فرقت شرطة مكافحة الشغب محتجين في العاصمة البحرينية يوم الثلاثاء باستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة ضغوطا دولية متزايدة لاطلاق سراح زعماء لانتفاضة العام الماضي. ولم يكن قرار محكمة استئناف يوم الاثنين باعادة محاكمة 21 من الشخصيات المعارضة كافيا لتهدئة الاحتجاجات المتصاعدة من جديد من جانب الغالبية الشيعية في المملكة واستؤنفت الاحتجاجات بالشوارع اليوم الثلاثاء. وفضت شرطة مكافحة الشغب التي انتشرت بكثافة مظاهرة في منطقة السوق في المنامة حيث اطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على عشرات المحتجين الذين كانوا يرددون هتافات مناهضة للحكومة. وذكر ناشطون أيضا أن احتجاجات صغيرة بمناسبة اليوم العالمي للعمال نظمت في عدد من المناطق الشيعية. وفصل الاف المحتجين والاشخاص الذين يشتبه في انهم يؤيدونهم أو اوقفوا عن العمل العام الماضي اثناء حملة على الانتفاضة ويقول البعض انهم لم يستعيدوا وظائفهم. ويشكو الشيعة من التمييز ضدهم وتهميشهم في الحياة السياسية والاقتصادية. وتنظر النخبة السنية الحاكمة للانتفاضة التي قادها الشيعة على أنها محاولة لاخضاع البحرين لنفوذ ايران. وتقول الحكومة ان الكثير من الشيعة يشغلون مناصب حكومية ويساعدون في ادارة الاقتصاد وان اصلاحات اجهزة الشرطة والقضاء بدأت. لكن لم يتم احراز تقدم فيما يتعلق بالمطلب الاساسي للمعارضة وهو أن يتولى البرلمان صلاحيات كاملة في التشريع وتشكيل الحكومة. وأحالت محكمة التمييز وهي أعلى هيئة قضائية في البحرين أمس الاثنين قضية 21 رجلا أدينوا امام محكمة عسكرية الى محكمة مدنية وأفرجت عن شخص واحد أقل شهرة. وسبعة من بين المتهمين اما خارج البلاد او مختبئون. لكن المحكمة قضت بأن يظل المتهمون محبوسين ومنهم عبد الله الخواجة المضرب عن الطعام منذ نحو ثلاثة أشهر. وسمح لفريق من هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بزيارته يوم الثلاثاء وأظهرت صورة نشرت له وهو جالس على السرير انه يبدو نحيفا لكنه يقظ. وكان يتناول السوائل. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك في بيان "بعد أكثر من عام على اعتقالهم لم تقدم السلطات البحرينية دليلا على أن الزعماء المسجونين كانوا يفعلون أي شئ سوى ممارسة حقوق الانسان الاساسية." وأضافت "لكن محكمة التمييز لم تشر الى حقيقة أن المتهمين لم يفعلوا شيئا سوى ممارسة حقوقهم الاساسية." وردا على ذلك قال الشيخ عبد العزيز بن مبارك ال خليفة مستشار هيئة شؤون الاعلام انهم يثقون تماما في النظام القضائي في البحرين وسينتظرون حتى تنظر الطعون مضيفا انه يثق في ان النتيجة ستكون عادلة. واستطرد قائلا ان المتهمين يواجهون تهما جنائية خطيرة تتجاوز ممارسة حقوق الانسان الاساسية. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في افادة صحفية في جنيف اليوم "طالبنا سلطات البحرين باتخاذ خطوات لضمان الافراج عن السيد الخواجة ونقله الى مستشفى مدني." وأضاف "ليس هناك من سبب يدعو لمنعه من الاتصال بأحد ويجب السماح له على الفور بالاتصال بأسرته وبالسفير الدنمركي.. وبطبيب ومحام يختاره هو." وما زالت البحرين تعاني من اضطرابات بعد مرور أكثر من عام على الانتفاضة التي قادها الشيعة بوحي من انتفاضات الربيع العربي في كل من تونس ومصر. وتنظم أحزاب معارضة تجمعات حاشدة كل أسبوع وتندلع اشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمحتجين كل ليلة في احياء تقطنها أغلبية شيعية في أنحاء البلاد. وأدت الانتفاضة الى احداث صدع في استقرار البحرين ودفعت السعودية الى الدعوة لتوحيد الصف بين كل الانظمة الملكية في دول الخليج للمساعدة على مواجهة النفوذ الايراني وحركات الاحتجاج. وتصف حكومة المنامة المعارضة بأنهم متطرفون اسلاميون من الشيعة طوع أمر ايران. وتنفي المعارضة هذا وتقول ان مثل هذه الاتهامات تهدف الى تبرير التمسك بالمزايا الجائرة التي يحصل عليها السنة على حساب الشيعة. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان المحاكمة الجديدة يجب أن تتم بسرعة وأبدت قلقها على صحة الخواجة ودعت الى "حل عاجل وعادل". وقالت وزارة الخارجية في بيان "نحث الان المحاكم على المضي سريعا في هذه المسألة مع اتباع الاجراءات السليمة والشفافية. ندعو الى اعادة النظر في قضايا كل الادانات التي أيدتها المحاكم العسكرية دون مزيد من التأخير." كما تعتزم الحكومة محاكمة 20 مسعفا لاتهامات بالتحريض على الاطاحة بالحكومة ومحاولة احتلال مستشفى. وتقول جماعات لحقوق الانسان ان 20 منهم ألقي القبض عليهم لقيامهم بمعالجة المحتجين الذين أصابتهم قوات الامن العام الماضي. وقال زعماء للمعارضة ان حملة الاحتجاج ستستمر لحين الافراج عن كل السجناء وتطبيق الاصلاحات السياسية واصلاحات اخرى في مجال حقوق الانسان. وطالب أسامة مهنا العضو المستقل في البرلمان الاسبوع الماضي باستقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة الذي يشغل منصبه منذ 41 عاما. وقالت وزارة الداخلية ان صالة للالعاب الرياضية يمتلكها تعرضت لاطلاق النار من مجهولين بعد ذلك بعدة أيام. من عامر محمد (شارك في التغطية أندرو هاموند في دبي وستيفاني نيبهاي في جنيف - اعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)