قال مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان الثلاثاء لمجلس الامن الدولي ان خطته بشأن سوريا قد تكون "الفرصة الاخيرة لتجنب الحرب الاهلية" في هذا البلد، كما نقل عنه دبلوماسيون. لكن انان، الذي كان يطلع مجلس الامن مجددا على ما آلت اليه وساطته في سوريا، حذر من ان مهمته "ليست فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية". وايضا بحسب دبلوماسيين تابعوا مداخلته، عبر انان عن خشيته ازاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في هذا البلد. ولفت خصوصا الى ان السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بانها من دعاة اللاعنف. واشار انان الى "تقدم محدود" في تطبيق خطته على المستوى العسكري، مؤكدا في الوقت نفسه ان القوات الحكومية تستمر في "ممارسة الضغط على الشعب بشكل اكثر حذرا". واعتبر ان من مسؤولية الحكومة السورية اولا منع تصاعد العنف المسلح. ودعا الى اطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من الاهداف الواردة في خطته. واضاف ان وجود مراقبين من الاممالمتحدة في سوريا يهدف الى "توفير الظروف الملائمة لتسهيل تقدم سياسي". وهؤلاء المراقبون المكلفون خصوصا السهر على وقف اطلاق النار الذي اعلن رسميا في 12 نيسان/ابريل، يبلغ عددهم حاليا حوالى الستين لكن سيكتمل عددهم ليبلغ 300 جندي غير مسلح اواخر الشهر بحسب الاممالمتحدة. وقد وافق مجلس الامن على انتشارهم في منتصف نيسان/ابريل في مهمة حددت في البداية بثلاثة اشهر. وشدد انان بحسب الدبلوماسيين الحاضرين على ان الانتخابات التشريعية التي نظمت في سوريا الاثنين ونددت بها الاممالمتحدة والغربيون، لم تحضر في اطار حوار سياسي حقيقي وان اعمال العنف لم تتوقف. ولفت مسؤول عمليات حفظ الامن في الاممالمتحدة ايرفيه لادسو في مداخلة ايضا امام مجلس الامن الى "تراجع ملحوظ" في استخدام الاسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية. لكنه اكد بحسب الدبلوماسيين، استمرار العمليات العسكرية وان في شكل اكثر محدودية وكذلك حملات الاعتقال على نطاق واسع. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ان عدد القتلى الذين سقطوا جراء اعمال العنف في سوريا منذ بدء الحراك الشعبي ضد النظام في اذار/مارس 2011، وصل الى 11925 من بينهم 831 (589 منهم من المدنيين) سقطوا بعد اعلان وقف اطلاق النار في 12 نيسان/ابريل.