قتل 51 شخصا على الاقل في هجوم جديد بولاية جونقلي بجنوب السودان، في فصل جديد من المواجهات المسلحة بين قبائل متنافسة في هذه المنطقة، كما اعلن حاكم الولاية الثلاثاء. وقال كول مانيانغ لوكالة فرانس برس ان الهجوم "وقع امس حوالى الساعة 16,30" مستهدفا قرية دوك باديت. واضاف "تاكد مقتل 51 شخصا وقمنا باجلاء 22 جريحا الى جوبا" عاصمة جنوب السودان. وقال انه يتوقع ارتفاع حصيلة الجرحى لان عددا من السكان فر الى قرى اخرى. وقال "احرقت القرية بكاملها". واضاف ان مسلحين دخلوا القرية الواقعة في شمال جونقلي في وقت متاخر الاثنين ومعظم القتلى "من النساء والاطفال والمسنين". وتابع "نعتقد ان (المهاجمين) من قبيلة مورلي من مقاطعة بيبور"، موضحا "كانوا في السابق يهاجمون قطعان الماشية واليوم انتقلوا الى القرى ولا ندري لماذا". وسكان بلدة دوك باديت من قبيلة دينكا التي تعتبر خصما لقبيلة مورلي. وتشهد ولاية جونقلي النائية والفقيرة تصعيدا كبيرا في الهجمات المتبادلة بين قبائل متنافسة اسفرت عن مقتل المئات. ويتبادل المعسكران التهم بسرقة المواشي والخطف. واعلن جنوب السودان الذي نال استقلاله في تموز/يوليو 2011 جونقلي "منطقة منكوبة" فيما اطلقت الاممالمتحدة "عملية طارئة" لمساعدة حوالى 60 الف شخص تضرروا من جراء اعمال العنف. ففي اواخر كانون الاول/ديسمبر هاجم حوالى 8000 شاب من قبيلة النوير منطقة بيبور التي تقطنها قبيلة مورلي ما اسفر عن مقتل العشرات وربما المئات بحسب الاممالمتحدة. واسفر رد قبيلة المورلي عن مقتل اكثر من 100 شخص. فيما تمت سرقة الكثير من الحيوانات في العمليات السابقة يبدو ان عملية الاثنين استهدفت بوضوح السكان، بحسب نائب جنوب سوداني. وقال فيليب تون ليك دنق في مؤتمر صحافي ان الهجوم نفذه "اشخاص تم التعرف اليهم رسميا كشبان مسلحين من المورلي". وتابع "لم يأخذوا اي ماشية (...). اتوا فقط بهدف الابادة". وفي محاولة للحد من اعمال العنف تم نشر حوالى 3000 جندي اضافي في جونقلي ولا سيما في المناطق التي يقطنها المورلي، على ما اعلن وزير الاعلام الجنوب سوداني برنابا مريال بنجامين. وقال "ان القوات التي ارسلناها لا يمكنها تغطية المنطقة كاملة". فمساحة ولاية جونقلي التي يصعب الوصول اليها بسبب غياب الطرقات المعبدة توازي مساحة النمسا وسويسرا معا. وعانت هذه المنطقة الكثير من تبعات الحرب الاهلية التي مزقت السودان طوال عقدين وانتهت في اواخر 2005. وادى اتفاق السلام المبرم انذاك الى استقلال جنوب السودان في 9 تموز/يوليو الفائت.