تستمر العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية في بعض احياء دمشق وفي ريف العاصمة الثلاثاء وقد حصدت اكثر من مئة قتيل خلال يومين، في وقت جددت باريس وواشنطن مطالبتها برحيل الرئيس السوري بشار الاسد. في الوقت نفسه، تستمر المعارك بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين للسيطرة على مدينة حلب في شمال البلاد، فيما سقط الاربعاء 77 قتيلا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 20 شخصا قتلوا في اطلاق رصاص "خلال حملة عسكرية تنفذها القوات النظامية في حي كفرسوسة" في جنوب غرب دمشق منذ صباح اليوم. واشار الى ترافق الحملة مع "اشتباكات عنيفة في منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة ومدينة داريا القريبة من العاصمة" تشارك فيها الطائرات الحوامة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان "الجيش النظامي يحاول اقتحام منطقة البساتين مدعوما بالدبابات والآليات الثقيلة". وذكر المرصد ان حملة اعتقالات ودهم طالت ايضا حي نهر عيشة في جنوب العاصمة وترافقت مع اشتباكات على طريق دمشق درعا في حي القدم المجاور الذي تعرض للقصف، وان مواطنا قتل في اطلاق رصاص خلال حملة دهم في في حي جوبر (شرق) "بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية". وكانت اشتباكات وقعت صباحا في طريق المتحلق الجنوبي في منطقة اللوان (في جنوبدمشق) ومحيط مطار المزة العسكري غرب العاصمة. وانفجرت سيارة مفخخة بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء في حي دمر في دمشق اسفرت عن مقتل ثلاثة شبان كانوا يستقلونها، بحسب المرصد. وافاد المرصد عن مقتل 42 شخصا الثلاثاء في بلدة معضمية الشام وحدها القريبة من دمشق بعضها نتيجة "اعدامات ميدانية" على ايدي قوات النظام. في حلب (شمال)، قال المرصد ان "احياء هنانو والشيخ خضر والصاخور وطريق الباب والشعار (في شرق المدينة) تعرضت للقصف من القوات النظامية" الاربعاء تزامن مع اشتباكات في حيي جمعية الزهراء والحمدانية (غرب). ويؤكد الطرفان انهما يحرزان تقدما على الارض في حلب. وقتل 31 مدنيا و15 مقاتلا معارضا الثلاثاء في اشتباكات وقصف في المدينة، بينما لم يعرف عدد الجنود الذين سقطوا فيها. ويأتي ذلك غداة مقتل 198 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا. دبلوماسيا، اعربت وزارة الخارجية الاميركية عن شكوك كبيرة في احتمال حصول مفاوضات حول استقالة الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك بعد اعلان نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل في موسكو الثلاثاء ان دمشق مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري في اطار حوار مع المعارضة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند ان واشنطن "لم تر شيئا استثنائيا" في هذا التصريح، مضيفة "كلما رحل الاسد بسرعة، كلما ازدادت فرص البحث في مرحلة ما بعد الاسد". واضافت ان على الحكومة السورية ان تبدأ عملية انتقال سياسية سريعة. وذكرت مصادر سياسية في دمشق ان قدري جميل زار موسكو من اجل البحث في طرح يقضي بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في سوريا باشراف دولي يشارك فيها كل الراغبين بالترشح، بمن فيهم بشار الاسد. وقالت المصادر ان الدول الاوروبية والولايات المتحدة ودولا عربية ترفض ترشح الاسد الى الانتخابات. واكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت الاربعاء عزم بلاده على التوصل الى رحيل بشار الاسد من السلطة، مشيرا الى ان فرنسا ارسلت تجهيزات غير عسكرية للحماية والاتصال الى المعارضة السورية. وقال انه ينبغي التوصل الى "حكومة انتقالية تضم جميع مكونات المجتمع السوري لتفادي تصفية الحسابات، ولا سيما حيال الاقليات". وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعلن الاثنين بعد استقباله الموفد الدولي الخاص الجديد الى سوريا الاخضر الابراهيمي انه "لا يمكن ان يكون هناك حل سياسي بدون رحيل بشار الاسد". واستقبل هولاند الثلاثاء رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا. واعلنت الرئاسة الفرنسية ان هولاند سيتسقبل الاربعاء امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للبحث في تطورات الازمة السورية. واعلن سفير الفاتيكان في سوريا المونسنيور ماريو زناري الاربعاء انه ينبغي حض جميع الاطراف على احترام القانون الانساني الدولي في سوريا. وقال في نداء عبر اذاعة الفاتيكان تطرق فيه الى الخسائر في صفوف المدنيين "نعجز عن الكلام، ومن الصعب على الجميع الادلاء بتصريحات. اننا مصدومون الى حد كبير وقلقون للغاية على المستقبل". واوضح "ان مهمة المسيحيين في مثل هذا الوضع المأساوي ان يكونوا كما يمليه عليهم دينهم، افرادا يبنون الجسور". ويشكل مسيحيو سوريا 7,5% من عدد سكانها العشرين مليونا. في تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، قتل منذ مساء الاثنين ثمانية اشخاص واصيب 75 آخرون بجروح في اشتباكات بين مجموعات سنية واخرى علوية في مدينة طرابلس في شمال لبنان.