نفت شركة النفط الصينية الماليزية بترودار مشغل حقول النفط الرئيسي في جنوب السودان يوم الاحد أن تكون ساعدت السودان على احتجاز أي كميات من نفط الجنوب بعدما اتهمت جوبا شركات صينية بالتعاون مع الخرطوم في نزاع بين البلدين. ويخوض جنوب السودان نزاعا مع جاره الشمالي بشأن مدفوعات نفطية. وسيطر البلد الحبيس على ثلاثة أرباع انتاج النفط السوداني عندما أصبح مستقلا في يوليو تموز لكنه بحاجة الى خط أنابيب شمالي وميناء سوداني على البحر الاحمر لتصدير الخام. ولم يتفق البلدان على الرسوم التي يتعين على جوبا دفعها مما دفع الخرطوم الشهر الماضي الى احتجاز ما لا يقل عن ثلاث شحنات نفط جنوبية في الميناء. ورد الجنوب بوقف انتاجه النفطي البالغ 350 ألف برميل يوميا. وفي الايام القليلة الماضية اتهم عدة مسؤولين جنوبيين شركات نفط صينية لم يحددوها بمساعدة السودان على احتجاز نفط الجنوب. وبدأت الحكومة تحقيقا الاسبوع الماضي وهددت بطرد شركات صينية اذا ثبت تعاونها مع السودان. وقالت بترودار التي كانت تضخ 230 ألف برميل يوميا من ولاية أعالي النيل الجنوبية حتى وقف الانتاج انها التزمت على الدوام بتعليمات جوبا ولم يكن لها أي دور في في احتجاز النفط الجنوبي بميناء بورسودان. وقالت انها أمرت موظفيها بعدم التعاون أثناء احتجاز الشحنات الثلاث والذي أشرفت عليه الأجهزة الامنية للخرطوم. وقالت في بيان "بترودار لا تعلم الوجهة ولا مشتري الشحنات الثلاث التي احتجزتها جمهورية السودان." وأضافت الشركة أنها قدمت دائما تحديثات يومية للانتاج والآبار العاملة بعدما شكك وزير النفط ستيفن ديو داو في أرقام انتاج بترودار. وقالت بترودار "العدد اليومي للآبار العاملة يتفاوت من يوم لآخر بناء على العمليات وصيانة الابار وأنشطة تجديد الآبار." وقال داو ان هناك 40 ألف برميل يوميا ناقصة في حقل نفط بالوج الرئيسي لكن بترودار عزت الفرق الى فصل المياه أثناء الضخ. وبترودار كونسورتيوم يتألف من سينوبك ومؤسسة النفط الوطنية الصينية وبتروناس الماليزية. وتدير الشركة حقولا نفطية في جنوب السودان وخط أنابيب التصدير الذي يعبر أراضي السودان. وأثارت اتهامات جنوب اسودان حيرة دبلوماسيين غربيين نظرا لان الصين هي أكبر مشتر لنفط الجنوب الذي يسهم بنسبة 98 بالمئة من ايرادات الدولة. وقالت بترودار أيضا ان استئناف انتاج النفط سيستغرق من 40 يوما الى ستة أشهر وربما أكثر من ذلك مما يلقي بظلال من الشك على تصريحات حكومية بأنه يمكن استئناف انتاج النفط في أي وقت. ويستأنف جنوب السودان محادثات بشأن النفط برعاية الاتحاد الافريقي في أديس أبابا يوم الخميس لكن دبلوماسيين لا يتوقعون انفراجة نظرا للتباين الشديد في المواقف. ويطالب السودان بمدفوعات متأخرة بمليار دولار اضافة الى 36 دولارا للبرميل في حين تقول جوبا انها مستعدة لدفع نحو دولار للبرميل. وحذر الرئيس السوداني عمر حسن البشير من أن النزاع قد يؤدي الى حرب. وخاض الشمال والجنوب حربا أهلية استمرت لعقود وأودت بحياة مليوني شخص.