شعر وزير نفط جنوب السودان ستيفن ديو داو بالغضب الشديد عندما اكتشف أن إنتاج أحد حقول النفط النائية نقص بمقدار 40 ألف برميل يوميا ، وأدرك على الفور علَى من يمكنه إلقاء المسؤولية. و كشف إن حكومة الخرطوم سرقت النفط ما يظهر عمق غياب الثقة في مفاوضات النفط مما يقول البعض إنه يهدد بتجدد الصراع بين الطرفين.
وأبلغ الوزير الصحفيين خلال زيارة لحقل بالوج النفطي بالقرب من الحدود المضطربة مع السودان "نعتقد أن الخرطوم تضخ المزيد من الاحتياطات من هذا الامتياز لتتمكن من تشغيل مصفاة الخرطوم. " وتصاعدت في الفترة الاخيرة الشكوك على امتداد الحدود غير الواضحة بين السودان وجنوب السودان الذي انفصل كدول مستقلة في يوليو من العام الماضي.
وفي خطاب انفعالي قال الرئيس سيلفا كير انه ليس أمامه خيار سوى اغلاق حقول النفط لمنع الرئيس السوداني عمر حسن البشير من "سرقة" النفط ما أثار سؤال عن كيف سيطعم بلد في حجم فرنسا ويدفع رواتب الجنود الذين سيحتاجهم لقمع أي اضطرابات.وبعد الفشل في الاتفاق على رسوم عبور النفط بدأت الخرطوم في احتجاز خام جنوب السودان وباعت شحنة منه.
ومن المتوقع أن تستأنف المحادثات الاسبوع المقبل لكن الدبلوماسيين يقولون انه من الصعب توقع تسوية بين الطرفين في حين يسمع البعض طبول الحرب.
وتبدو تقديرات رسوم العبور متباينة بدرجة كبيرة اذ تطلب الخرطوم مليار دولار كمتأخرات و36 دولارا عن كل برميل يجري شحنه عبر خط الانابيب.
وتريد جوبا دفع أقل من دولار تمشيا مع الاعراف الدولية قائلة انها ترفض تحمل نصيب من ديون السودان الخارجية البالغة 38 مليار دولار. ويقول كير ان السودان "نهب" شحنات نفط تبلغ قيمتها 815 مليون دولار.
وأمام الصين أكبر مشتر للنفط من جنوب السودان والتي تتمتع بثقة الطرفين أفضل فرصة للتوسط في إبرام اتفاق وأرسلت مبعوثا للبلدين في ديسمبر كانون الاول الماضي للمساعدة في رأب الصدع.