رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الإثنين طلبي استئناف تقدم بهما سجينان فلسطينيان مضربان عن الطعام منذ 70 يوما للافراج عنهما من السجن بعد احتجازهما في إسرائيل دون محاكمة. إلا أن المحكمة قالت في حكمها الذي نقلته وزارة العدل إن السلطات الأمنية يجب أن تدرس الإفراج عنهما لأسباب صحية. ووصفت المحكمة السجينين ثائر حلاحلة وبلال ذياب بأنهما عضوان نشطان في حركة الجهاد الإسلامي. وأضرب السجينان عن الطعام في السجون الإسرائيلية احتجاجا على ما يسمى "بالاعتقال الإداري" وهي سياسة تتبعها إسرائيل في العديد من القضايا التي لها علاقة بالأمن. ويضرب نحو 1550 سجينا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع احتجاجا على اعتقالهم ورفض للزيارات العائلية لهم ووضعهم في الحبس الانفرادي. وشجب قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني القرار ووصفه بأنه "حكم بالإعدام" واتهم المحكمة بأن لها دوافع سياسية. وأضاف فارس لرويترز "?? هذا بمثابة حكم بالاعدام على الأسيرين بلال ??وثائر. ??المحكمة تعلم بخطورة وضعهما الصحي ورغم ذلك قررت رفض الالتماس??.?? هذه المحكمة اداة بيد الشاباك?? (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي)." ومثل حجم الإضراب عن الطعام تحديا جديدا أمام إسرائيل التي تعرضت لانتقادات دولية بسبب الاعتقال دون محاكمة وقد تواجه إسرائيل ردا فلسطينيا عنيفا إذا توفي أي من السجناء المضربين. وكان حلاحلة وذياب قد تقدما بالتماس يوم الخميس ضد اعتقالهما وبدا عليهما الوهن ومثلا أمام المحكمة على مقعدين متحركين. وقال محامو السجينين وجماعات معنية بحقوق الإنسان إن حياتهما في خطر وأعيد ذياب إلى مستشفى إسرائيلي بعدما فقد وعيه. وقالت المحكمة في قرارها إن "الاعتقال الإداري يسبب عدم ارتياح لكل قاض" لكنه "شر لابد منه" لأن إسرائيل "تحارب الإرهاب باستمرار." لكن المحكمة لفتت انتباه السلطات الإسرائيلية إلى قانون يمكن أن يتم بموجبه الإفراج عن السجناء بشروط "إذا كانت أيامه على قيد الحياة معدودة نتيجة لمرضه أو إذا كان احتجازه في السجن يعرض حياته لخطر كبير." والكثير من الفلسطينيين لهم أقارب في السجون الإسرائيلية أو تعرضوا هم أنفسهم للإعتقال منذ أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عقود. ونُصبت خيام التضامن مع السجناء المضربين عن الطعام في الميادين الرئيسية من غزة إلى رام الله. وتنظم مظاهرات بشكل يومي تقريبا أمام السجن الإسرائيلي الرئيسي في الضفة الغربية وتتحول مرارا إلى مواجهات بين فلسطينيين يرشقون الجنود الإسرائيليين بالحجارة وقوات إسرائيلية ترد بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وقال ??محمد الهندي القيادي في الجهاد الاسلامي?? "??ارتقاء أي شهيد من بين الأسرى المضربين عن الطعام سيولد انتفاضة ثالثة مع العدو الصهيوني وذلك لتلقين العدو الصهيوني درسا?? ??قاسيا?? ??وللانتقام للأسرى ?? الفلسطينيين." وكانت إسرائيل قد أفرجت قبل ثلاثة أسابيع عن سجين فلسطيني أضرب عن الطعام يدعى خضر عدنان وهو عضو في الجهاد الإسلامي وسط مخاوف على حياته. ووافق عدنان على إنهاء إضرابه الذي استمر 66 يوما مقابل وعد بعدم تجديد اعتقاله. وقال مسؤولون فلسطينيون وجماعات معنية بالحقوق إن سجناء تابعين لحركة فتح يدرسون عرضا إسرائيليا بتلبية مطالبهم. وتشمل التنازلات زيادة محددة في الزيارات العائلية لسجناء غزة والموافقة على تقليل عدد السجناء في الحبس الانفرادي. وقال ممثلون آخرون إن لجنة فتح لا تمثل الحركة كلها. (إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)