين في النيجر ومالي. وكان زميل له في الجهاز نفسه خطف معه في 14 ايلول/سبتمبر 2009 تمكن من الفرار في نهاية اب/اغسطس 2009. وبحسب الحكومة الفرنسية كان العنصران مكلفين تدريب عناصر في الشرطة والحرس الرئاسي فيما تؤكد حركة الشباب الاسلامية انهما كانا يجمعان معلومات لفرنسا لحساب "القوات الصليبية" في الصومال.